أنا سيدة من خلفية غير مسيحية أعيش في إحدى دول شمال أفريقيا. عندما كنت في سن العاشرة في المدرسة الابتدائية، كان هناك مدرس يحبني كثيرًا كابنته لاجتهادي في الدراسة وتفوّقي، وكنت أعتبره مثل والدي. كان يعلمني الصلاة مع زميل لي في المدرسة بعد انتهاء اليوم الدراسي.
وفي نهاية كل صلاة كان يقدم لنا هدية. حتى جاء ذلك اليوم حين طلب مني مدرّسي أن أعلّم زملائي في المدرسة الصلاة. وحينما انتهيت من الصلاة، كنت في غاية السعادة في انتظار هدية من مدرسي كما عوّدني. ولكني وجدته ينهال عليّ ضربًا بدون رحمة – ولا أدري ما هو سبب كل هذه الوحشية – حتى عرفت بعدئذ أنه يضربني لأنني نفذت كلامه وصليت جهرًا، وكان عليّ كفتاة أن أصلي سرًّا كما هو مذكور في القرآن، وأرفض أن أصلي جهرًا أمام زملائي الأولاد. وهنا سألت نفسي أنا الطفلة الصغيرة: هل الله هو بهذه القسوة والغلظة؟! لأن مدرسي قال لي إنني بلغت العاشرة من عمري ويمكنه ضربي لتأديبي تطبيقًا للحديث النبوي الذي يقول: "مروهم للصلاة في سبع واضربوهم في عشر." وفي ذلك الوقت كرهت أستاذي وكرهت الصلاة.
ولكن في نفس العام تزوَّجَت خالتي من شخص مؤمن بالمسيح – وهي أيضًا قد آمنت بالمسيح – وكانت تأتي باستمرار لزيارتنا، فشعرت بتغييرٍ في سلوكها وحياتها الروحية؛ فبعد أن كانت تعاملنا بجفاء أصبحت تعاملنا بطريقة مختلفة مليئة بالحب والعطف.
وفي أحد الأيام أحضرت لنا فيلمًا عن حياة السيد المسيح، وعندما شاهدت السيد المسيح على الصليب وهو يطلب المغفرة من أجل صالبيه، توقفت أمام ذلك المشهد وأخذت أفكّر: هل يمكن أن يتحمّل أحد العذاب والضرب والإهانة والصلب، وفي النهاية يطلب المغفرة لمعذبيه؟
وبدأت أتحدّث مع خالتي باستفاضة عن السيد المسيح حتى وجدت نفسي لا أريد ربًا سواه على حياتي. وكذلك آمنت أختي أيضًا وبقية أفراد عائلتي، ما عدا والدي الذي كان متغرّبًا؛ لكننا كنا نصلي من أجله لكي يعرف المسيح الرب.
لقد تغيّرت حياتي كلية وأصبحت أشعر أنني أحظى بالتقدير كإنسانة في الرب يسوع المسيح، وشعرت بقيمتي الغالية لدى الرب يسوع، وأصبحت أستطيع أن أصلي في أي وقت سرًّا كان أو جهرًا لأنه يسمعني في كل حين.
ثم واجهتني مشاكل عديدة عندما علم والدي بإيماني بعد عودته، إذ حاول عدو الخير أن يبعدني عن إيماني، لأنه قَبِل والدي خطبتي لأحد الشبان غير المؤمنين. واستمرت خطبتي لمدة خمس سنوات، لكنني تمسّكت بإيماني وكنت أصلي أن ينقذني الرب من هذه الزيجة حتى استجاب الله لصلاتي، وتركني خطيبي بدون أي مشاكل. وقد كان تمسكي بإيماني سببًا في تغيير والدي الذي ترك لي حرية الإيمان بالرب يسوع بالرغم من عدم إيمانه. وأنا الآن أصلي لكي يلمس الرب قلبه ويؤمن به.
أنا أشكر الرب يسوع المسيح لأنه أعطاني الآن زوجًا مؤمنًا لنتمتّع معًا ببناء أسرة مسيحية هدفها تمجيد اسم الرب على الدوام.