ما تفتقر إليه بيوتنا هو محبتنا بعضنا لبعض!
قد يقول أحدنا: هذا أمر غريب، إذ كيف يُقال هذا عن بيوتنا؟!
لا أحد يقدر أن يحب زوجتي أكثر مني! لكن لنتريّث قليلاً ونتأمّل في معنى المحبة.
المحبة ليست مجرد شعور أو عاطفة قوية، وإنما هي رابطة قوية نجد صفاتها في 1كورنثوس 13 التي تكشف لنا عن معناها. وإذا امتحنّا أنفسنا على ضوئها نجد بأننا مقصّرون في محبتنا بعضنا لبعض، وأيضًا في سلوكنا.
والكراهية هي ضدّ المحبة. فلنتمعّن ببعض مقاطع ذلك الأصحاح العظيم:
المحبة تتأنّى وترفق، أي إنها صبورة. المحبة لا تحسد، أي مجردة عن الحقد والحسد.
المحبة لا تتفاخر، أي لا تتكبّر. المحبة لا تحتدّ، أي أنها ليست فظّة.
المحبة لا تظنّ السوء، لا تراعي أفكارًا سيئة. المحبة لا تطلب ما لنفسها، أي ليست أنانية.
وجدير بنا أن نمتحن أنفسنا ونرى موقفنا تجاه هذه المبادئ: فنحن لا نصبر، بل نجيب بغضب، غير محتملين بعضنا البعض! وما أكثر الحسد في بيوتنا! فالزوجة تغار من الهدايا التي يحصل عليها زوجها! والأخ يغار من أخيه حتى في مجال التقدم الروحي! وهناك حسد بين الإخوة والأخوات! وكثيرًا ما نظن أن اللطف هو محبة في الأمور الصغيرة، ولكننا يا للأسف، نحن نزلّ ونخطئ حتى في الأمور الصغيرة...
وما أكثر ما ننتفخ، أي نتكبّر ونتباهى! فالكبرياء ذات مصادر مختلفة، وكثيرًا ما نعتدّ برأينا فلا نعود نأخذ برأي الآخرين بل نحتقرهم ونلومهم، إعتقادًا منَّا أننا أسمى منهم مرتبة. ومع هذا فنحن نظنُّ أننا نحب، ونعيش بموجب المحبة الحقيقية!
وعندما تُفرض علينا المحبة، نتوهّم أننا لا نسعى إلى ما هو لنا ظنًّا منَّا أننا لسنا أنانيين. ولكن كم مرة وضعنا مصالحنا فوق مصالح الآخرين. وما أسرع ما نثور ونسمح للأفكار السيئة أن تملأ دماغنا، وما أقبح الشعور الذي نحمله لشخص آخر أهمل عمل شيء لنا!
أجل، مثل هذه الأمور تحصل يوميًا، فلا نفكر فيها، إنها تناقض روح المحبة.
والكراهية هي عكس المحبة. وعدم الصبر هو كراهية، والحقد كراهية، والتفاخر كراهية، ومثلها الأنانية، والسخط والغضب.
أوليست الكراهية خطية؟ ألم يقل الرسول: "من قال: إنه في النور وهو يبغض أخاه، فهو إلى الآن في الظلمة؟" (1يوحنا 9:2) أليست الخطية تسبب كل هذه الحواجز والاختلافات والتوتّر... وبهذا تنقطع الشركة مع إخوتنا بني البشر؟