إذ يحتفل الشعب الأميركي بيوم الشكر قرب نهاية هذا الشهر،
نغتنم هذه الفرصة لنذكّر بعضنا البعض بأننا ينبغي أن نشكر الله كل حين وعلى كل شيء. فالشكر يمجّد اسمه المبارك، لأنه قال: "ذابح الحمد يمجدني."
ولكن، على أي شيء ينبغي أن نشكر؟
يجب أن نشكر الله على بركاته الروحية، فنشكره على ميلادنا الجديد، وغفران خطايانا، وسكنى الروح القدس فينا. فقد انتشلنا من طين الحمأة، وثبّتنا على صخر الدهور، لهذا يستحقّ شكرنا بطول الأبدية اللانهائية. وما أكثر البركات الروحية التي ينبغي أن نشكره لأجلها.
ويجب أن نشكر الله على البركات الأرضية الوقتية. فنحمده على كل رغيف خبز يُقدَّم لنا... فكم من أناس يموتون جوعًا. ونعظّمه لأجل كل رداء يكسو أجسامنا ويمتّعنا بالدفء، بينما الكثيرون يقاسون من البرد الشديد... بل ينبغي أن نشكر لأجل كل نسمة هواء ننشقها، فغيرنا لا يجد الهواء النقي، مما يسبّب لهم ضيق التنفس، والبعض الآخر لا يمكنهم استنشاق الهواء بسهولة، كما نراهم يعيشون على زجاجات الأكسجين. كذلك علينا أن نشكر لأجل الدم الذي يجري في عروقنا، فما أكثر مَن تلوّثَت دماؤهم بالأمراض، ويحتاجون إلى تنقيتها، أو استبدالها بين الحين والآخر.
أيضًا، يجب أن نشكر الله في كل الظروف... مريحة كانت أم مزعجة، لأنه يسمح بها من فرط محبته لنا لكي نتطلع دائمًا إليه.
ثم علينا أن نشكر الله لأجل مراحمه التي لا نراها، ولا نعرفها. فهذه تحفظنا في سيرنا من مخاطر الطريق، وتحيط بنا في نومنا فتبعد عنا هجمات العدو، وتمتّعنا بحفظ الرب لنا، وحضوره الدائم معنا. نعم، لقد بذر طريقنا ببركات وافرة يزيد عددها عن نجوم السماء ورمل البحر. وعندما نتطلع حولنا، نجد أن كل ما يحيط بنا يدعونا إلى الشكر:
فإذ ننظر إلى أسفل، نرى هوة الجحيم التي خلصنا المسيح منها. وإذ ننظر إلى اليمين نرى عطايا نعمته التي أعطاها لنا. وإذ ننظر إلى اليسار نرى أعمال عنايته العجيبة التي حافظت علينا من أمراض عديدة. وإذ ننظر إلى أعلى نرى المجد الذي ينتظرنا في السماء، فكيف نكفّ عن الشكر كل حين على كل شيء؟ دعونا نكون شاكرين ممجِّدين اسمه القدوس.