Voice of Preaching the Gospel

vopg

John_Haddadيُعتبر الدِّماغ البشري منظومة مُعقَّدة بل رائعة جدًا تعكس أداءً مميَّزًا في الخَلق والإبداع. فهو آية متجانسة في الهندسة البيولوجية نظرًا لشدَّة تعقيداته العصبيَّة وأنسجته المترابطة بشكل تقنيٍّ وثيق.

لقد تغنَّى العُلماء بدقَّة فيزيولوجيا أنسجته ودورها في ضبط وظائف الجسم وحيويتها.
نلاحظ أن تعقيدات الدِّماغ اللّامتناهية إنما تُشير إلى عظمة الخالق اللّامتناهي في الإبداع والتكوين، فهو مهندس الجسم البشري الأعظم وناظم الحياة وروعتها ومصدر نشأتها ومدير دقَّة تكوينها وأيضًا سبب ديمومتها.
أثبت العلماء في العديد من الدراسات المتعلِّقة بالجهاز العصبيّ ضخامة الاتّصالات التي يُجريها الدِّماغ وكذلك دقّتها. فالدِّماغ يعمل مثل كومبيوتر ذكي ضخم وبسرعة هائلة بواسطة ذبذبات كهرومغناطيسية تضاهي سرعة الضوء بأضعاف؛ هذا ويحتوي الدِّماغ على ما يُناهز المائتي مليار خليَّة عصبية متّصلة بعضها بالآخر على شكل تشعّبات خلويّة لا تنتهي وشبيهة بالطرق السّريعة. شبَّه أحد العلماء الدِّماغ بالآلة التي تُحلِّل المعلومات والتي لها استيعاب أجهزة الكومبيوتر كافة وبشبكة الإنترنت العنكبوتية المتواجدة على مدار الكرة الأرضية. هذا الدِّماغ هو مركز الوعي، والاكتشاف، والذاكرة، ويعمل كجسم هجين في تحليل المعلومات، كمًّا ونوعًا، وكآلةٍ رَقمِية في جمع المعلومات وتخزينها اللّامحدود وكل ذلك بدقَّة هندسية لامتناهية وبسرعة قياسية هائلة. يا لعظمة عمل الله وخَلقه المبدِع (مزمور 9:94)، فالدِّماغ نموذجٌ حيٌّ على عِظَم الهندسة البيولوجية هذه.
أظهرت الدراسات أيضًا أنه بالإضافة إلى قوة الدِّماغ في تخزين المعلومات وتحليلها السريع، يستطيع أن يعمل باستخدام الطّاقة الحيوية بانتظام. فهذا العضو المميَّز يستخدم ما يُعادل 20% من طاقة الجسم، بالرغم من صِغَر حجمه الذي لا يتجاوز 2% من وزن الإنسان البالغ. إلا أنّ الدّماغ يستخدم هذه الطاقة بفعالية كبيرة، وذلك بتوزيعها وإعادة تدويرها، مما يعني أن الدِّماغ البشري يستطيع أن يعمل بشكل كامل باستخدامه الطاقة البديلة المستجدَّة التي لا تتعدى في أقصاها 10 وات Watt فقط، علمًا أن الكومبيوتر العادي أو مُنشأة كهربائية بدائية قد تستهلك ما يقارب 10 ميغاوات على الأقل.
ربما من أهمّ الاكتشافات حول الدّماغ في العِلم الحديث هو كيفية تحليل هذا الكمّ الهائل من المعلومات التي تعترض طريق الإنسان في كل لحظة وكيفية التفاعل السريع مع المتغيِّرات حوله. وإذ نعود إلى عِلم الأعصاب مجدّدًا، نُدرك أن الدّماغ يُحلِّل المعلومات باستخدامه مجموعة من الخلايا العصبيَّة المترابطة بعضها بالآخر كسلسلة، تمامًا كمجموعة من الأشخاص يتواصلون مع بعضهم البعض عبر الإنترنت أو من خلال برامج التواصل الاجتماعي. وعند إنجاز العمل، تختفي – أو ينتفي وجود – هذه المجموعة ويغيب التواصل بينها وكأنها لم تكن على الإطلاق.
لنأخذ مثالاً على ذلك كيفية تفاعل الخلايا العصبيّة مع المنبِّهات حيث يبدأ الدِّماغ ببنيان الروابط والجسور في مكان ما من الأنسجة وفي بقعة ما من المخّ تمامًا كمن يبني بُرجًا هائلاً إنما بسرعة قياسية. وعند الانتهاء من المهمّة، يتفكّك هذا البناء – أو هذه الروابط – تلقائيًا تاركًا وراءه الخلايا العصبية وتشعُّباتها لتتهيَّأ لمهمّة جديدة. وإذا كانت التفاعلات العصبية داخل الدِّماغ تعتمد على إفراز المواد الكيميائية واستخدام الضوء، فإن الأبعاد البيولوجية التي يعتمد عليها الدِّماغ تتعدّى التعقيدات والأسلاك العصبيّة لتصل إلى تنظيم رائع للفكر والمنطق والعقل البشري الواعي.
مما لا شكّ فيه على الإطلاق أن الدِّماغ البشري لم يتطوَّر بالصدفة بل هو نتاج المهندس الأعظم – الله القادر على كل شيء – إذ أن قدرة الدِّماغ وقوة استيعابه وشدّة تعقيداته تُبهر العقل والفكر الإنساني معًا وتدحض نظرية النشوء والتطور وتعليلاتها، بل بالأحرى تشير إلى عظمة الخالق وقدرته السرمدية وحكمته اللّامتناهية في الخَلق والإبداع.
"أَحْمَدُكَ مِنْ أَجْلِ أَنِّي قَدِ امْتَزْتُ عَجَبًا. عَجِيبَةٌ هِيَ أَعْمَالُكَ، وَنَفْسِي تَعْرِفُ ذَلِكَ يَقِينًا. لَمْ تَخْتَفِ عَنْكَ عِظَامِي حِينَمَا صُنِعْتُ فِي الْخَفَاءِ، وَرُقِمْتُ فِي أَعْمَاقِ الْأَرْضِ. رَأَتْ عَيْنَاكَ أَعْضَائِي، وَفِي سِفْرِكَ كُلُّهَا كُتِبَتْ يَوْمَ تَصَوَّرَتْ، إِذْ لَمْ يَكُنْ وَاحِدٌ مِنْهَا."
(مزمور 14:139-16)

المجموعة: تشرين الثاني (نوفمبر) 2019

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

93 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10624612