عزيزي القارئ، ما هو الطريقُ الذي تتبعُه؟ أهو طريقُ البر، أم طريقُ الشر؟ هل تريدُ أن تعرفَ طريق البر الذي يأتي من الله؟
تقول كلمة الله: "طوبى للجياع والعطاش إلى البر لأنهم يُشبَعون." (متى 5:6)
ربما هناك من يُحدِّث نفسه قائلًا: "إننا نعرف مسبقًا طريقَ البر، ولا حاجة بنا أن نهتمَّ بكتبِ الأنبياء الأوائل. إن ما نعرفه كافٍ جدًا بالنسبةِ لنا." إن كان هذا هو موقفُك، فاقرأ ما كتبه نبيُّ الله سليمان الذي قال: "توجد طريقٌ تظهرُ للإنسان مستقيمة، وعاقبتُها طرقُ الموت." (أمثال 21:21)
وفي كتابِ الله، الذي يُدعَى [المزامير]، تكلَّم النبيُّ داود كثيرًا عن حاجتِنا لمعرفةِ طريقِ البر الذي وضعه الله. قال النبي داود: "الجميع زاغوا وفسدوا. ليس من يعملُ صلاحًا، ليس ولا واحد." (مزمور 3:14؛ رومية 10:3 و12) وقال أيضًا: "طرقك يا رب عرِّفني، سبلك علِّمني، درِّبني في حقك وعلِّمني." (مزمور 4:25-5) فإن لا يقودنا الربُّ إلهُنا في طريق الحق، لا نستطيعَ أن نعرفَ طريق البر. وسنكون كطفلٍ تاه في بلدٍ مزدحم، أو شاةٍ ضلَّت في الصحراء. لكن كلمةَ الله تخبرُنا أن الله "يريد أن جميع الناس يخلصون، وإلى معرفة الحق يقبلون." (1تيموثاوس 4:2) وليس هناك أهم من التأكد بأننا نسلك في طريق الحق الذي يقود إلى الله. سأل قديمًا النبي أيوب: "كيف يتبرر الإنسان عند الله؟" (أيوب 1:3)
إن كتابَ اللهِ لا يحتوي فقط على كلامِ اللهِ المباشر، بل يحتوي أيضًا على أفكار وصلوات ومشاكلَ أناسٍ مثلِك ومثلي. ومن خلالِ قصصِ تعاملاتِ اللهِ مع الناس، يريد اللهُ أن يرينا طبيعتَه وشخصيتَه، وكيف يمكنُنا أن نقتربَ منه.
ولكن، لماذا ألهم اللهُ الأنبياءَ ليكتبوا الكتابَ المقدَّس؟ والإجابة هي أنه ألهمهم ليستطيع الناسُ في كل جيل أن يعرفوا ما يريد الله منهم أن يعرفوه. لقد تكلم اللهُ إلى الأنبياءِ؛ لأنه يريدُ أن يتكلمَ إليك وإليَّ عن طريق ما كتبوه! إن كل ما تكلم به الله من خلالهم هو مفيدٌ لنا نحن. إن الله يتوقع أن يعرفَ كلّ واحدٍ منَّا رسالةَ الأنبياء.
ربما يقولُ أحدهم: "إني لا أحتاجُ أن أعرفَ ما كتبَه الأنبياءُ الأوائل. فما كتبوه ليس مهمًا بالنسبة لي. فكل نبيٍّ كان له مهمتُه التي عليه أن ينجزَها. وهكذا، جاء نبيٌّ وأنجز مهمتَه وذهب. وجاء آخر وأنجز مهمته وذهب، وهلمَّ جرَّى. ونحن اليوم، لا نحتاج أن نعرف ما قاله الأنبياء الأوائل."
فهل هذه هي أفكارك أيضًا؟ صديقي، اعلم إن أفكار الله لا تتفق مع هذه الأفكار! هذا ما يقوله الله: "الحق أقول لكم، إلى أن تزول السماء والأرض، لا يزول حرفٌ واحدٌ أو نقطةٌ واحدةٌ من كلمةِ الله حتى يكونَ الكل. فمن نقضَ إحدى هذه الوصايا الصغرى، وعلَّمَ الناسَ هكذا، يُدعى أصغرَ في ملكوتِ السماوات." ويقول أيضًا: "كلُّ الكتابِ هو موحىً به من الله، ونافعٌ للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي في البر." (1تيموثاوس 16:3)
حقًا، إن كل ما كتبه الأنبياء له قيمةٌ عظيمةٌ، لأنهم كتبوه ليعرفَ الناسُ في كلِّ جيلٍ ودهر طريقَ الخلاصِ الذي أسسه الله وصنعه. إن الله يريدنا أن نعرف كلمته، ونؤمن بها ونطيعها! يقول الكتاب: "وعندنا الكلمةُ النبويةُ وهي أثبت، التي تفعلون حسنًا إن انتبهتم إليها، كما إلى سراجٍ منيرٍ في موضعٍ مظلم." (1بطرس 23:2)
كثيرون يحاولون محاربةَ كلمةِ الله؛ وذلك لأنها تكشفُ حالةَ قلوبِهم الحقيقية. تقول كلمة الله: "لأن كلمةَ اللهِ حيَّةٌ وفعَّالةٌ، وأمضى من كل سيفٍ ذي حدَّين، وخارقةٌ إلى مفرقِ النفسِ والروحِ والمفاصلِ والمخاخ، ومميزةٌ أفكارَ القلبِ ونيَّاتِه." (عبرانيين 12:4)
نعم، إن كلمةَ الله حيَّة وفعَّالة... إنها تتحدَّث إلى القلب. إن الكتاب المقدس هو أقدمُ مجموعةٍ من الكتابات في العالم، ومع ذلك، فهو ما زال مناسبًا لكل إنسانٍ اليوم. فلا شيء أهم من كلمة الله. إن كلمةَ الله مثل وجبةٍ شهيةٍ. كلنا نتفقُ أنها لذيذةُ الطعم، ونافعةٌ للجسم. ولكن إن لم نأكلها، فما هو نفعُها؟ ومن ثمَّ، ينبغي أن نأكل كلمة الله التي تغذِّي القلب؛ إن كنا نريد أن ننتفع منها. لذلك يقول الله: "ليس بالخبزِ وحدَه يحيا الإنسان، بل بكلِ كلمةٍ تخرجُ من فمِ الله." (متى 4:4) فإن "الجياع والعطاش إلى البر" وحسب، هم الذين "سيُشبَعون."
تخبرنا كلمة الله أن كل ما سبق فكُتِبَ، كُتِبَ لأجل تعليمنا، حتى بالصبر والتعزية بما في الكتب، يكون لنا رجاء."
لذلك يقول الله لكل واحدٍ: "استمعوا لي استماعًا... أميلوا آذانكم وهلموا إليَّ... اسمعوا فتحيا نفوسكم."