Voice of Preaching the Gospel

vopg

Dr. Milad Philiposبعد انتشار المسيحية، حمل المسيحيون الأوائل بشارة الإنجيل إلى العالم أجمع. وواجهت المسيحية الفلسفات اليونانية، والديانات الوثنية، وفئات متعددة من الدخلاء

والذين اعتبروا المسيح كواحد من آلهتهم - لا سيما أصحاب الفكر الغنوسي - الذين ادّعوا أن المسيح جاء في شبه جسد ولم يأخذ جسدًا حقيقيًّا وأن الخلاص يتم بواسطة المعرفة. أما الأبيونيون فنظروا إليه كنبي مثل موسى، مخلوق أعظم من جميع الأنبياء والملائكة. كذلك البدعة الدوسيتية القائلة بأن جسد المسيح ليس جسدًا حقيقيًا لأنه بلا لحم أو عظم. ونادت المانوية بثنائية إلهين يمثلان عالم النور وعالم الظلمة أو الإله الخيِّر والشيطان. لذلك الله لم يخلق العالم بل صدر عنه آلهة أخرى يمكن أن تتصل بالمادة.
إنها مذاهب تنظر إلى المادة على أنها شرّ أو تأليه المسيح كلية لأن جسده نزل من السماء أو أن المادة تلاشت في الطبيعة الإلهية، فأنكروا التجسُّد. ناهيك عن الصدوقيين الذين يعتقدون أنه ليس قيامة ولا ملاك ولا روح، والفريسيون الذين يقرّون بهذه العقائد (أعمال 8:23). من هذا المنطلق يمكن فتح ملفات التطرّف العقائدي القديم والمعاصر والخرافات المصنَّعة ضد كلمة الله:

أولا: طبيعة الله
تدّعي طائفة دينية أنها تسلّمت رؤى وإعلانات لتأسيس طائفة. إنهم يمارسون تعدّد الزوجات ويعتبرون جميع أعضائها كهنة. كما ينفردون بكتاب مقدّس خاص بهم. الخلاص عندهم بالأعمال فقط، وينكرون حادثة صلب المسيح، وأن خلاص الإنسان ممكن بعد موته. الله الآب في نظرهم له جسمٌ من لحمٍ وعظمٍ بشريّ، وقد تزوّج من آلهة (تعدّد الآلهة). أما يسوع فهو أخو لوسيفر (الشيطان) ونال خلاصه بأعماله. لقد وُلد يسوع باتصال جنسي بين الله الآب ومريم وتزوّج بكثيرات. ويعتقدون في استشارة الموتى، وأن من يموتون يقومون بالكرازة بالإنجيل للذين ماتوا بدون إيمان. أليس هذا إله مادي غريزي يسمح بتعدّد الآلهة ومسيح أخو الشيطان؟ فماذا يقول الكتاب المقدس؟ "في البدء خلق الله (إلوهيم)." (تكوين 1:1)؛ واحد مثلث الأقانيم "في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله... والكلمة صار جسدًا." (يوحنا 1:1 و14) روح قدوس خالق المادة من لا شيء. لذلك المسيح الذي نعرفه ليس مسيحهم. "فيه (في المسيح) خلق الكل: ما في السماوات وما على الأرض." (كولوسي 16:1) "منذ أيام الأزل." (ميخا 2:5) "حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة." (1بطرس 24:2)، وسحق الشيطان، "ويخلص إلى التمام... وليس بأحد غيره الخلاص."

ثانياً: شخص المسيح
لا يختلف كثيرًا من يعتقدون بأن يسوع هو رئيس الملائكة ميخائيل، وأن المسيح كائن مخلوق، والروح القدس هو مجرد تعبير عن قوة الله. فإنهم يرفضون موضوع الصليب (مسيح بلا صليب) لأن المسيح هو مجرّد فدية عن خطية آدم. إن الخلاص عندهم يتم بالإيمان والأعمال والطاعة، واتهموا الكنائس المسيحية أنها حرّفت الكتاب المقدس مما دفعهم إلى وضع ترجمة جديدة خاصة بهم "وكان الكلمة إلهًا"، أي إله أصغر ومن ضمن الآلهة. عن المدّعين بأن المسيح لبس طبيعة بشرية خاطئة وهو الملاك ميخائيل، وكلمة الثالوث لديهم ليست حقيقية لاهوتية.
وفي تفسيرهم دانيآل 9 أقرّوا بأن المسيح سيأتي إلى العالم، ولما لم تتحقّق نبوتهم اعترفوا بأنهم أخطأوا في الحساب لأنه في ذلك الوقت جاء من القدس إلى قدس الأقداس ليطهّر الأقداس. إنهم يؤمنون بحفظ السبت كيوم الرب، وبملاشاة الأشرار لعدم التمييز بين الروح والنفس والجسد (لا دينونة)، أو رقاد النفس عند الموت (لا عذاب)، ورقاد النفس بدلًا من رقاد الجسد، وأن الروح تموت مع موت الجسد كالبهيمة. إنهم "عنده أحياء." (لوقا 38:20) لذلك "من يعلم روح بني البشر..." (جامعة 21:3؛ 5:11) أي نحن البشر علميًا لا نعلم كيف تأتي روح الإنسان ولا حتى جسده (سرّ الحياة) ولا حتى سرّ الموت (جامعة 13:12-14). أما البهيمة فليس لها نفس أو روح خالدة.
هذه الطوائف لم تركِّز على اللغات الأصلية في تفسير النص "فإذ قد تشارك الأولاد في اللحم والدم اشترك هو أيضًا كذلك فيهما." (عبرانيين 14:2) في الأصل اليوناني: Partake, Share
إن كلمة "تشارك" تعني يقاسم أو يشاطر ويشترك في تكوين له بعض صفات طبيعة واحدة، لكن "اشترك" أي يشترك في، كمن يسهم. فالكلمة في اليونانية "اشترك" تفيد في تجسُّدٍ فريدٍ من نوعه ولم يشترك - أخذ - كباقي البشر "لم يفعل خطية... ليس فيه خطية." (1بطرس 22:2 و1يوحنا 5:3) في أيام تجسّده (عبرانيين 7:5). إن "الكل به" أي بواسطته، و"له" أي لمجده قد خُلق "فإنه فيه يقوم الكل." (كولوسي 16:1) لذلك قيل: "هيّأت لي جسدًا." (عبرانيين 5:10). فالمسيح ليس فكرة بل إنسانًا مثلنا "الإله الإنسان".

ثالثاً: مصداقية الكلمة
نفى بعض اللاهوتيين "الخلق الإلهي" (تكوين 1-3) لأنه وحيٌ به أساطير وسجلات قديمة، لكنهم لم يستطيعوا تغيير القانون الإلهي "لأنك تراب والى تراب تعود... نسل المرأة يسحق رأس الحية... بعرق جبينك تأكل خبزك... وبالوجع تلدين أولادًا." إن علم الوراثة لا يقبل بتنوّعات مغايرة لما هو متأصّل في الجينات الأصلية أو يقرّ بأن الصدفة نشأت بالانتقاء الطبيعي أو بالطفرات الدقيقة المتدرّجة. ولقد كذّب كثيرون حقيقة المعجزات، فقالوا بأنه في معجزة الخبز والسمكتين (يوحنا 1:6-15) كل واحد أتى بطعامه معه ونسوا أن الوحي لم يغفل صبيًّا معه خمسة أرغفة وسمكتين، واثنتا عشرة قفة، وخمسمائة دينار، وتعداد الحاضرين. وأن مجنون كورة الجدريين حالة من العصاب والصرع "أمراض نفسية"، لأنه لا يوجد شياطين بل إنها خيال وانطباع أفكار المسيح. إن مسيحنا ليس مسيحهم الذي جال يصنع خيرًا ويشفي جميع المتسلط عليهم إبليس"، في قيامته "القبور تفتّحت، وقام كثير من أجساد القديسين... وظهروا لكثيرين." (متى 52:27-53) هذه الأجساد لها خاصية الظهور والاختفاء كما في التجلي (متى 1:7-8). إن المسيح "صورة الله غير المنظور." (كولوسي 15:1) أي إنه هو الإله الحقيقي (1يوحنا 20:5) وليس ظل أو أشباه (عبرانيين 1:10، 24:9) وإنسان وليس فكرة. وقال عن نفسه: "لي سلطان." (يوحنا 10: 18) هل تعلم أن وليم تاندل 1536م حكمت عليه الكنيسة بالحرق بسبب ترجمته للكتاب المقدس إلى اللغة الإنجليزية وانتشار كلمة الله؟ هل يصح القول: "واستراح الله"؟ إن كلمة "سبت" تعني راحة الله نفسه، "راحتي." (عبرانيين 3:4) أو بمعنى آخر استكمال العمل "قد أُكمل." (تكوين 1:2-3؛ يوحنا 28:19-30)، وأبطلت النعمة عبودية الناموس والسبت الحرفي (غلاطية 10:4-11).

رابعاً: الديانة النقية
هناك بعض الكنائس التي قامت على أبحاث علمية تعتقد بخلود الإنسان الذي نسي أصله وطبيعته، فتدمج اليوجا ومعتقدات أديان قديمة بكائنات فضائية من كواكب أخرى، أو تخلط الدين بالكوميديا الساخرة والتقمّص الروحي، أو تحضّ على الانتحار الجماعي، أو تعتمد على وصفات كونية، أو تضم "إلوهيم: الله" لجميع الأنبياء القدماء الذين تواصلوا بالملائكة أو الوحي أو بمركبات فضائية تقوم بمراقبة البشر بالإضافة إلى ممارسات تقوم بها كنيسة البحث العلمي الحديث "كنيسة سنتيالوجيا أو دراسة علم المعرفة" التي أسسها رون هويارد عام 1852 وهي دراسة الميتافيزيقية وما وراء الطبيعة مقدمة قيمًا إنسانية ظاهريًا، ولكن قراراتها غير منطقية لأنها تمسّ الإرادة الشخصية وإخضاع الروح وتطويع الفرد اجتماعيًا. لقد ابتُكرت آلة لفحص الأعضاء أساسها "فكرة الاعتراف" كبديل للتحليل النفسي وروّجت العلم كديانة خياليّة سينمائية. هل يجوز للاهوت الإنجيلي المعاصر أن يعلّم كلمة الله المقدسة تحت سيطرة العقل والمنطق؟ وهل الإصلاح في كلمة الله اكتشاف لمجاراة العصر في بيئة ملائمة شرقية؟ هل التحرّرية التامة أو الليبرالية والنقد العالي يمنح ترخيصًا للطعن في الكتاب المقدس؟ هل الإنسان صالح وليس خاطئ، ولم يرث الخطية الأصلية؟ وهل المعجزات تتنافى مع أحكام العقل وما وراء الطبيعة؟ وهل حرية التفسير والحوار المسكوني وقبول الآخر يعطي رخصة للإلحاد؟ لو صح هذا الحوار، إذن فبماذا تعظون "الريح تهبّ حيث تشاء، وتَسمَع صوتها، لكنك لا تعلم من أين تأتي ولا إلى أين تذهب. هكذا كلّ مَن وُلد مِن الروح." إنكم لا تفرّقون بين المعلومة التاريخية أو العلمية أو الرسالة الروحية أو قوة الولادة الثانية، وتغيير القلب، وقبول المسيح المخلص، والذي صلب لأجلنا "الذي فيه لنا الفداء بدمه، غفران الخطايا، حسب غنى نعمته." (أفسس 7:1)
"أما أنت فأثبت على ما تعلّمت وأيقنت، عارفًا ممَّن تعلَّمت. وأنك منذ الطفوليّة تعرف الكتب المقدسة، القادرة أن تحكِّمك للخلاص، بالإيمان الذي في المسيح يسوع. كل الكتاب هو موحًى به من الله، ونافعٌ للتعليم والتوبيخ، للتقويم والتأديب الذي في البرّ، لكي يكون إنسان الله كاملًا، متأهِّبًا لكل عملٍ صالح...وعندنا الكلمة النبوية، وهي أثبت، التي تفعلون حسنًا إن انتبهتم إليها، كما إلى سراج منيرٍ في موضعٍ مظلم." (2تيموثاوس 14:3-15؛ 2بطرس 19:1) فهل تعرفون هذا الإله؟
وهل اختبرتم نعمة المسيح المخلص؟

المجموعة: تشرين الثاني (نوفمبر) 2019

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

98 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10623986