يهوه ميكا Jehovah Makkah
إن هذه الصفة في الله تبين عدله التام. ومعناها، رغم أن الله قاضٍ عادل ورحيم إلا أن هناك حدودًا قد وضعها الله للشر. ففي تكوين 16:15 رفض الرب أن يعطي إبراهيم الأرض في ذلك الوقت "لأَنَّ ذَنْبَ الأَمُورِيِّينَ لَيْسَ إِلَى الآنَ كَامِلاً." المرجع موجود في حزقيال 9:7 "فَلاَ تَشْفُقُ عَيْنِي، وَلاَ أَعْفُو، بَلْ أَجْلِبُ عَلَيْكِ كَطُرُقِكِ، وَرَجَاسَاتُكِ تَكُونُ فِي وَسْطِكِ، فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ الضَّارِبُ."
في تكوين 20:18-21 قال الرب: "إِنَّ صُرَاخَ سَدُومَ وَعَمُورَةَ قَدْ كَثُرَ، وَخَطِيَّتُهُمْ قَدْ عَظُمَتْ جِدًّا. أَنْزِلُ وَأَرَى هَلْ فَعَلُوا بِالتَّمَامِ حَسَبَ صُرَاخِهَا الآتِي إِلَيَّ." ومعناها أنني سأذهب بنفسي لأرى هل يمكن إنقاذهم، لأن الرب في الحقيقة لا يريد أن يفني خليقته، لكنه يضرب عندما نخطئ ولا نتوب، ولذلك استمرّ في الاستماع لصلاة إبراهيم الشفاعية من أجل هاتين المدينتين لدرجة أن حموّ غضبه سيرتدّ إن وُجد في هاتين المدينتين عشرة أشخاص مؤمنين. وتوقف إبراهيم هنا، ولكن الله كان مستعدًا أن يعطي سدوم وعمورة فرصة أخرى. وكأني أسمعه يقول كما في حزقيال 30:22 "وَطَلَبْتُ مِنْ بَيْنِهِمْ رَجُلاً يَبْنِي جِدَارًا وَيَقِفُ فِي الثَّغْرِ أَمَامِي عَنِ الأَرْضِ لِكَيْلاَ أَخْرِبَهَا، فَلَمْ أَجِدْ. فَسَكَبْتُ سَخَطِي عَلَيْهِمْ. أَفْنَيْتُهُمْ بِنَارِ غَضَبِي. جَلَبْتُ طَرِيقَهُمْ عَلَى رُؤُوسِهِمْ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ."
يجب أن نعلم أن الْقَضَاءِ يبدأ "مِنْ بَيْتِ اللهِ. فَإِنْ كَانَ أَوَّلاً مِنَّا، فَمَا هِيَ نِهَايَةُ الَّذِينَ لاَ يُطِيعُونَ إِنْجِيلَ اللهِ؟" (1بطرس 17:4)
يا إخوتي، يجب أن نكون حذرين جدًا في حياتنا ومعاملاتنا لأن العالم ينظر إلينا. ربما أنت هو الكتاب المقدس الوحيد الذي يراه العالم، فماذا يرون فيك؟
ويقول في حزقيال 4:9-5 "وَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «اعْبُرْ فِي وَسْطِ الْمَدِينَةِ، فِي وَسْطِ أُورُشَلِيمَ، وَسِمْ سِمَةً عَلَى جِبَاهِ الرِّجَالِ الَّذِينَ يَئِنُّونَ وَيَتَنَهَّدُونَ عَلَى كُلِّ الرَّجَاسَاتِ الْمَصْنُوعَةِ فِي وَسْطِهَا». وَقَالَ لأُولئِكَ فِي سَمْعِي: «اعْبُرُوا فِي الْمَدِينَةِ وَرَاءَهُ وَاضْرِبُوا. لاَ تُشْفُقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا.]"
نرى من هذه الآية أن الله الضارب يستخدم المؤمنين لكي يضرب الخطاة، لأننا نحن يديه ورجليه في الأرض. يقول قائل: فأين المحبة إذن والآية تقول: من ضربك على خدك الأيمن فحوّل له الأيسر؟ الإجابة أنه هناك حدود للشر، وإذا وصل العالم إلى هذه الحدود فويل له من الرب الضارب. "لأَنَّ «إِلهَنَا نَارٌ آكِلَةٌ»." (عبرانيين 29:12) ففي أمثال 25:19 يقول: "اِضْرِبِ الْمُسْتَهْزِئَ فَيَتَذَكَّى الأَحْمَقُ." ألا تعلم أن توبيخ الصديق نعمة ورحمة كما هو مكتوب في مزمور 5:141 "ليضربني الصديق فرحمة وليوبخني فزيت لرأسي."
1- ولكن مع كل هذا لنعلم أن يسوع المسيح ضُرب لأجلنا كما هو مكتوب في إشعياء 4:53-5 "لكِنَّ أَحْزَانَنَا حَمَلَهَا، وَأَوْجَاعَنَا تَحَمَّلَهَا. وَنَحْنُ حَسِبْنَاهُ مُصَابًا مَضْرُوبًا مِنَ اللهِ وَمَذْلُولاً. وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا، مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ، وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا."
2- لقد أعطى يسوع ظهره للضاربين من أجلنا كما هو مكتوب في إشعياء 6:50 "بَذَلْتُ ظَهْرِي لِلضَّارِبِينَ، وَخَدَّيَّ لِلنَّاتِفِينَ. وَجْهِي لَمْ أَسْتُرْ عَنِ الْعَارِ وَالْبَصْقِ."
3- قد أعطى يسوع خدّه للضاربين كما هو مكتوب في مراثي إرميا 30:3 "يُعْطِي خَدَّهُ لِضَارِبِهِ. يَشْبَعُ عَارًا." ما أجمل إلهي الضارب الذي بذل ابنه لكي يكون بديلنا!
4- دفع يسوع الثمن كاملاً على الصليب كما هو مكتوب في زكريا 7:13 "اِسْتَيْقِظْ يَا سَيْفُ عَلَى رَاعِيَّ، وَعَلَى رَجُلِ رِفْقَتِي، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ. اِضْرِبِ الرَّاعِيَ فَتَتَشَتَّتَ الْغَنَمُ، وَأَرُدُّ يَدِي عَلَى الصِّغَارِ."
وإذ دفع هذا الثمن الغالي لم نعد بعد نُضرب من الرب بل نؤدّب ونوبّخ كما في عبرانيين 6:12 "لأن الذي يحبّه الرب يؤدّبه ويجلد كل ابن يقبله."
وفي خروج 7:32-14 "فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «اذْهَبِ انْزِلْ. لأَنَّهُ قَدْ فَسَدَ شَعْبُكَ الَّذِي أَصْعَدْتَهُ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ. زَاغُوا سَرِيعًا عَنِ الطَّرِيقِ الَّذِي أَوْصَيْتُهُمْ بِهِ. صَنَعُوا لَهُمْ عِجْلاً مَسْبُوكًا، وَسَجَدُوا لَهُ وَذَبَحُوا لَهُ وَقَالُوا: هذِهِ آلِهَتُكَ يَا إِسْرَائِيلُ الَّتِي أَصْعَدَتْكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ». وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «رَأَيْتُ هذَا الشَّعْبَ وَإِذَا هُوَ شَعْبٌ صُلْبُ الرَّقَبَةِ. فَالآنَ اتْرُكْنِي لِيَحْمَى غَضَبِي عَلَيْهِمْ وَأُفْنِيَهُمْ، فَأُصَيِّرَكَ شَعْبًا عَظِيمًا». فَتَضَرَّعَ مُوسَى أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِهِ، وَقَالَ: «لِمَاذَا يَا رَبُّ يَحْمَى غَضَبُكَ عَلَى شَعْبِكَ الَّذِي أَخْرَجْتَهُ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ بِقُوَّةٍ عَظِيمَةٍ وَيَدٍ شَدِيدَةٍ؟ ... اِرْجِعْ عَنْ حُمُوِّ غَضَبِكَ، وَانْدَمْ عَلَى الشَّرِّ بِشَعْبِكَ. اُذْكُرْ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَإِسْرَائِيلَ عَبِيدَكَ الَّذِينَ حَلَفْتَ لَهُمْ بِنَفْسِكَ وَقُلْتَ لَهُمْ: أُكَثِّرُ نَسْلَكُمْ كَنُجُومِ السَّمَاءِ، وَأُعْطِي نَسْلَكُمْ كُلَّ هذِهِ الأَرْضِ الَّتِي تَكَلَّمْتُ عَنْهَا فَيَمْلِكُونَهَا إِلَى الأَبَد. فَنَدِمَ الرَّبُّ (الضارب) عَلَى الشَّرِّ الَّذِي قَالَ إِنَّهُ يَفْعَلُهُ بِشَعْبِهِ."
ما أرفع إلهنا لأنه يريد أن الجميع يخلصون، ولكنه لا يستطيع أن يسكت عن الشر في هذا العالم!
وفي سفر العدد 11 بكى شعب إسرائيل للرب وَقَالُوا: «مَنْ يُطْعِمُنَا لَحْمًا؟" وثاروا على موسى وعلى الرب. "فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: هَلْ تَقْصُرُ يَدُ الرَّبِّ؟ ... تَأْكُلُونَ لاَ يَوْمًا وَاحِدًا، وَلاَ يَوْمَيْنِ... بَلْ شَهْرًا مِنَ الزَّمَانِ، حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ مَنَاخِرِكُمْ، وَيَصِيرَ لَكُمْ كَرَاهَةً، لأَنَّكُمْ رَفَضْتُمُ الرَّبَّ الَّذِي فِي وَسَطِكُمْ... فَخَرَجَتْ رِيحٌ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ وَسَاقَتْ سَلْوَى مِنَ الْبَحْرِ وَأَلْقَتْهَا عَلَى الْمَحَلَّةِ... فَقَامَ الشَّعْبُ... وَجَمَعُوا السَّلْوَى."
وفي 33:11 "وَإِذْ كَانَ اللَّحْمُ بَعْدُ بَيْنَ أَسْنَانِهِمْ قَبْلَ أَنْ يَنْقَطِعَ، حَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ (الضارب) عَلَى الشَّعْبِ، وَضَرَبَ الرَّبُّ الشَّعْبَ ضَرْبَةً عَظِيمَةً جِدًّا. فَدُعِيَ اسْمُ ذلِكَ الْمَوْضِعِ «قَبَرُوتَ هَتَّأَوَةَ» لأَنَّهُمْ هُنَاكَ دَفَنُوا الْقَوْمَ الَّذِينَ اشْتَهَوْا (اللحم)."
يجب أن نكون حكماء في حياتنا ونُخضع الشهوة لروحنا كما هو مكتوب في أمثال سليمان 1:23-5 "إِذَا جَلَسْتَ تَأْكُلُ مَعَ مُتَسَلِّطٍ، فَتَأَمَّلْ مَا هُوَ أَمَامَكَ تَأَمُّلاً، وَضَعْ سِكِّينًا لِحَنْجَرَتِكَ إِنْ كُنْتَ شَرِهًا لاَ تَشْتَهِ أَطَايِبَهُ لأَنَّهَا خُبْزُ أَكَاذِيبَ. لاَ تَتْعَبْ لِكَيْ تَصِيرَ غَنِيًّا. كُفَّ عَنْ فِطْنَتِكَ. هَلْ تُطَيِّرُ عَيْنَيْكَ نَحْوَهُ وَلَيْسَ هُوَ؟"
ارفع إلى العلاء نظرك وثبّته دائمًا على يسوع.
