يهوه هيكابود Jehovah Hekabodh
يجب أن نفرّق بين هيكابود التي تعني "ثَبُتَ المجد"، وإيكابود وتعني "رحل المجد " في 1صموئيل 21:4.
ورد التعبير الأول "يهوه هيكابود" في الآيات التالية:
"صَوْتُ الرَّبِّ عَلَى الْمِيَاهِ. إِلهُ الْمَجْدِ أَرْعَدَ.
الرَّبُّ فَوْقَ الْمِيَاهِ الْكَثِيرَةِ." (مزمور 3:29)
"أَمَّا أَنْتَ يَا رَبُّ فَتُرْسٌ لِي. مَجْدِي وَرَافِعُ رَأْسِي." (مزمور 3:3)
"أَيُّهَا الرَّبُّ سَيِّدُنَا، مَا أَمْجَدَ اسْمَكَ فِي كُلِّ الأَرْضِ! حَيْثُ جَعَلْتَ جَلاَلَكَ فَوْقَ السَّمَاوَاتِ." (مزمور 1:8)
"اِرْفَعْنَ أَيَّتُهَا الأَرْتَاجُ رُؤُوسَكُنَّ، وَارْتَفِعْنَ أَيَّتُهَا الأَبْوَابُ الدَّهْرِيَّاتُ، فَيَدْخُلَ مَلِكُ الْمَجْدِ. مَنْ هُوَ هذَا مَلِكُ الْمَجْدِ؟ الرَّبُّ الْقَدِيرُ الْجَبَّارُ، الرَّبُّ الْجَبَّارُ فِي الْقِتَالِ." (مزمور 7:24-8)
قصة هذا الاسم جميلة ونجدها في خروج 33. في عدد 11 كان الرب يكلم موسى وجهًا لوجه كما يكلم الرجل صاحبه، ثم قال موسى للرب: " انْظُرْ. أَنْتَ قَائِلٌ لِي: أَصْعِدْ هذَا الشَّعْبَ، وَأَنْتَ لَمْ تُعَرِّفْنِي مَنْ تُرْسِلُ مَعِي... فَالآنَ إِنْ كُنْتُ قَدْ وَجَدْتُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ فَعَلِّمْنِي طَرِيقَكَ حَتَّى أَعْرِفَكَ لِكَيْ أَجِدَ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ... فَقَالَ: «وَجْهِي يَسِيرُ فَأُرِيحُكَ». فَقَالَ (موسى) لَهُ: «إِنْ لَمْ يَسِرْ وَجْهُكَ فَلاَ تُصْعِدْنَا مِنْ ههُنَا... فَقَالَ: «أَرِنِي مَجْدَكَ». فَقَالَ (الرب): «أُجِيزُ كُلَّ جُودَتِي قُدَّامَكَ. وَأُنَادِي بِاسْمِ الرَّبِّ قُدَّامَكَ. وَأَتَرَاءَفُ عَلَى مَنْ أَتَرَاءَفُ، وَأَرْحَمُ مَنْ أَرْحَمُ». وَقَالَ: «لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَرَى وَجْهِي، لأَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَرَانِي وَيَعِيشُ». وَقَالَ الرَّبُّ: «هُوَذَا عِنْدِي مَكَانٌ، فَتَقِفُ عَلَى الصَّخْرَةِ. وَيَكُونُ مَتَى اجْتَازَ مَجْدِي، أَنِّي أَضَعُكَ فِي نُقْرَةٍ مِنَ الصَّخْرَةِ، وَأَسْتُرُكَ بِيَدِي حَتَّى أَجْتَازَ. ثُمَّ أَرْفَعُ يَدِي فَتَنْظُرُ وَرَائِي، وَأَمَّا وَجْهِي فَلاَ يُرَى»." أليست هذه هي الحقيقة أن موسى جاء قبل المسيح وقد نظر من ورائه عبر الأجيال؟!
هذا هو موسى رجل الله الذي قال عنه الوحي في مزمور 7:103 "عرّف موسى طرقه وبني إسرائيل أفعاله." إن حياتنا مع الله مهمة حتى لا نرى أعماله فقط بل نعرف طرقه كلها.
في أمثال 35:3 يقول: "الْحُكَمَاءُ يَرِثُونَ مَجْدًا وَالْحَمْقَى يَحْمِلُونَ هَوَانًا."
في البدء خلق الله الإنسان على شبهه، وأحاطه بالمجد. قبل أن يخطئ الإنسان كان "يهوه هيكابود" يحيط بالإنسان ويغطيه، وجاءت الخطية الأولى في كلام حواء قبل أن تأكل من شجرة معرفة الخير والشر. كانت هذه الخطية هي التي ذكرت في رؤيا 18:22-19 "لأَنِّي أَشْهَدُ لِكُلِّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالَ نُبُوَّةِ هذَا الْكِتَابِ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَزِيدُ عَلَى هذَا، يَزِيدُ اللهُ عَلَيْهِ الضَّرَبَاتِ الْمَكْتُوبَةَ فِي هذَا الْكِتَابِ. وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْذِفُ مِنْ أَقْوَالِ كِتَابِ هذِهِ النُّبُوَّةِ، يَحْذِفُ اللهُ نَصِيبَهُ مِنْ سِفْرِ الْحَيَاةِ، وَمِنَ الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ، وَمِنَ الْمَكْتُوبِ فِي هذَا الْكِتَابِ."
1- حذفت حواء كلمة أكلاً وبالإنجليزية freely من قول الله. قال الله لآدم في تكوين 16:2 "مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ تَأْكُلُ أَكْلاً." وقالت المرأة للحية في تكوين 2:3 "مِنْ ثَمَرِ شَجَرِ الْجَنَّةِ نَأْكُلُ." وهذا الحذف يبيّن الله أقلّ كرمًا، وخصوصًا لما حذفت كلمة "جميع" بأنها قللت من مجموعة الفواكه والأكل الموجود في جنة عدن.
2- أضافت حواء في تكوين 3:3 حينما قالت: "وَأَمَّا ثَمَرُ الشَّجَرَةِ الَّتِي فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ فَقَالَ اللهُ: لاَ تَأْكُلاَ مِنْهُ وَلاَ تَمَسَّاهُ لِئَلاَّ تَمُوتَا." لم يقل الله أي شيء عن لمس الشجرة، وبهذا أظهرت حواء الله أنه أكثر قساوة.
3- غيّرت حواء كلمات الله التي قالها في تكوين 17:2 "لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتُ."
قالت حواء: "لئلا تموتا" وأظهرت الله على أنه أقلّ تحذيرًا للإنسان، أي أنه لم يحذّر آدم كفاية.
وبذلك ترك يهوه هيكابود الإنسان، فانفتحت أعينهما وعلما أنهما عريانان، وظهر الإنسان على حقيقته.
ثم جاء يسوع، وصلى في يوحنا 4:17 "أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ. وَالآنَ مَجِّدْنِي أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ عِنْدَ ذَاتِكَ بِالْمَجْدِ الَّذِي كَانَ لِي عِنْدَكَ قَبْلَ كَوْنِ الْعَالَمِ." ثم يتابع الصلاة في عدد 22 "وَأَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمُ الْمَجْدَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي، لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا أَنَّنَا نَحْنُ وَاحِدٌ." بعبارة أخرى، جاء يسوع ليعيد هذا المجد إلينا، ولكي نكون واحدًا مع "يهوه هيكابود" فيحيط بنا ويعيش فينا إلى أبد الآبدين.
وفي العهد القديم كان الله هو الذي يضيء قدس الأقداس لأنه لم يكن هناك أي ضوء آخر. ففي القدس كان هناك المنارة ذات السبع سرج للإضاءة، وفي الدار الخارجية كانت وسائل الإضاءة الشمس والقمر، أما في قدس الأقداس فكان يهوه هيكابود وحده يضيء المكان.
وفي رؤيا 23:21 يقول الوحي عن المدينة المقدسة أورشليم الجديدة النازلة من السماء: "وَالْمَدِينَةُ لاَ تَحْتَاجُ إِلَى الشَّمْسِ وَلاَ إِلَى الْقَمَرِ لِيُضِيئَا فِيهَا، لأَنَّ مَجْدَ اللهِ قَدْ أَنَارَهَا، وَالْخَرُوفُ سِرَاجُهَا." ويعطينا الوحي في رسالة بطرس الرسول الأولى 14:4 بعض المواعيد الثمينة إذ يقول: "إِنْ عُيِّرْتُمْ بِاسْمِ الْمَسِيحِ، فَطُوبَى لَكُمْ، لأَنَّ رُوحَ الْمَجْدِ وَاللهِ يَحِلُّ عَلَيْكُمْ. أَمَّا مِنْ جِهَتِهِمْ فَيُجَدَّفُ عَلَيْهِ، وَأَمَّا مِنْ جِهَتِكُمْ فَيُمَجَّدُ." بعبارة أخرى، إن هذه العبارات تظهر "يهوه هيكابود" الذي يسكن فيكم، كما إنه يقول في تيطس 11:2 "غَيْرَ مُخْتَلِسِينَ، بَلْ مُقَدِّمِينَ كُلَّ أَمَانَةٍ صَالِحَةٍ، لِكَيْ يُزَيِّنُوا (يمجّدوا) تَعْلِيمَ مُخَلِّصِنَا اللهِ فِي كُلِّ شَيْءٍ."
بعبارة أخرى، إن حياتنا الأمينة تمجّد أبانا الذي في السماوات. وفي إشعياء 8:42 يقول الرب: "أَنَا الرَّبُّ هذَا اسْمِي (يهوه هيكابود)، وَمَجْدِي لاَ أُعْطِيهِ لآخَرَ، وَلاَ تَسْبِيحِي لِلْمَنْحُوتَاتِ."
وفي إشعياء 60 ينادي الرب شعبه وقول: "قُومِي اسْتَنِيرِي لأَنَّهُ قَدْ جَاءَ نُورُكِ، وَمَجْدُ الرَّبِّ أَشْرَقَ عَلَيْكِ. لأَنَّهُ هَا هِيَ الظُّلْمَةُ تُغَطِّي الأَرْضَ وَالظَّلاَمُ الدَّامِسُ الأُمَمَ. أَمَّا عَلَيْكِ فَيُشْرِقُ الرَّبُّ، وَمَجْدُهُ عَلَيْكِ يُرَى. فَتَسِيرُ الأُمَمُ فِي نُورِكِ، وَالْمُلُوكُ فِي ضِيَاءِ إِشْرَاقِكِ."
ويقول في 2كورنثوس 17:4 "لأَنَّ خِفَّةَ ضِيقَتِنَا الْوَقْتِيَّةَ (الآلام التي تحدث لنا في هذا العالم) تُنْشِئُ لَنَا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ ثِقَلَ مَجْدٍ أَبَدِيًّا." وفي 2كورنثوس 17:10 يقول لنا: "مَنِ افْتَخَرَ فَلْيَفْتَخِرْ بِالرَّبِّ (يهوه هيكابود)." كما قال الجامعة: "فَلْنَسْمَعْ خِتَامَ الأَمْرِ كُلِّهِ: اتَّقِ اللهَ وَاحْفَظْ وَصَايَاهُ، لأَنَّ هذَا هُوَ الإِنْسَانُ كُلُّهُ. لأَنَّ اللهَ يُحْضِرُ كُلَّ عَمَل إِلَى الدَّيْنُونَةِ، عَلَى كُلِّ خَفِيٍّ، إِنْ كَانَ خَيْرًا أَوْ شَرًّا."
