الحرية لفظة قوية ونفيسة ملؤها العذوبة والحلاوة فهي أمنية كـل إنسان، بل هدفه المنشود في كل الأوقات.
فمع أنه حرّ التفكير فها هو يفكر مرغمًا بما لا يتمنّاه إذ لا سيطرة حقيقية على فكره. أما ذروة عبودية الحرية فهي ظاهرة في السعي السافر للتحرر من الدين والتديُّن ومن كل شيء روحي أم اجتماعي. فنجد عالمنا هذا كبحر يهوج ويتلاطم في ثورته نحو الحرية.
وإننا نجد العالم اليوم يصرخ: "لا نريد من يقيدنا أو من يحكم علينا... نريد أن نتحرر من كل شيء يقيد حريتنا مهما كان نافعًا أم ضارًا... لنا كل الحرية في كيفية العيش والتصرُّف".
إن النتيجة المرّة التي وصلنا إليها واقع مرير... شر ملتهب يحرق كل ما يصادفه... إباحية مخيفة ترعب مــن يشاهدها... ضلال قاتل يهّز من يسمع عنه... دمار شامل للعائلات والمجتمعات والأفراد!
لماذا زاد القلق وكثرت الجرائم وازداد الانتحار وارتفعت نسبـة الطلاق؟ الجواب لأن هذا المخلوق الضعيف ابتعد عن الله! رفض الحرية الحقيقية، وتبع شهوات جسده ورفض من يعطي الحرية الحقة الذي قال: "إن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون احرارًا."
فإن من يتخذ صاحب الحرية الحقة الرب يسوع المسيح يستطيع أن يتحرر من كل عادة ومن كل وهم وتشويش، حيث يتعرف على صاحب الحياة الذي قال: "تعرفون الحق والحق يحرركم."
وأخيرًا أستطيع القول: إن الحرية الحقة هي الكامنة في كوننا عبيدًا صالحين وأمناء لله وأمناء مع الآخرين كل أيام الحياة".