Voice of Preaching the Gospel

vopg

أُلفت أنظاركم إلى آيتين في سفر أعمال الرسل:

الأولى، "وَدُعِيَ التَّلاَمِيذُ «مَسِيحِيِّينَ» فِي أَنْطَاكِيَةَ أَوَّلاً." (أعمال 26:11)
والثانية، "فَقَالَ أَغْرِيبَاسُ لِبُولُسَ: «بِقَلِيل تُقْنِعُنِي أَنْ أَصِيرَ مَسِيحِيًّا»." (أعمال 28:26)

يختلف ردّ فعل الشهادة للمسيح ولتغييره العجيب للخطاة من شخص إلى شخص، ففستوس الوالي حين سمع شهادة بولس الرسول قال: "أنت تهذي يا بولس. الكتب الكثيرة تحوّلك إلى الهذيان." (أعمال 24:26) أما أغريباس الملك فقال لبولس: "بقليل تقنعني أن أصير مسيحيًّا."
وتدفعنا كلمات الملك أغريباس إلى السؤال: "من هو المسيحي الحقيقي؟" ونجيب عن هذا السؤال فنقول:

1- المسيحي الحقيقي هو الإنسان المولود من الله ولادة ثانية
قال الرب يسوع لنيقوديموس الفريسي معلم اليهود: "الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللهِ... اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ، وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ." (يوحنا 3:3 و6) فالولادة من فوق، أي من الله، ضرورة حتميّة لرؤية ودخول ملكوت الله. وهذه الولادة عمل معجزيّ يتمُّ في روح الإنسان، ووسيلته الوحيدة هي القبول الفردي الشخصي للرب يسوع المسيح. "وأما كل الذين قَبِلوه فأعطاهم سلطانًا أن يصيروا أولاد الله، أي المؤمنون باسمه." (يوحنا 12:1)

2- المسيحي الحقيقي هو الإنسان الذي يسكن فيه روح الله
في اللحظة التي يقبل الفرد فيها الرب يسوع المسيح مخلّصًا شخصيًّا له، ويستريح تمامًا على كفاية كفارته على الصليب، يسكن الروح القدس فيه... وهذا الحق مُقرّر في نصوص صريحة. قال بولس لمؤمني أفسس: "الذي فيه أيضًا أنتم، إذ سمعتم كلمة الحق، إنجيل خلاصكم، الذي فيه أيضًا إذ آمنتم خُتمتم بروح الموعد القّدوس." (أفسس 13:1-14)
وقال لمؤمني رومية: "ولكن إن كان أحد ليس له روح المسيح، فذلك ليس له." (رومية 9:8) وكلمة "فذلك ليس له" معناها أنه ليس للمسيح.
وقال لمؤمني كورنثوس: "أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ هَيْكَلُ اللهِ، وَرُوحُ اللهِ يَسْكُنُ فِيكُمْ؟" (1كورنثوس 16:3) وقال لمؤمني غلاطية: "ثُمَّ بِمَا أَنَّكُمْ أَبْنَاءٌ، أَرْسَلَ اللهُ رُوحَ ابْنِهِ إِلَى قُلُوبِكُمْ صَارِخًا: «يَا أَبَا الآبُ». إِذًا لَسْتَ بَعْدُ عَبْدًا بَلِ ابْنًا، وَإِنْ كُنْتَ ابْنًا فَوَارِثٌ ِللهِ بِالْمَسِيحِ." (غلاطية 6:4-7)
والروح القدس يسكن المؤمن المولود من الله مرّة وإلى الأبد، وهو علامة بنويّته لله، وعربون حقّه في الميراث السماوي، وهو يبقى في المؤمن حتى يوم تغيير جسده الترابي ليكون على صورة جسد المسيح. "وَلاَ تُحْزِنُوا رُوحَ اللهِ الْقُدُّوسَ الَّذِي بِهِ خُتِمْتُمْ لِيَوْمِ الْفِدَاءِ." (أفسس 30:4)

3- المسيحي الحقيقي هو الإنسان المتيقِّن من خلاصه
المسيحية هي ديانة اليقين، وحين نسلب من المسيحية قوة اليقين، تصبح ثقلاً لا يُحتمل. تؤكِّد كل نصوص العهد الجديد يقين المسيحي بخلاصه، ولا عبرة بأن يُقال إن أولئك الذين أعلنوا يقينهم بالخلاص كانوا رسلاً، وأننا كأفراد لا نستطيع أن نرقى إلى مستوى اختبارهم، فإيمان الخلاص يتساوى فيه جميع المؤمنين بغير استثناء، وهذا حقٌّ قرّره بطرس الرسول بكلماته: "سِمْعَانُ بُطْرُسُ عَبْدُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَرَسُولُهُ، إِلَى الَّذِينَ نَالُوا مَعَنَا إِيمَانًا ثَمِينًا مُسَاوِيًا لَنَا، بِبِرِّ إِلهِنَا وَالْمُخَلِّصِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ." (2بطرس 1:1) فإيمان الرسل الخلاصي يتساوى مع إيمان أصغر المؤمنين لأنه مؤسّس على برِّ المسيح لا على الاستحقاق الذاتي للإنسان، من هنا نقول بتأكيد شديد: إن المسيحي الحقيقي هو الإنسان المتيقِّن تمامًا من خلاصه.
لقد تيقّن بولس والمؤمنون في كورنثوس أنهم مخلَّصون. "فَإِنَّ كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الْهَالِكِينَ جَهَالَةٌ، وَأَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ الْمُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ اللهِ." (1كورنثوس 18:1)
وتيقّن بطرس والمؤمنون الذين كتب لهم أنهم مولودون ثانية. "مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي حَسَبَ رَحْمَتِهِ الْكَثِيرَةِ وَلَدَنَا ثَانِيَةً لِرَجَاءٍ حَيٍّ، بِقِيَامَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مِنَ الأَمْوَاتِ." (1بطرس 3:1)
وتيقّن يوحنا والمؤمنون الذين كتب لهم أنهم أولاد الله. "أيها الأحباء، الآن نحن أولاد الله." وأنهم سيصيرون مثل المسيح عند ظهوره "وَلَمْ يُظْهَرْ بَعْدُ مَاذَا سَنَكُونُ. وَلكِنْ نَعْلَمُ أَنَّهُ إِذَا أُظْهِرَ نَكُونُ مِثْلَهُ، لأَنَّنَا سَنَرَاهُ كَمَا هُوَ." (1يوحنا 2:3)
فالمسيحي الحقيقي ممتلئ بيقين الخلاص، يشهد عن ثقة في عمل المسيح لأجله للآخرين. فهل أنت متيقّن من خلاصك؟

4- المسيحي الحقيقي تغيّّرت حياته بنعمة الله
المسيحي الحقيقي إنسان غيّرته نعمة الله التي غيّرت السامريّة، وزكّا رئيس محصّلي الضرائب، والمرأة التي أُمسكت في زنى، وشاول الطرسوسي... إن نعمة الله تغيّر تفكير الإنسان، وتغيّر مفهومه لقِيمِ الحياة، فتصبح قيمة أبدية لا أرضية، وهي تغيّر أهداف الإنسان فيصبح هدفه الأسمى مجد الله، وتغيّر حياة الإنسان فتصبح خشونته رقّة، وخبثه بساطة، ونجاسته طهارة، فتتمّ فيه كلمات بولس القائلة: "إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا." (2كورنثوس 17:5)

5- المسيحي الحقيقي يشهد للمسيح الذي خلّصه
قال الرب يسوع لتلاميذه: "لكِنَّكُمْ سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَّلّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ، وَتَكُونُونَ لِي شُهُودًا فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ." (أعمال 8:1) فالمسيحي الحقيقي واجبه الأسمى هو الشهادة للمسيح. "فَإِذْ لَنَا رُوحُ الإِيمَانِ عَيْنُهُ، حَسَبَ الْمَكْتُوب: «آمَنْتُ لِذلِكَ تَكَلَّمْتُ»، نَحْنُ أَيْضًا نُؤْمِنُ وَلِذلِكَ نَتَكَلَّمُ أَيْضًا." (2كورنثوس 13:4)

6- المسيحي الحقيقي يعطي الرب من ماله بسخاء
قال الرب يسوع لتلاميذه: "أَعْطُوا تُعْْْطَوْا، كَيْلًا جَيِّدًا مُلَبَّدًا مَهْزُوزًا فَائِضًا يُعْطُونَ فِي أَحْضَانِكُمْ. لأَنَّهُ بِنَفْسِ الْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ." (لوقا 38:6) وكتب بولس عن مؤمني كنائس مكدونية قائلاً: "ثُمَّ نُعَرِّفُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ نِعْمَةَ اللهِ الْمُعْطَاةَ فِي كَنَائِسِ مَكِدُونِيَّةَ، أَنَّهُ فِي اخْتِبَارِ ضِيقَةٍ شَدِيدَةٍ فَاضَ وُفُورُ فَرَحِهِمْ وَفَقْرِهِمِ الْعَمِيقِ لِغِنَى سَخَائِهِمْ، لأَنَّهُمْ أَعْطَوْا حَسَبَ الطَّاقَةِ، أَنَا أَشْهَدُ، وَفَوْقَ الطَّاقَةِ، مِنْ تِلْقَاءِ أَنْفُسِهِمْ، مُلْتَمِسِينَ مِنَّا، بِطِلْبَةٍ كَثِيرَةٍ، أَنْ نَقْبَلَ النِّعْمَةَ وَشَرِكَةَ الْخِدْمَةِ الَّتِي لِلْقِدِّيسِينَ. وَلَيْسَ كَمَا رَجَوْنَا، بَلْ أَعْطَوْا أَنْفُسَهُمْ أَوَّلاً لِلرَّبِّ، وَلَنَا، بِمَشِيئَةِ اللهِ." (2كورنثوس 1:8-5) فالمسيحي الحقيقي الذي تشبّع برسالة الإنجيل يعطي من ماله للرب بسخاء لينتشر الإنجيل، ويؤدّي خدّام الرب رسالتهم بقوة عظيمة (اقرأ أعمال 33:4-35).

7- المسيحي الحقيقي ينتظر بشوق مجيء المسيح الثاني
كتب بولس لتلميذه تيطس قائلاً: "لأَنَّهُ قَدْ ظَهَرَتْ نِعْمَةُ اللهِ الْمُخَلِّصَةُ، لِجَمِيعِ النَّاسِ، مُعَلِّمَةً إِيَّانَا أَنْ نُنْكِرَ الْفُجُورَ وَالشَّهَوَاتِ الْعَالَمِيَّةَ، وَنَعِيشَ بِالتَّعَقُّلِ وَالْبِرِّ وَالتَّقْوَى فِي الْعَالَمِ الْحَاضِرِ، مُنْتَظِرِينَ الرَّجَاءَ الْمُبَارَكَ وَظُهُورَ مَجْدِ اللهِ الْعَظِيمِ وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ." (تيطس 11:2-13)
فهل يقول قلبك مع يوحنا: "آمين. تعال أيها الرب يسوع" (رؤيا 20:22)؟

المجموعة: حزيران (يونيو) 2021

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

93 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
11578734