"ففتح الرب قلبها لتصغي إلى ما كان يقوله بولس." (أعمال 14:16)
قيل هذا الكلام عن امرأة من ثياتيرا متعبّدة لله اسمها ليديّة. ومعنى ذلك أنه من الممكن أن يكون الإنسان متعبّدًا وقلبه مُغلق.
فالتديّن شيء والخلاص شيء آخر.
مظاهر العبادة شيء وروح العبادة شيء آخر.
ما أكثر المتعبّدين الذين يملؤون الكنائس ولكن ما أقلّ الذين فتح الرب قلوبهم.
إن ضربتنا في هذه الأيام الأخيرة أننا اكتفينا بالمظهر دون الجوهر، وأصبحت علاقتنا بالله علاقة فريسيّة محضة، وأخذنا نخاطب الرب بالقول: "أشكرك اللهم لأني لست مثل باقي الناس... ولا مثل هذا العشار. أصوم مرتين في الأسبوع وأعشّر ما أقتنيه."
ترى، ماذا يريد الله من البشر؟ إنه لا يريد الفم المفتوح، ولا الجيب المفتوح، ولا العواطف الحارة، كلاّ، كلّا! إنه يريد القلب المفتوح.
أيها العزيز، ما لم يفتح الرب قلبك فلن يفيدك شيئًا، ولا الممارسات التعبّدية، ولا الإحسان والعطاء، ولا الصوم أو الصلاة، ولا حتى البكاء والنحيب، ولا الحسب والنسب، ولا الخدمة والوعظ، ولا أي شيء آخر من هذا القبيل. أطلب من الرب أن يفتح قلبك بمعنى أن الرب يسوع الفاتح العظيم والقائد الظافر يحتلّ القلعة الكبيرة التي كانت مسكنًا للشر والشرير.
ولما يدخلها دخول الغالب يستطيع أن يطرد منها كل قوات الشر التي تتحكّم في حياتك وإرادتك، ويستطيع كذلك أن ينير خفايا الظلام في أركان القلب وزواياه وبعد ذلك يسكن في القلب بسلطانه ونوره. والنتيجة الحتمية لذلك هي التغيير.
نعم، تغيير اتجاه الحياة كلها. تغيير الفكر، والنظر، واللسان، واليدين، والقدمين.
تغيير المستقبل والآمال. تغيير الملبس، والمظهر، والمأكل، والمشرب.
تغيير الصداقات، والتصرفات، والجلسات، والتسليات.
تغيير في طرق المعيشة، ونظام البيت، وتربية الأولاد... تغيير... تغيير... تغيير...
"الأشياء العتيقة قد مضت، هوذا الكل قد صار جديدًا." هذا هو معنى فتح القلب.
فهل تقول للرب يسوع اليوم: افتح قلبي؟