ثانيًا: يسترني بخيمة الأنقياء والأتقياء
في العدد الخامس يقول: "لأنَّه يخبئُني في مظلَّته في يوم الشر. يسترني بستر خيمته." هل تعلم ماذا يقول هنا؟
ذكَر أولًا: مظلَّة الخلاص والفداء أي مظلَّة العودة إلى الرب. والآن يقول: يسترني بخيمة الأنقياء والأتقياء، ويقول: "واحدةً سألتُ من الرب وإيَّاها ألتمس: أن أسكُنَ في بيت الرب كلَّ أيام حياتي، لكي أنظرَ إلى جمال الرب، وأتفرّس في هيكله."
سترُ خيمته أي خيمة الاجتماع. لا يوجد مكان آمِن سوى هيكل الرب. أتريدُ أمانًا في حياتك؟ التصق بهيكل الرب، بيت الرب الذي هو كنيسة المسيح، حيث مجموعة الأنقياء والأتقياء، أي جماعة المؤمنين الذين يحبّونه بقلب طاهر. يقول بطرس الرسول: "كونوا أنتم أيضا مبنيّين كحجارة حية بيتًا روحيا كهنوتًا مقدسًا لتقديم ذبائح روحية مقبولة عند الله بيسوع المسيح." (1بطرس 5:2) بيت الرب وهيكله ليس بناء الكنيسة بل هو جماعة المؤمنين. "أم لستم تعلمون أنَّ جسدَكم هو هيكلٌ للروح القدس الذي فيكم." (1كورنثوس 19:6) الهيكل الذي يقدر أن يؤمِّن لك الأمان هو عائلة المسيح، أي جماعة المؤمنين الذين يطلبون الرب بقلب نقي. فابقَ قريبًا من أولاد الرب لأنَّ هناك ضمانةً لك. هناك الآن اجتماعات درس كتاب وصلاة على Zoom مثلًا. فثابر على الشركة مع أولاد الله. هناك شركة واحدة حيث هيكل الروح القدس حتى ولو لم تكنْ معهم في مبنىً واحد. هناك عندك حماية: "هأنذا قد جعلتُك اليوم مدينةً حصينة وعمودَ حديدٍ وأسوارَ نحاسٍ على كل الأرض... فيحاربونك ولا يقدرون عليك، لأني أنا معك، يقول الرب، لأنقذك." (إرميا 18:1-19) فعندما يحاربك العدو عن طريق مشاعر أو أفكار أو يجيزُك بظروف صعبة، فأنت مُحْتمٍ ببيت الرب، أي في شركة أولاده المقدسة. لك حماية هناك. لهذا يقول: "واحدةً سألت من الرب وإياها ألتمس: أن أسكنَ في بيت الرب كل أيام حياتي." ألا يقول أيضًا في المزمور 23 "إنما خير ورحمة يتبعانني كلَّ أيام حياتي، وأسكن في بيت الرب إلى مدى الأيام"؟ إذن لا تضيّع الفرصة فلا تكون شركتُك مع المؤمنين وحضورك اجتماعاتهم. لا يوجد مكانٌ آخر ليكونَ لك أمانٌ. الرب لم يعِدْنا بحياة خاليةٍ من الضيق. لكنَّه وعَد أن يكون معنا في الضيق. وسرُّ قوتنا ليست هي في قوة أيدينا، لكن في يد الرب التي تحمينا وتَهدينا. لذا تعال إلى الشركة المقدسة. لا يهمُّ أين، المهم أن تطلب أناسًا أنقياء وأتقياء الذين لديهم روح المسيح ومحبة المسيح وحياة المسيح... عندها كما هو مكتوب: "كل آلة صُوِّرتْ ضدَّك لا تنجح." (إشعياء 17:54) وهذا هو ميراثُ عبيد الرب، هذا هو ما يحميك.
كنت أتأمّل اليوم في حادثةٍ بلبنان أثناءَ الحرب هناك. إذ دعا أحدُ الأشخاص جارَه وعائلته أن يلجأوا إلى بيته الأكثر أمْنًا منه بسبب القصف الجاري آنذاك. وحين فعلوا فوجئوا أنَّ الصاروخ أصاب هذا البيت الأكثرَ أمنًا وأصيبتِ ابنتهم إصابةً بليغة وبالنهاية قيل أنَّها ستخسر رجلَها. نعم، لا أحد يقدر أن يحميك ويسترك بخيمته سوى حضور الرب الذي هو واضح في وسط جماعته وأولاده.
ثالثًا: يرفعني على صخرةِ ثبات الأمناء
المسيح هو الصخرة. أي يرفعني على صخرة كلمته وشخصِه. عندما قال: "أنت بطرس، وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي، وأبواب الجحيم لن تقوى عليها" (متى 18:16) أي الإيمان به هو الصخرة. ألا يقول: "والصخرة تابِعَتِهِمْ، والصخرة كانت المسيح." (1كورنثوس 4:10) ويقول صاحب المزمور: "أحبُّك يا رب يا قوتي. الرب صخرتي وحصني." وأيضًا الصخرة، الثبات أي هو الطاعة لكلمة المسيح. بمعنى أن تتمسّك بمواعيد كلمة المسيح الذي يقول: "فكل من يسمع أقوالي هذه ويعمل بها، أشبّهه برجل عاقل، بنى بيته على الصخر. فنزل المطر، وجاءت الأنهار، وهبَّت الرياح، ووقعتْ على ذلك البيت فلم يسقطْ، لأنَّه كان مؤسسًا على الصخر." (متى 24:7) إذن عندما تسمع وتعمل بالكلمة حينئذ تكون كمَن يبني بيته على الصخر. لهذا ونحن نمرُّ بهذه الأزمة ولكي نواجهها علينا أن نخبّئ كلام المسيح في قلوبنا. "إنْ ثبتُّم فيَّ وثبت كلامي فيكم تطلبون ما تريدون فيكون لكم." (يوحنا 7:15) إذن فلنتمسّك بكلمته... والآن هو وقت الرجوع إلى الكلمة وطاعتها. حين صعدْتُ إلى الأرز في لبنان، كنت أُري أصحابي ضخامةَ هذا الأرز، فبدأ المرشد يشرح لنا بأنَّ الأرز وهو ينمو في أعلى الجبال يستطيع أن يواجه كلَّ العواصف. لماذا؟ لأنَّ ارتفاع كلِّ سنتيمترٍ واحدٍ فوق الأرض تقابلُه عشرة سنتيمترات من الجذور المتعمّقة في قلبِ الأرض. لهذا فمهما أتت العواصف والرياح نراه لا يهتزّ. عندها تذكَّرت الآية التي تقول: "الصدّيق كالنخلة يزهو، كالأرز في لبنان ينمو." (مزمور 12:92) هكذا الصدّيق الذي يريد أن يواجه كلَّ العواصف في حياته، لا يخشى من خبرِ سوء. لماذا؟ لأنَّ قلبه ثابتٌ متكلٌ على الرب.
نعم، تمسَّك بالمسيح ولا ترْخِهِ، لأنه يخبِّئُك بمظلّة الخلاص والفداء، ويسترك بخيمةِ الأنقياء والأتقياء، وأخيرًا، يرفعُك على صخرة ثباتِ الأمناء.
من اخترع القواعد الأساسية الثلاث لحياتنا في مواجهة كوفيد- 19؟
- المسافة
- نظافة اليدين
- استخدام القناع
أُعطيت هذه القوانين لبني إسرائيل قبل 3500 سنة. هل تعلم ذلك؟
ابحث عنها في الكتاب المقدس
خروج 18:30-21