في السنوات الماضية، كثيرًا ما سمعنا عن حفلات لرأس السنة وقد يكون البعض منا قد حضرها، ولكن قد تكون هذه السنة مختلفة بسبب الوباء
الذي اجتاح العالم فلا يكون هناك أي احتفالات أو تجمّعات كبيرة، وقد يشعر البعض منا بالحزن بسبب إلغاء هذه الحفلات لكن أخي القارئ دعني أخبرك عن أعظم حفل في العالم يمكن أن تحضره وهو خاص جدًا جدًا ويمتاز بهذه المواصفات التالية:
صاحب الحفل يرُسل إليك دعوة مجانية، فالتذاكر لا تباع لأنها باهظة جدًا فلا أنا أو أنت نستطيع دفع ثمنها.
صاحب الحفل يرُسل إليك بكل فرح ملابس جديدة مجانية، لا يلبسها إلا الملوك والأمراء!
من يُلبي الدعوة يُرسل إليه أيضًا حذاء جديدًا، ومن يَلبَسه لا يشعر بالتعب بل يقفز فرحًا في طريق الحفل الذي اسمه الفرح العظيم.
تُهدى عند الباب خاتمًا خاصًا بك ليعرف الجميع بأنك مدعو دعوة خاصة جدًا، فأنت محبوب جدًا، لأنك أنت من النسل الملوكي!
تجلس على مائدة اسمها مائدة أفراح الملك، وتأكل طعامًا فاخرًا، وفي ذلك المكان يكون لك نور وفرح وبهجة وكرامة "وُجِدَ كَلاَمُكَ فَأَكَلْتُهُ، فَكَانَ كَلاَمُكَ لِي لِلْفَرَحِ وَلِبَهْجَةِ قَلْبِي." (إرميا 16:15)
هذه الاحتفالية تبدأ بالغناء في باب الأفراح ولا تنتهي لأنها ليست ليوم واحد بل للعمر كله. والمفاجأة الكبرى هي أنك ستكون المُغنّي الذي يغني أجمل الألحان.
هذا الحفل هو حفل رجوعنا من طريقنا الرديئة إلى بيت الآب أبينا. نعم، فالخطيئة دمرتنا وجعلت أعمالنا الصالحة الممزوجة بالآثام يشمّها الله - إن جاز التعبير - كرائحة المستنقع، وكل احتفالات عالمية سنوية ينطبق عليها قول الحكيم، "الكل باطل وقبض الريح،" أي إنها محاولات فاشلة لنقبض على الريح بأيدينا. حاول الآن وأنت تقرأ أن تقبض على الريح بيدك. كرّر المحاولة! هل قبضت على شيء؟ يا لضياع الأوقات والكآبة.
عندما نعود للرب الذي هو صاحب الحفل مثلما عاد الابن الضال، فسوف يلبسنا ملابس جديدة، إنه رداء البّر (أي القبول الكامل أمام الله) رداءً غير مصنوع بيد أناس، بل بيدي ابن الله الذي سُمّر فوق الصليب لأجلي ولأجلك.
وسوف يلبسنا حذاء جديدًا، أي يتغير سلوكنا، فنسير في طريق الحياة بفرح، ونختبر عمليًا ذلك القول "اِفْرَحُوا فِي الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ، وَأَقُولُ أَيْضًا: افْرَحُوا." (فيلبي ٤:٤)
ويضع في أيدينا خاتمًا خاصًا، أي أن الله يميِّزنا بدالة البنين، فما أعظم هذا الامتياز أن نصبح من أولاد الله! "وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِه." (يوحنا ١٢:١)
فيغمر الفرح حياتي، أفرح لأنني مفديٌ بدم ثمين، دم ابن الله الذي أحبني وأسلم نفسه بدلًا عني، ولأنه نقلني من الظلمة إلى النور. "وَدَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ." (1يوحنا 7:1) أفرح لأنني نجوت من العذاب الأبدي... أفرح لأنه لا دينونة بعد الآن... أفرح لأني ذاهب إلى بيت الآب... فأنا محبوب جدًا.
وابتهج جدًا لأنني أتحدث مع الآب الذي أحبني وأرسل ابن محبته كفارة عني - أي سترًا وغطاءً إلهيًا لخطاياي. "فِي هذَا هِيَ الْمَحَبَّةُ: لَيْسَ أَنَّنَا نَحْنُ أَحْبَبْنَا اللهَ، بَلْ أَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا، وَأَرْسَلَ ابْنَهُ كَفَّارَةً لِخَطَايَانَا". (1يوحنا ١٠:٤)
أخي القارئ، ربما تكون المجلة قد وصلت لآلاف القرّاء، ولكن الله يبحث عن واحد يقرع على صدره ويقول: قد كرِهتُ نفسي لعيش المذّلة بالخطيّة، أقوم وأعود إلى يسوع ابن الله الذي أحبني، نعم أحبّني ومات بدلًا عني فوق الصليب.
فهل تأتي إلى الرب يسوع وتفتح له قلبك لكي يدخل ويغفر خطاياك، ويطهرك بدمه، وتصبح من أولاد الله، ويكتب اسمك في سفر الحياة.
لقد صرخ الرب يسوع على الصليب من هول الدينونة التي نستحقها نحن... وقد تحمّل الرب يسوع دينونة خطايانا لكي ننجو نحن... لقد شرب الرب يسوع كأس الغضب الإلهي لكي تكون لنا كأس البركة وكأس أفراح الخلاص، ولكي يغمر في قلبنا الفرح والتهليل.
هذه الأفراح لا يتمتَّع بها أحد إلا الذي قَبِل عطية الرب المجانية - الحياة الأبدية! فهل تقبلها؟ إن الفرح الذي يعطيه الرب هو فرح لا يُنطق به ومجيد، عندما تسمع تلك الكلمات: "مغفورة لك خطاياك."
أخي القارئ، الدعوة مجانية وصاحب الدعوة يدعوك، فهل تلبي نداءه؟
أجمل حفلة: "فَقَالَ الأَبُ لِعَبِيدِهِ: أَخْرِجُوا الْحُلَّةَ الأُولَى وَأَلْبِسُوهُ، وَاجْعَلُوا خَاتَمًا فِي يَدِهِ، وَحِذَاءً فِي رِجْلَيْهِ، وَقَدِّمُوا الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ وَاذْبَحُوهُ فَنَأْكُلَ وَنَفْرَحَ لأَنَّ ابْنِي هذَا كَانَ مَيِّتًا فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالًا فَوُجِدَ. فَابْتَدَأُوا يَفْرَحُونَ." (لوقا ٢٢:١٥-٢٤)
أجمل أغنية: "يُغَنِّي بَيْنَ النَّاسِ فَيَقُولُ: قَدْ أَخْطَأْتُ، وَعَوَّجْتُ الْمُسْتَقِيمَ، وَلَمْ أُجَازَ عَلَيْهِ. فَدَى نَفْسِي مِنَ الْعُبُورِ إِلَى الْحُفْرَةِ، فَتَرَى حَيَاتِيَ النُّورَ." (أيوب ٢٧:٣٣-٢٨)