Voice of Preaching the Gospel

vopg

منذ بضعة سنوات أطلقت كنيسة قصر الدوبارة الإنجيلية في القاهرة هذا الشعار "احسبها صح" على إحدى مؤتمراتها السنوية.

وفي الواقع أن كثيرين منا تأتي حساباتهم، خاصة الروحية منها، غلط في غلط مما يترتّب عليها نتائج وتداعيات خطيرة تكاد تهدم حياتهم وتنزع سلامهم وقد تؤدّي بهم إلى الهلاك. وأذكر لكم بعض الشخصيات الكتابية، فبعضهم حسبها "صح"، وبعضهم حسبها "غلط"، وسنرى معًا النتائج والتداعيات لهذه الحسابات:

الابن الضال
في حياة الابن الضال مرحلتين: ففي مرحلة حسبها "غلط". وفي مرحلة أخرى حسبها "صح". في المرحلة الأولى التي فيها حسبها "غلط"، عندما قرر أن يترك بيت الأب، وظن أن الحرية والسعادة في ثلاثة أمور هي: امتلاك المال، الابتعاد عن أنظار الأب، وصحبة الأصدقاء الأشرار؛ فيستطيع أن يفعل ما يشاء.
ونتيجة لهذه الحسابات الغلط جاءت التداعيات مخيبة لآماله وتطلّعاته:
فبدلًا من أن يجد الحرية تكبّل بالعبودية! وبدلًا من أن يجد السعادة غرق في التعاسة! وبدلًا من أن يلتفّ حوله الأصدقاء تركه الجميع وصادقته الخنازير!
وكذلك سليمان الحكيم حسبها "غلط" أيضًا وسعى للحصول على السعادة بطرق أخرى كثيرة، فجرّب الخمر، وبنى لنفسه بيوتًا، وغرس كرومًا، وعمل جنات وفراديس، وكان له جواري وعبيد، وامتلك من الفضة والذهب أكثر من جميع الذين كانوا في أورشليم، وكان له مغنّين ومغنّيات، وتنعّمات بني البشر... فلم يجد طعمًا للسعادة! وأقرّ معترفًا: "ومهما اشتهته عيناي لم أمسكه عنهما. ولم أمنع قلبي من كل فرحٍ، لأن قلبي فرح بكل تعبي. وهذا كان نصيبي من كل تعبي. ثم التفتّ أنا إلى كلّ أعمالي التي عملتها يداي، وإلى التعب الذي تعبته في عمله، فإذا الكل باطلٌ وقبض الريح، ولا منفعة تحت الشمس." (جامعة 10:2-11)
يا من تظن أن السعادة والحرية هما في المال، والأملاك، والشهرة، والعلم، والمركز، والملذّات، إلخ... خذ عبرة من سليمان الحكيم واقتنع بأن هذه حسابات "غلط" فصحّح حساباتك.
السعادة الحقيقية هي في شخص الرب يسوع الذي يغفر خطايانا ويمتّعنا بالحياة الأفضل، الحياة السعيدة. "طوبى للذي غُفر إثمه وسُترت خطيّته. طوبى لرجلٍ لم يحسب له الرب خطية، ولا في روحه غشّ." (مزمور 1:32) و "طوبى لكلِّ من يتّقي الرب ويسلك في طرقه." (مزمور 1:128)
في المرحلة الثانية من حياة الابن الضال حسبها "صح":
عندما رجع إلى نفسه، وقرّر الرجوع إلى أبيه وأحضانه الدافئة بالاعتراف والتوبة، كانت حساباته هذه المرة "صحّ" وفي مكانها، فجاءت النتائج عظيمة ومباركة:
تمتّع بالقبول والرضى والحنان الأبوي. "وإذ كان لم يزل بعيدًا رآه أبوه، فتحنّن وركض ووقع على عنقه وقبّله."
تمتّع بارتداء الحلة الأولى علامة العزّة والشرف والاحترام والتقدير.
وتمتّع بالخاتم في يده علامة السلطة والسيادة فلم يعد عبدًا يرعى الخنازير بل سيّدًا في بيت أبيه.
وأما الحذاء في رجليه فهو علامة التبنّي وبدأ يسمع كلمة "ابني".
وذبح له العجل المسمّن فتمتّع بالفرح والشبع الحقيقيين.
وكأني أسمعه يقول: ياه! كم كنت غبيًّا لمّا خرجت من بيت الآب! في بيت أبي حقًّا السعادة والحرية.
عزيزي القارئ، احسبها "صح"، ولا تبتعد عن الله. وإن كنت قد تركت بيت الآب احسبها "صح"، وارجع إليه بالتوبة.

الشـاب الغني
وهذا مثل ثانٍ حسبها "غلط"، عندما ظن هذا الشاب خطأ أن دخول السماء والحياة الأبدية يتمثّل في ثلاثة أمور هي:
بالأعمال الصالحة: "ماذا أعمل؟"
بالوراثة: "لأرث الحياة الأبديّة!"
بحفظ الوصايا: "حفظتها منذ صباي"
وكثيرون يحسبونها "خطأ" إذ يظنون أن دخول السماء يتوقّف على أعمالهم الصالحة، وممارسة الطقوس والفرائض لغفران خطاياهم، وقد "أخطأوا" لأنه مكتوب: "لأنكم بالنعمة مخلّصون، بالإيمان، وذلك ليس منكم. هو عطية الله. ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد." ومكتوب أيضًا: "الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية."

لـوط
لوط حسبها "غلط" تمامًا إذ اختار كل دائرة الأردن، أرض سدوم وعمورة وهم أشرار جدًّا.
حسبها "غلط" إذ ركّز تفكيره على الأرض والزرع والخضرة والبهائم...
حسبها "غلط" لأنه سكن بين الأشرار ولم يهمّه تأثيرهم على أخلاق أسرته.
حسبها "غلط" إذ كان له أصهار في ذلك المكان الشرير.
حسبها "غلط" إذ ظنّ أنه سيكون له غنى أعظم، ومواشي أكثر، وشبع أوفر.
ونتيجة لهذه الحسابات "الغلط" جاءت التداعيات المأسوية على حياته وأسرته: خرج من سدوم وعمورة بدون شيء، لا غنى، ولا غنم، ولا مال... خرج خاوي اليدين، بل خسر أسرته؛ زوجته وبناته وأصهاره، وأيضًا فقد سلامه واحترامه... فكان كمازحٍ في أعين أصهاره و "كان... يعذّب يومًا فيومًا نفسه البارة بالأفعال الأثيمة."
كثيرًا ما نحسبها "غلط" كما حسبها لوط فنفكّر في الأرضيات أكثر من السماويات، نضع قلوبنا على الأمور العالمية وليس على الله، ونحاول أن نحصّن أنفسنا بالمال، وبالعلم، وبالمراكز، ولا ندع الله أن يحصّننا بقوته وغناه. احسبها "صح" ودع الله يخطّط لك.

بولس الرسول: حسبها "صح"
حسبها "صح" فاختار المسيح وفضّله عن كلِّ ربح في العالم واعتبر العالم نفاية بالنسبة إلى معرفة المسيح، فقال: "ما كان لي ربحًا، فهذا قد حسبته من أجل المسيح خسارة... لكي أربح المسيح." (فيلبي 7:3-8)
حسبها "صح" فوضع ملكوت الله أولًا قبل نفسه، قال: "لَسْتُ أَحْتَسِبُ لِشَيْءٍ، وَلاَ نَفْسِي ثَمِينَةٌ عِنْدِي، حَتَّى أُتَمِّمَ بِفَرَحٍ سَعْيِي وَالْخِدْمَةَ الَّتِي أَخَذْتُهَا مِنَ الرَّبِّ يَسُوعَ، لأَشْهَدَ بِبِشَارَةِ نِعْمَةِ اللهِ." (أعمال 24:20)

القس بيلى غراهام: حسبها "صح"
قال مرة: "لما كانت شركة ستاندر أوبل تبحث عن شخص يمثلها في الشرق الأقصى، وقع اختيارهم عليه، وقدّموا له راتبًا عشرة آلاف دولار (في ذلك الوقت كان مبلغًا كبيرًا) فرفضه. ثم عرضوا عليه خمسة وعشرين ألفًا فرفضه، ثم عرضوا عليه خمسين ألفًا فرفضه، فسألوه: لماذا ترفض هذا العرض الكبير؟ أجاب: إن الراتب الذي تقدمونه كبير، والعمل صغير جدًّا، فقد دعاني الله إلى عمل أكبر وأعظم وهو نشر ملكوته والكرازة بإنجيله.

قارئي الكريم،
احسبها "صح" "لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه." احسبها "صح" واطلب ملكوت الله أولًا في حياتك وجميع الأمور المادية تزاد لك. احسبها "صح" الآن فتعيش "صح" دنيًا وآخرة.

المجموعة: أيلول (سبتمبر) 2021

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

366 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
11577055