إن التوبة عامل أساسي في حدوث الولادة الجديدة، لأنها تعبّر عن رغبة الإنسان وتصميمه على نبذ الخطية من حياته إلى الأبد.
ويبدأ الله عملية التغيير عندما يترك الإنسان من كل قلبه، الخطية وعاداته الذميمة. وتتضمَّن التوبة معنى الرجوع إلى الله. يقول الرسول بطرس في عظته الشهيرة: "توبوا وارجعوا لتُمحى خطاياكم." (أعمال الرسل 19:3) فمِن دون توبة صادقة لا غفران من الله. وتتضمّن التوبة تغيير القصد والاتجاه بالنفس إلى الله. على كل حال، ما عليك إلا أن تكون راغبًا ومستعدًا، وعند ذلك يساعدك الله.
إن التوبة هي نقطة انطلاق النفس في خطِّ سيرها الأبدي مع الله. وعندما ننحني بنفوسنا إلى أخفض مستوى، نستطيع أن ننحني له ونعترف حقًا بخطايانا ونتركها، وعند ذلك يتسلّم الله الزمام ويرفعنا إليه. أما ضرورة التوبة فواضحة في قول المسيح: "إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون." (لوقا 5:13)
الإيمان والتسليم: إن الإيمان ضروري لنوال الخلاص. يقول الإنجيل: "هكذا أحبّ الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية." (يوحنا 16:3)
فماذا يعني الإيمان؟ الإيمان يعني الثقة. أنت تؤمن بطبيب ما. هذا يعني أنك تثق به وبقدرته على وصف العلاج الناجع. هكذا الحال بالنسبة إلى الإيمان بالمسيح. ضع ثقتك به وآمن بأنه قادر على أن يشفي روحك من داء الخطية.
والإيمان لا ينفصل عن التسليم. فأنت عندما تؤمن وتثق بطبيب، يعني أنك تسلّم له نفسك ليعالجها. هذه هي الحال بالنسبة إلى التسليم للمسيح. سلِّم له حياتك وثق بقدرته على معالجة مشاكلك الروحية. التسليم للمسيح يعني الخضوع له والانصياع لأمره ووضع النفس بجملتها بين يديه. والتسليم يعني عدم المقاومة والتمرّد وعدم تنفيذ الرغبات الأنانية. إنه يعني الطاعة للمسيح.
عمل الإرادة: ثم هناك العزم الإرادي. إرادتك لها دور كبير في خلاصك وتجديد حياتك. قد ترغب في أن تخلص؛ قد تريد ذلك وتستحسن العيش للمسيح؛ قد تميل إلى العيش وفق الإنجيل، لكنك لن تنال شيئًا ما لم تطلبه بإرادتك. العاطفة لا تكفي، ينبغي على الإرادة أن تعمل. وهذه الإرادة يجب أن تعمل بشكل حرّ وتختار ما تشاء بوعي، وإلاّ فلا يتجدّد الإنسان. وعمل الإرادة هو عمل قبول وتسليم. أنت بإرادتك تقبل أن يصبح المسيح مخلصك وملكك. وأنت بإرادتك تسلّم نفسك لعمل ما يريده الله. يقول المسيح: "مَنْ يعطش فليأتِ. ومن يُرِدْ فليأخُذْ ماءَ حياةٍ مجانًا." (رؤيا 17:22)
