Voice of Preaching the Gospel

vopg

(تتمة المقال من العدد السابق)
وثانيًا: بابُ المحبة الأخويّة
لماذا سُمّيت مدينة فيلادلفيا الأمريكية هكذا؟ كان "وليم پِن" حاكمَ ولاية Pennsylvania - والتي سُمِّيت على اسمه "پِن" أيضًا - هذا كان رجل الله بالحق والفعل

ويعيش في هذه المدينة الصغيرة مع مجموعة قليلة من المؤمنين تُدعى Quakers وكانوا يحبون بعضهم بعضًا بشدّة. فدعاها فيلادلفيا وتعني كنيسة “المحبة الأخوية”. ألم يقل: “طهّروا نفوسكم في طاعة الحق بالروح للمحبة الأخويّة العديمة الرياء.” (1بطرس 22:1) بدأنا في طريق المسيح وهو أفضل طريق للمحبة. «نحن نعلم أننا قد انتقلنا من الموت إلى الحياة، لأننا نحب الإخوة.» (1يوحنا 14:3) إذن من لا يحب أخاه فهو يبقى في الموت.
سئلتُ مرةً مَنْ تقصدُ بالإخوة؟ أليس هم Plymouth Brethren فقلتُ: البليموث وكلُّ الإخوة، فكلُّ مَن اغتسل بدم المسيح يجب أن نحبَّه ونخدمَه بالعمل والحق. لقد أعطانا الرب يسوع وصيةً جديدة قائلًا: «وصيةً جديدة أنا أعطيكم: أن تحبّوا بعضُكم بعضًا. كما أحببتكم أنا تحبون أنتم أيضًا بعضكم بعضًا.» (يوحنا 34:13) لنتمثّل بكنيسة فيلادلفيا مدينة السلام والمحبة التي تشبه الكنيسة الأولى. ترى هل نستطيع أن نحب الإخوة كما أحبَّنا هو؟ طبعًا نستطيع. لماذا؟ «لأنَّ محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المُعطى لنا.» (رومية 5:5) نعم، وأنا مدعوٌّ أن أحبّ إخوتي وأغفر لهم بغض النظر عمَّا فعلوه معي. نحن العرب لدينا العصبية العائلية... ليتَ الرب يعطينا أن يكون لدينا العصبية العائلية الروحية إذ ينبغي أن نضع أنفسنا من أجل الإخوة. ليس بالقُبَل المتعدّدة بل بالمحبة العديمة الرياء أي بالعمل والحق. يا ليتنا نكون مثل تلك الكنيسة فنصبحَ عمودًا في هيكل الله تمامًا كما وعد.
تحدّثت إحدى الممرضات العاملات في مستشفى للمرسلين أثناء الحرب في فيتنام واسمها "ميرفي" عن إصابة بليغة لبنت صغيرة في الحادية عشرة من عمرها من جراء انفجار حصل. وللحال طلبوا من أخيها التوأم Heng الذي تبيَّن أنَّه يحمل نفسَ فئة دم أخته بأن يتقدّم ويتبرَّع بدمه لها. فلم يتوانَ البتّة. وبينما الممرضة تُجري عملية نقل الدم سألها هينغ: «هل لكِ أن تقولي لي متى سأموت؟ قالت: «كلّا، ومن قال أنك ستموت؟» قال لها: «ألا تريدين سحب دمي كلّه لأنقذ أختي؟ معناه سأموت.» «لا، لا!» أجابت الممرضة «أنت لن تموت. اطمئن.» عندها قالت الممرضة، معلِّقةً: «ومع ذلك فقد قَبِل أن يتبرَّع بدمه لأخته حتى لو كانت النتيجة الموت.» ليت الرب يعطينا أن نكون مثالًا في محبتنا الشديدة لبعضنا البعض.
وحين نقرأ عن آباء الكنيسة الأوائل في القرون الثلاثة الأولى، نتعجّب. فقد قيل عن Tertullian من نبلاء الرومان في قرطاجة - تونس وهو ابن لأحد القادة المعروفين في عام 197م، قيل أنه كان يذهب إلى المدرج Coliseum في روما حيث كان المسيحيون يُرمَوْن إلى الأسود الجائعة والوحوش الكاسرة. وحين سئل مرةً ما الذي جذبَك إلى هذا الإيمان الغريب عنك؟ قال مجيبًا: «لأنَّني رأيت بأمِّ عيني كيف كان المسيحيون يحبُّون بعضهم بعضًا. هل شاهدتم كيف يفتدون بأجسادهم إخوتهم الذين رُمَوْا للوحوش المفترسة لحمايتهم؟ ينبغي أن يكون إلهُ هؤلاء هو إله المحبة الحقة لأنَّ المحبة ظاهرة ومعلَنة في حياتهم.» يا ليتنا نعود إلى المحبة الحقيقية في هذه الأيام الصعبة التي نمرّ بها.

ثالثًا: بابُ العناية الإلهية
الربُّ يهتم بنا وهو يحبُّنا لأنَّنا أولاده. الرب ملجأٌ لنا وقوة. «الرب نوري وخلاصي، ممَّن أخاف؟ الرب حصن حياتي، ممَّن أرتعب؟» (مزمور 1:27) لكن ليس معنى ذلك أننا لن نجتاز في الصعوبات أو نمرَّ بمصائب أو لن يصيبنا زلزال مثلَما أصاب مدينة فيلادلفيا. يقول: «كثيرة هي بلايا الصدّيق، ومن جميعها ينجِّيه الرب.» (مزمور 19:34) ويقول أيضًا: «ملقينَ كلَّ همِّكم عليه، لأنه هو يعتني بكم.» ادخلْ صديقي باب العناية الإلهية وقُلْ: «أنا وبيتي لك.» ومهما جاءتك من نكَبات يريد الرب أن يرفعك إذا كنتَ تخدمه. في كتاب «زهور من وادي الرعب» صدر أثناء الحرب اللبنانية جمَع فيه القس غسان خلَف قصصًا كثيرة كتبها إخوة مؤمنون يشهَدون من خلالها عن عناية الرب الإلهية معهم. من بين هذه القصص قصة للأخ روبير حداد يذكُر فيها كيف أوقفه مرةً رجلٌ مسلَح على أحد الحواجز وسأله ماذا معه؟ فأجاب: معي إنجيل سلاحي الروحي. وللحال رفع الرجل المسلّح مسدسه في وجهه وأراد أن يُطلق النار عليه. وفي تلك اللحظة بالذات جَمُدَت يدُه. وبعد دقيقة صمْت قال المسلَّح له: «أمسِكْ يدي وأنزِلْها لأنني لا أقدر على فعل ذلك... لقد يبسَت يدي! إلهُكَ عجيب! أنا أريد نسخةً من هذا الإنجيل.» نعم، الرب يعتني بأولاده وإذا دعاك الرب دعوة مقدسة في خدمة معينة تأكَّد أنه يسترك بستر خيمته لأنه إن نزل عليك جيش فلا يخاف قلبك لأنه على صخرة يرفعك. لأنك «حفظت كلمتي ولم تنكر اسمي... سأحفظك من ساعة التجربة.» نعم، لم ينكروا اسمه بل احتملوا وتحمّلوا. لذا يقول: «الرب سائرٌ أمامك. هو يكون معك. لا يُهملُك ولا يتركُك. لا تخف ولا ترتعب.» (تثنية 8:31)

رابعًا: بابُ النصرة الروحية
يمكنُك أن تدخلَ هذا الباب فتعيشَ حياة النصرة، وتقدر أن تُهمِلَه فتبقى بعيدًا عن حياة النصرة. وحياة النصرة هي حين نكلِّلُ الربَّ يسوع المسيح ملِكًا على حياتنا في كل يوم أي حين يمتلكُنا الروح القدس. فحياة الامتلاء بالروح القدس هي حياة الامتلاك من الروح القدس. أراد الواعظ الشهير مودي أن يعطي صورةً توضيحية عن الامتلاء بالروح القدس لجمهوره يومًا، فقال لهم: «هذا كوب ماء، كيف نقدر أن نُخرج منه الهواء؟» فجاء أحد الاقتراحات بأن يأتوا بمضخّة لشفط الهواء من الكوب. أما هو فقال لهم: «انظروا، حين تملأون الكأس بشكل كامل من الماء حتى الفيضان لن يعود هناك هواء.» إذا أردت أن تمتلئ حياتك فاجعل روح الله أن يفيض فيك. [إن عطش أحد فليُقبلْ إليّ ويشرب.» (يوحنا 37:7) هذا ما قاله الرب يسوع عن الروح القدس. فهو يدعوك إلى حياة الامتلاء منه. يقولون في بلادنا: فلانٌ ترك كل شيء وذهب ليُصبح راهبًا أو ليكرّس حياته للرب. ترك كل شيء وصار مُلْكًا لهذا الشيء. كل مؤمن مدعوّ أن يفعل كذلك.
صلِّ حتى يفرِّغَك الرب من كل شيء... من ذاتك... من شهواتك، وقل له: كلُّ ما لديّ هو ملكُك. عندها تختبر حياة النصرة الروحية والعناية الإلهية والمحبة الأخوية.
هل تعلم صديقي ما هو موكب النصرة؟ حين يقول الرسول بولس: «ولكن شكرًا لله الذي يقودنا في موكب نصرته في المسيح كل حين، ويُظهر بنا رائحة معرفته في كل مكان.» (2كورنثوس 14:2) ماذا كان يعني؟ بدأ بـ «موكب النصرة» يوليوس قيصر القائد الروماني المعروف. فحين كان ينتصر بفتوحاته كان يدعو جيشه أن يأتي ويجلب معه الغنائم وكذا الأسرى. ويسير في أول عربة في هذا الموكب الإمبراطور الملك وأولاده. نحن أيضًا مدعوّون لكي ندخل مع المسيح في هذا الموكب لأنه انتصر على الموت بالصليب إذ قال: «قد أُكمل.» لقد حُسمت المعركة هناك! لهذا نستطيع أن نعيش هذا الانتصار ونمشي في موكب نصرته لأننا أولاده الجالسون معه في عربته.
والآن يحصل الشيء ذاته لأنَّ عدوَّنا إبليس يعلم أن المعركة قد حُسمت على الصليب ولكنه يحاول جاهدًا في خفقته الأخيرة. هناك وحوش في عالمنا الحاضر... لا تخف منها، لأن المسيح على الصليب قد هزم الشيطان. فلنكن أحبائي رجال ونساء صلاة... ألم يعلّمنا الرب يسوع بأن نصلي: «نجِّنا من الشرير»؟ هناك بُعْدٌ آخر للصلاة بألا تكون صلاةً دفاعية بل هجومية على إبليس وأعوانه. قال الرب يسوع: «على هذه الصخرة أبني كنيستي، وأبواب الجحيم لن تقوى عليها.» لم يقل «أبوابنا». لا! بل «أبواب الجحيم لن تقوى عليها». دعونا نتحوّل لأناس صلاة في هذه الأيام الأخيرة لأننا بهذا نستطيع أن نربط القوي ونأخذ غنائمه.
فحين نرى أنَّ الشر يزداد جدًا وكذا الخطية، نعرف أنَّ النعمة ستزداد أكثر. «وإله السلام سيسحق الشيطان تحت أرجلكم سريعًا. نعمة ربنا يسوع المسيح معكم.» (رومية 20:16) دعونا نحوّل هذا الموقف إلى نُصرة فنصلي من أجل أهالينا وبيوتنا ومدننا في كل العالم العربي. ونصلي لكي يكون هناك عمل في كنائسنا الحيّة لأجل المسيح ولأجل خلاص النفوس. «فإنَّ مصارعتنا ليست مع دم ولحم، بل مع الرؤساء، مع السلاطين، مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر، مع أجناد الشر الروحية في السماويات.» (أفسس 12:6) أي مع إبليس وأعوانه.
نعم، إذا التحقَ المؤمنون في موكب النصرة الحقيقية وصلُّوا أن تتزعزع الجبال وتُسَدَّ أفواه الأسود، وأن تُفتح الأبواب والسّدود فالرب سوف يستجيب ويعطيهم بركة خاصة ولا بدَّ. «وهم غلبوه بدم الخروف وبكلمة شهادتهم.» (رؤيا 11:12)
«من يغلب فسأجعله عمودًا في هيكل إلهي، ولا يعود يخرج إلى خارج، وأكتب عليه اسم إلهي، واسم مدينة إلهي، أورشليم الجديدة النازلة من السماء من عند إلهي، واسمي الجديد.» واسم إلهي يا أخي هو رمز القوة والمصدر لكل العطايا والبركات والنصرة.

المجموعة: أذار (مارس) 2022

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

318 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10628570