Voice of Preaching the Gospel

vopg

عندما ترى الشر يزيد ويتعاظم، والظلم يخيّم، والرذيلة تتربّع على العرش، والأوضاع مقلوبة،

والصدق يكاد يكون معدومًا، وصاحب المكايد أحيانًا ينجح، والصدِّيق المؤمن يُنكَب، وكأنّ زمان الأمور أفلت... وكأن الله سبحانه لا يرى ولا يسمع... ويخال لك أن الرب ترك الأرض وتخلّى عن بني البشر... عندما كل هذا وأكثر تراه ماثلاً أمامك، تأكّد من أن الله العزيز لم يزل مسيطرًا على مقدرات الشعوب ومصائر الأمم، و"أن العليّ متسلّط في مملكة الناس، فيعطيها من يشاء، ويُنصِّب عليها أدنى الناس." (دانيال 17:4) وثق أن الله لم يزل يهيمن على العالم ويحوِّل مساعي ومُحاولات الشعوب والأفراد لتعمل معًا لإنجاز وامتداد ملكوته الروحي على الأرض، ولخير الذين يحبونه.
عندما ترى إنسان اليوم في إلحاده وجشعه، في بُعده عن خالقه وعناده، في تحدّيه مشيئة السماء وتحجّر قلبه... عندما ترى هذا المخلوق يتحدّى هذا الخالق المحبّ الذي سعى وراء آدم يفتّش عنه مذ عصى عليه وتمرّد، مناديًا إياه: "آدم، أين أنت؟" فإذا بهذا المخلوق اليوم ينادي: يا رب، أين أنت؟ هل أنت موجود؟ هذا الإنسان المتألِّه – ابن الدود – يشكّك في وجودِ مَن مِنَ التراب سوَّاه، ومن بنسمة روحه أحياه... عندما ترى أن هذا الإنسان بالذات أدار ظهره لخالقه وناصبه العداء فلم يعد يميّز بين حقٍّ وباطلٍ وبين خيرٍ وشرٍّ، وبين إلهٍ يحبّه ويرعاه وبين شيطانٍ يبغي فقط أذيّته وهلاكه... عندما ترى كلَّ ذلك في الإنسان، تأكّد من أن يسوع المسيح لم يزل يطلب هذا الإنسان الجاحد المتعدّي بذات المحبة والحنان، ومناديًا "تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والثقيليّ الأحمال، وأنا أريحكم."
عندما ترى بعينيك وتسمع بأذنيك عن الشرور والموبقات التي تُرتكب في المدن الكبرى حتى غدت الحياة فيها جحيمًا لا يُطاق، وصارت حياة المؤمن صعبة لا تُحتمل، تأكّد من أن يسوع المسيح لم يزل يحنو على المدن والقرى ويطلب سكانها ليس بالجملة كقطيعِ غنمٍ شاردٍ، بل ليعمل بواسطة روحه القدوس في قلب كل إنسان وذلك ليرجعه عن طريقه الشرير ولسان حال هذا المخلّص العجيب يقول: "لماذا تموت في خطاياك؟ لقد أحببتك وبذلت حياتي من أجلك... ارجع إليّ فأنا لم أزل أحبّك وأرعاك... محبتي لك لم تفترْ منذ يوم خلقتك، أكرهُ خطاياك وأمقت ارتدادَك عنّي، لكني لم أزل أحبّك وأريدك أن تعيش معي إلى الأبد."
عندما ترى الإنسان يتصرّف في حياته وكأن لا دينونة ولا حساب ينتظرانه، حياته الأرضية وتمتّعه بخيراتها هي كل ما يبتغيه في هذه الحياة، فلا سماء يحلم بها، ولا رجاءً مباركًا يملأ قلبه... وعندما ترى الإنسان في عناده، ينكر حتى الاعتراف بأن النهاية لا بدّ منها وأنها على الأبواب! وأن هذا الإنسان الشقي يسخر حتى من يقينية مجيء يسوع المسيح ثانية في مجده ليضع حدًّا للشر والفساد وليجازي الذين يحبونه أعظم الجزاء... عندما كل هذا يكون وأكثر، والإيمان على الأرض يكاد لا يكون، ثق أن الله الذي يتأنّى برحمته على الإنسان لن يتخلّى عن عدله، فهو يُمْهل لكنه لا يُهْمل، يصبر ويصابر لكنه لن يتحمّل المتعدّي المعاند إلى ما لا نهاية... رحمته التي تتوسّل اليوم للشرير المتمادي في شرّه لن تدوم إلى الأبد؟ "اليوم إن سمعتم صوته فلا تقسّوا قلوبكم." اليوم هو لنا لنسمع، الغد قد لا نراه، فماذا نحن فاعلون؟"

المجموعة: تشرين الأول (أكتوبر) 2022

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

676 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
11578226