Voice of Preaching the Gospel

vopg

ما أجمل السراج المنير أي كلمة الله التي بين أيدينا! ونحن إذ نحتفل بمجيء مُخلّصنا الوحيد الذي "ليس بأحد غيره الخلاص"،

نحتفل ونفرح بالنور الحقيقي... إنه المسيح وحده، المميَّز بأنه النور الحقيقي... وهو وحده الذي قال عن نفسه: "أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَم." أما نحن المؤمنين باسمه فإننا مثل المرآة نعكس نوره للآخرين. ولكن، هل تساءلت عزيزي القارئ، لماذا المسيح وحده هو النور الحقيقي؟
تعود القصة بنا إلى سقوط الإنسان في الخطية عندما حلّت الظلمة عليه فقيل عن الأمم الذين لا يعرفون الله "أنهم مُظلمو الفكر"، وأيضًا "أظلم قلبهم الغبيّ" و"أعمال الظلمة" وعن سلوكه إنه "يسلك في الظلام". ولكن بعد سقوط الإنسان في الخطية "كان النور الحقيقي الذي ينير كل إنسان آتيًا إلى العالم..." لكنه أعطى للإنسان حرية قبول النور ليصبح من أولاد النور أو أن يرفضه ليمكث في الظلمة وهذا واضح في حياة هابيل وقايين. هذا مثلٌ واحدٌ ولك يا عزيزي القارئ أن تتأمل في بقية الشخصيات الكتابية. إن هدفي الوحيد من هذه المقالة سهل جدًّا وهو أن نتأكّد بأننا في النور الحقيقي ولسنا في الظلمة لأنه لا يوجد حلٌّ وسطيٌّ بين الاثنين. والآن تعال معي لنرى خصائص نور المسيح، المسيح هو:

1- النور الحقيقي الذي ينير كل إنسان
كما نعلم أنه بدون الإنارة الطبيعية أو الصناعية لا يمكن للعين أن تبصر شيئًا. ربما نتذكر هذه الكلمات: "فمدّ موسى يده نحو السماء فكان ظلام دامس في كل أرض مصر ثلاثة أيام. لم يبصر أحد أخاه، ولا قام أحد من مكانه ثلاثة أيام. ولكن جميع بني إسرائيل كان لهم نورٌ في مساكنهم." (خروج 22:10-٢٣)
إنّ هذا المقطع الكتابي يثير في داخلي تساؤلًا: هل في داخل مساكننا النور الحقيقي؟ هل أضاء في قلبي نور الإنجيل؟ هل أشرق الله في قلبي؟ هذه أسئلة يجب أن نجيبها بأمانة أمام الله الذي يعرف خفايا قلوبنا. ورسالة الإنجيل بسيطة ألا وهي أن المسيح هو النور، وبسبب الخطيّة أنا في ظلمة، وسراجي في معرفة الله مطفأٌ. ولكن، إن قبلت النور، فأنت قد انتقلت من الظلمة إلى النور. قال داود قديمًا: "لأَنَّكَ أَنْتَ تُضِيءُ سِرَاجِي. الرَّبُّ إِلهِي يُنِيرُ ظُلْمَتِي." (مزمور 28:18) ويقابلها في العهد الجديد "مُسْتَنِيرَةً عُيُونُ أَذْهَانِكُمْ." (أفسس 18:1)

2- المسيح هو النور الحقيقي للهداية
نعلم من سفر الخروج أن الرب كان يسير أمام شعبه ليلًا بعمود نار يضيء لهم لكيلا يعثروا في المسير ليلًا ولكي لا يخافوا. ويقول الرب يسوع: "أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ." (يوحنا 12:8) فبدون يسوع النور الحقيقي يكون الإنسان تائهًا في ظلام الخطيّة ويسير في الظلام ولا يعلم إلى أين يذهب.
عزيزي القارئ، أرجو أن تسأل هذا السؤال لآخرين: هل أنت متأكد بأن لك حياة أبدية؟ إذا كان الجواب لا، أو لا أعرف، فقل لذلك الشخص: أنت تحتاج إلى النور الحقيقي يسوع المسيح. "لِيُضِيءَ عَلَى الْجَالِسِينَ فِي الظُّلْمَةِ وَظِلاَلِ الْمَوْتِ، لِكَيْ يَهْدِيَ أَقْدَامَنَا فِي طَرِيقِ السَّلاَم."

3- المسيح هو النور الحقيقي للخلاص
إن إنجيل المسيح كما ذكرتُ سابقًا هو دعوة من الظلمة إلى نوره العجيب. وعندما يدرك الإنسان حاجته للخلاص من الخطيّة والدينونة ويطلب النور، يشرق نور المسيح في قلبه، والآب أبينا (أَبِي الأَنْوَارِ) ينقله من سلطان الظلمة (الشيطان) إلى ملكوت المسيح، أي ملكوت النور. إن أفضل مثال يشرح هذه الحقيقة هو حادثة خلاص شاول الطرسوسي على طريق دمشق إذ يشهد أمام كثيرين "رأيتُ في نصف النهار في الطريق... نورًا من السماء أفضل من لمعان الشمس، قد أبرق حولي وحول الذاهبين معي." (أعمال ١٣:٢٦) لقد رحّب بولس بدعوة النور وشهد بأنه لم يكن معاندًا للرؤيا السّماويَّة، أي إنه لم يرفض النور ويعانده، وأوضح بكلامه أن المسيح هو نفسه الذي نادى بالنور لشعب إسرائيل والأمم.

4- النور الحقيقي ليكشف حالتنا
كان إشعياء النبي يرى خطايا الشعب وكان يرى نفسه أفضل منهم، ولكن عندما رأى رؤيا إلهيّة لمجد المسيح أي رأى بهاء مجده (إشعياء ٦، يوحنا ٣٧:١٢-٤١) عرف حقيقة نفسه وحكم على نفسه الحكم الصحيح "وَيْلٌ لِي! إِنِّي هَلَكْتُ" واعترف بخطيته وخطية الشعب.
عزيزي القارئ، نحن في الأيام الأخيرة نحتاج أن ندخل إلى مخادعنا... وأنا أول واحد... لندخل إلى عرش النعمة وفي هدوء القلب نقرأ أقوال ربنا يسوع ونطلب منه أن ينير ويفتّش قلوبنا حتى يكون ضميرنا صالحًا ونحكم الحكم الصحيح على حياتنا فربما نكون في حالة نوم روحي، حينئذ نسمع صوتًا قائلًا لنا: "اسْتَيْقِظْ أَيُّهَا النَّائِمُ وَقُمْ مِنَ الأَمْوَاتِ فَيُضِيءَ لَكَ الْمَسِيحُ." (أفسس ١٤:٥)

5- النور الحقيقي الذي يفصل
يقول الكتاب "وفصل الله بين النور والظلمة." (تكوين 4:1) وهذه الفكرة (الانفصال) واضحة جدًا في كل الكتاب. ففي سفر الخروج ٢٠:١٤ نقرأ "فدخل بين عسكر المصريين وعسكر إسرائيل، وصار السحاب والظلام وأضاء الليل. فلم يقترب هذا إلى ذاك كل الليل." الرب يفصل لكي يحامي ويخلِّص. والآن، اسمح لي أيها القارئ أن أعود بك إلى بعض الشخصيات الميلادية كالمجوس الذين بعد أن أنار الرب أذهانهم وقلوبهم، لم يرجعوا ليحضروا حفلات هيرودس لأنه رفض الاستنارة وهو يمثل سلطان الظلمة، أما هم فـ "نور في الرب" لذا فقد رجعوا في طريقٍ آخر... طريق ينوّره المسيح لهم.
ونحن إذ نحتفل بالنور الحقيقي، علينا ألا ننسى تلك الكلمات المنيرة: "... وأية شركة للنور مع الظلمة؟" (٢كورنثوس 14:6) يجب أن تكون احتفالاتنا مُقدّسة، مُنيرة بنور الرب يسوع، ولا يمكن أن نخلطها مع احتفالات عالمية يسودها الظلام الأخلاقي!

6- النور الحقيقي يُبدّد الخوف
قال داود: "اَلرَّبُّ نُورِي وَخَلاَصِي، مِمَّنْ أَخَافُ؟ الرَّبُّ حِصْنُ حَيَاتِي، مِمَّنْ أَرْتَعِبُ؟" (مزمور 1:27) وفي قصة الميلاد تكرّرت هذه العبارة "لا تخف!" ليوسف خطيب مريم العذراء، والملاك الذي ظهر لها قال لها: "لا تخافي." وسمعان الشيخ لم يخف من أن ينطلق إلى بيته الأبدي لأنه أبصر الخلاص الذي سيتمّمه المسيح. ونحن قريبًا سنحتفل في السماء في بيت الآب بالنور الأبدي ربنا يسوع فهو الذي بدأ رحلتنا بنوره وسيدخلنا إلى أفراح نوره الأبدي.

7- النور الحقيقي والحبّ الحقيقي
كتب الرسول يوحنا عن طبيعة الله: "إن الله نور وليس فيه ظلمةٌ البتّة." وأيضًا، "الله محبة". وهاتان الطبيعتان ظهرتا بكمال رائع في حياة النور المتجسّد والمحبة المتجسّدة - ربنا يسوع المسيح. ورغم أننا نحتفل بالميلاد، ولإيضاح هذه النقطة أقول: إن نور المسيح ومحبته انتصرتا في الصليب ضد الظلمة والبغضة، ولهذا كتب لنا البشير يوحنا هذه الكلمات التي تهزّ أوتار قلبي وقلبك فرحًا: "أَنَّ الظُّلْمَةَ قَدْ مَضَتْ، وَالنُّورَ الْحَقِيقِيَّ الآنَ يُضِيءُ." (١يوحنا 8:2)
ونحن إذ نحتفل بالميلاد لنراجع أنفسنا: هل نحن في النور؟ وهل نحب الله؟
كيف يدّعي المؤمن أنه "في النور وهو يبغض أخاه؟" (1يوحنا 9:2)
وكيف يدّعي المؤمن أنه يحب الله وهو يبغض أخاه؟ لأنه مكتوب: "من يحبّ الله يحبّ أخاه أيضًا" (1يوحنا 21:4)، إن كان الحق الكتابي يعلن أن نور المسيح ومحبته يسكن في قلوبنا.
يا سلطان الظلمة لن أراك إلى الأبد، لأن النور الحقيقي يضيء قلبي.
وداعًا للظلام الذي يسبب الجهل لأن النور والحكمة يسكنان كياني. الكراهية قد مضت والحب الحقيقي الآن يضيء.

المجموعة: كانون الأول (ديسمبر) 2022

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

396 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10629448