Voice of Preaching the Gospel

vopg

تعريف المعجزة: المعجزة هي بكل بساطة عمل فوق طبيعي يقوم به الله، يتمّ بالقوة الإلهية الخارقة للعادة،

وذلك برهانًا وتأييدًا للرسالة الإلهية التي ينادي بها رسول أو نبيّ، أو للمعونة والإغاثة والمساعدة والإنقاذ لحاجة إنسان، والتي تعجز فيها الوسائل البشرية العادية والطبيعية، مع ملاحظة قد يستخدم الله في إجراء المعجزة وسائل طبيعية كما يشاء.
نقرأ عن الكثير من المعجزات التي ذُكرت في الكتاب المقدس على سبيل المثال وليس الحصر:
- ولادة إسحاق من سارة في سن الشيخوخة، وولادة صموئيل من حنة العاقر، وولادة يوحنا المعمدان من زكريا وأليصابات وهما متقدِّمَين في أيامهما، إلخ... وهذه الولادات، بهذه الطريقة تعتبر معجزات، لأن العلم والاختبار يقول مستحيل أن يكون لهؤلاء أولاد وهم في هذه الحالات.
- ومعجزات إقامة الموتى على يد الأنبياء والرسل...
ومعجزات شقّ البحر الأحمر بعصا موسى... وكذلك انفلاق نهر الأردن بمجرّد وضع أرجل الكهنة فيه وعبور الشعب على اليابسة... والنار التي لم تحرق الفتية... والأسود التي لم تفترس دانيآل... والشمس التي دامت كل النهار وكل الليل بصلاة يشوع... هذه بكل المقاييس معجزات خارقة للطبيعة فوق مستوى العقل البشري... وماذا عن معجزات السيد المسيح الكثيرة والمتنوّعة؟
- جميع هذه المعجزات التي ذكرناها والتي لم نذكرها لا تماثل بأي شكل من الأشكال معجزة ميلاد السيد المسيح من العذراء المطوّبة مريم... فهي بحقّ معجزة المعجزات! إنها تسمو فوق جميع المعجزات.

لماذا ميلاد المسيح معجزة المعجزات؟

1- لأن ولادته أكّدت قدرة الله العليّ اللامحدودة، كما قال الملاك للعذراء عندما سألته: "كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلًا؟" فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وقال لها: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ فَلِذَلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ.»"
- لم نسمع ولم نقرأ في كل تاريخ البشرية عن طفل يولد متكامل الأعضاء، جميل الصورة، بديع الأخلاق، قدّوس بلا خطية من امرأة دون أن يمسها رجل، ونحن نعرف أن الله من البدء خلق الإنسان ذكرًا وأنثى، رجلًا وامرأة وقال لهما: "أثمروا واكثروا واملأوا الأرض."
- سمعنا عن أطفال الأنابيب التي تتمّ بالتفريخ الاصطناعي خارج رحم الأم، ويكلّف آلاف الدولارات، وما أكثر المرات التي قد فشلت هذه العمليات، وأحيانًا يخرج المولود مشوّها.
- أما ولادة المسيح التي لا تقارن مطلقًا بأيِّ نوع من هذه الولادات لم تكن من رجل وامرأة، ولم تكن بالتفريخ الاصطناعي ولا بأي محاولات بشرية، بل كانت معجزة إلهية بكل المقاييس، إنها قدرة الله العليّ وسلطانه المطلق على الطبيعة البشرية، والقوانين البيولوجية، له مطلق الحرية أن يعمل ما يشاء.

2- ميلاد المسيح معجزة المعجزات فهو سرّ إلهي "وبالإجماع عظيم هو سرّ التقوى: الله ظهر في الجسد..." (1تيموثاوس 16:3) سرّ الله الذي أعلنه للبشرية في الوقت المعين منه. "ولكن لما جاء ملء الزمان، أرسل الله ابنه مولودًا من امرأة، مولودًا تحت الناموس، ليفتدي الذين تحت الناموس، لننال التبنّي." (غلاطية 4:4)
3- ميلاد المسيح المعجزي يدعم إيماننا وثقتنا في الله أكثر. فهو القادر على كل شيء الذي لا يستحيل عليه أمر بل كل شيء مستطاع عنده. يستطيع أن يصنع معنا الآيات والمعجزات. إنه يستخدم بشريتنا وإنساننا الضعيف ليحقّق بنا أغراضه السامية وخططه وأهدافه في العالم وللبشرية، كما اختار السيدة العذراء الفقيرة، الإناء النسائي الأضعف ليولد منها المسيح ليفتدي العالم، واختار أيضًا التلاميذ من الصيادين والعشارين مثل متّى العشار وغيرهم ليفتن بهم المسكونة... واستخدم إرميا الولد، وموسى الأغلف الشفتين، وراعوث الموآبية وراحاب الزانية وغيرهم ليحقّق بهم أغراضه السامية. وهو يستطيع أن يستخدمنا بقوة، فقط لنضع ذواتنا بين يديه المباركتين وتحت سيطرة الروح القدس، فيفعل بنا عجبًا.

4- وميلاد المسيح أعلن للعالم أجمع سلطان الله المطلق على الحكام والسلاطين والملوك والرؤساء وعلى كل أحداث التاريخ. لقد حرّك أغسطس قيصر ليصدر أمرًا باكتتاب كل المسكونة في التوقيت المعيّن منه، في الزمان والمكان الذي تنبّأ به الأنبياء عن ميلاد المسيح، وهو لا يدري أنه ينفّذ مخطط الله لفداء العالم وتحقيق نبوات العهد القديم في هذا الشأن، فيذهب يوسف ومريم إلى بيت لحم ليُكتتبا هناك لكي يتمّ ما قيل بالنبي الذي قال: "أَمَّا أَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمِ أَفْرَاتَةَ، وَأَنْتِ صَغِيرَةٌ أَنْ تَكُونِي بَيْنَ أُلُوفِ يَهُوذَا، فَمِنْكِ يَخْرُجُ لِي الَّذِي يَكُونُ مُتَسَلِّطًا عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَمَخَارِجُهُ مُنْذُ الْقَدِيمِ مُنْذُ أَيَّامِ الأَزَلِ." (ميخا 2:5)
وجميع الأحداث التي تجري في العالم وجميع قرارات الحكام الصالحين منهم والأشرار فإنها تقوم بسماح من الله وتحت سيطرته لأن لكلّ أمر تحت السماء وقت.

5- وميلاد السيد المسيح برهان ساطع وقاطع على سلطان الله على الأجرام السماوية مستخدمًا إياها لإجراء أهدافه ومقاصده... فحرّك نجمًا من المشرق ليقود المجوس العلماء إلى مولود بيت لحم كما يقول الوحي المقدّس: "... وَإِذَا النَّجْمُ الَّذِي رَأَوْهُ فِي الْمَشْرِقِ يَتَقَدَّمُهُمْ حَتَّى جَاءَ وَوَقَفَ فَوْقُ حَيْثُ كَانَ الصَّبِيُّ. فَلَمَّا رَأَوُا النَّجْمَ فَرِحُوا فَرَحًا عَظِيمًا... وَقَدَّمُوا لَهُ هَدَايَا: ذَهَبًا وَلُبَانًا وَمُرًّا." (متى 9:2–11) - كان هذا اعترافًا منهم بألوهيته وربوبيّته!
فلنطمئن، بأن أحداث التاريخ وكوارث الطبيعة وكل ما يجرى حولنا هو تحت سيطرته، ويستخدمها لخدمة مقاصده السامية وتجهيز العروس للعريس لملاقاته على السحاب حيث نكون مع حبيبنا كل حين. فلنصلّ قائلين: آمين، تعال أيها الرب يسوع.

المجموعة: كانون الأول (ديسمبر) 2022

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

210 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
11578536