بحلول عام 2022 وبلوغ مجلة صوت الكرازة عامها الخمسين المبارك من الله نأتـي في هذا العدد لنلتقي بقرائنا الأحباء الذين استمرّت معهم شركة طيبة...
البعض دامت خمسين سنة مرّت ونحن في غاية التجاوب والتعاطف. فالرسالة التي حملتها المجلة لقرائنا القدامى لا تزال رسالتنا اليوم لأصدقائنا الجدد. إنها رسالة سماوية مميزة مختصة بجيلنا الحاضر قوامها مبادئ المسيح النقية من كتاب الوحي التي لم يطلها تحوير أو تغيير.
اليوم نعود لقرائنا من جديد لنجدد لهم العهد الذي قطعناه على أنفسنا بأن نصون هذا الحق الإلهي من كل تحوير أو تبديل، فنقدّم لهم قولًا شريفًا وفكرًا ملهمًا ورأيًا سديدًا وتعليمًا صحيحًا وجوابًا مخلصًا عن سؤال يطرح...
وها درب العام الجديد يمتدّ أمامنا ونبدأ بالسير فيه، والمستقبل المجهول وما يخبّئه يتراءى لنا. قد نفكّر في طريقنا بما فيها من أهداف ومطامح وبما تذخر من الأماني والآمال، ولكن ترى من يهدي ويوجّه خطواتنا في طريق العام الجديد والمستقبل؟ يقول الوحي: "قَلْبُ الإِنْسَانِ يُفَكِّرُ فِي طَرِيقِهِ، وَالرَّبُّ يَهْدِي خَطْوَتَهُ." (أمثال 9:16)
- في بداية السنة الجديدة ليس المهم أن نعرف فقط الطريق التي سنسلكها والهدف الذي سنبلغه، والمفاجآت التي سنواجهها في المستقبل، بل الأهم هو أن يكون لنا شركة شخصية ودّية مع من فدانا - خالقنا ودليلنا ورفيق دربنا... فلا نخف من المصاعب والتحديات التي ستتصدّى لنا في طريق العام الجديد ما دام لنا معرفة شخصية بذاك الذي قال عن نفسه: "أنا هو الطريق والحق والحياة."
- فهدف الحياة الأمثل الذي سنبلغه هذه السنة الجديدة، والسعادة التي سنتمتّع بها ونحن نحقّق الأماني والآمال والخطط ليست متوقّفة على مجموعة من المبادئ والتعاليم والقيم والمحرمات والنواهي التي سنلتزم بها فقط، بل على تعميق جذور العلاقة الشخصية بين الخالق القدير والمخلوق العاجز أيضًا، فيؤمن الإنسان من جديد رغم ما في الحياة من متناقضات ومفشلات. إن الله لم يترك الأرض كما يدّعي ويعلّم البعض، بل على النقيض نؤمن بأن الخالق لم يزل يهيمن على الوجود ليس فقط على الكواكب والجماد بل على البشر، على السلطات ومن بيدهم مقاليد الأمور. فإلى المزيد من تقوية أواصر هذه الشركة الشخصية التي لنا بمن خلقنا بمحبته وافتدانا بأعظم تضحية، وعندئذ يصبح هذا العام، عامًا جديدًا بفضل هذا الإنسان المتجدّد كل يوم. ويكون عهده الجديد مع خالقه، في أن يتمسّك به ليسير معه في الطريق إلى أن يصل من جديد إلى حيث كان أولاً خالقه. هذا هو هدف الحياة الأعظم، وهذه هي الحياة التي تبدأ هنا ولا تنتهي هناك.
