إن خانك صديقك أو قريبك فلا تحتد ولا تغضب، بل عاتبه بالحسنى وبروح المسيح، واجعل رنين صوتك عذبًا بحيث يقع على الأذن وقعًا حنونًا، واعلم أن اللطف والحكمة واللباقة هي الطرق السليمة إلى القلوب.
ثم احترز كيلا يكون لمعاملتك وجهان، وجه يحب ووجه يكره... واحد يعطف وآخر يحقد، بل ليكن فيك قلب المسيح، قلب ملؤه الحب والعطف والغفران.
لا تنحاز في حكمك على الأمور، ولا تحكم بدافع الهوى والغرض، ولا تتسرّع بقذف خصمك بكل ما لديك من حمم، بل اتخذ المسيح قدوة لك ومثالاً. وقديمًا قيل: المرء بأصغريه قلبه ولسانه. ويقول الكتاب المقدس: من فضلة القلب يتكلم اللسان.
اطلب من ربك أن ينجيك من الشرير ومن ذاتك. فالويل لمن يصنع من نفسه صنمًا. حطم هذا الصنم وانكر نفسك وأحب قريبك كنفسك. فالسعادة هي في تلبية حاجات الناس وفي خدمة الآخرين.
لا تقتل الوقت بل استثمره للخير والفائدة. ابحث عن المواهب التي أودعها الله فيك واعمل على تنميتها واستغلالها لفائدة نفسك وغيرك، وكن طموحًا مُجِدًّا، ولا ترضى بالمعرفة القريبة أو السطحية، بل ابحث عن العلم والمعرفة ولو كانا في أقاصي الدنيا.
إن الثقافة العالية والمعرفة الكلاسيكية ممتازة جدًا، ولكن حذار أن تهمل في سبيلها ثقافتك الروحية وتجعلها كشيء ثانوي. إن الثقافة الروحية هي الباقية إلى الأبد والتي تقول: ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب. ففي الثقافة الروحية الشبع العقلي والحكمة... كل الحكمة والطمأنينة النفسية.
ليكن قلبك كاملاً مع الله والناس، وليفح منه عبير الفضيلة. أحب الجميع بقلب كبير، واتبع السلام مع كل فرد.
ليكن كلامك دائمًا صالحًا ومتزنًا حتى مع الخصوم والأعداء لأن الذي وهب له الرب قلبًا صالحًا لا يعرف إلا الخير والمعروف طريقًا إلى قلوب الناس.