حقائق أنت أحوج إلى إدراكها من الهواء الذي تتنفّسه، إلا أنها قد تفوتك أيها القارئ الكريم. ولذا فإني أُبرزها لك بصورة واضحة.
فإن أمعنت النظر فيها تستطيع أن تربح نفسك الخالدة وخلاصك الأبدي.
هل تعلم أنك وأنت في خطاياك بعيدًا عن المسيح، تسير في منحدر يؤدي بك إلى العذاب الأبدي؟ ولكنك على الرغم من ذلك تسير على عجل إلى النهاية المرعبة. فقف قليلاً فلربما تكون الخطوة المقبلة إلى الجحيم! خطوة تهوي بعدها إلى أعماق جهنم، بعيدًا عن رحمة الله إلى الأبد! تأمّل كيف ستكون حالتك، ونفسك في بحر من الألم والحسرة والندم، بعد زلّة القدم!
افرض أنك وأنت تسبح في الماء شاهدت تمساحًا سابحًا نحوك، فهل تسبح مع التمساح آمنًا؟ إنك لا تفعل ذلك، لكنك تلقي بنفسك في أحضان الخطية، مطمئنًا عن طيب خاطر وبين براثن الشيطان، وعلى قاب قوسين من جهنم. ما دمت تستعذب الخطية، وتستسيغ الشر، ما دامت زخارف العالم تلهيك عن الاهتمام بنفسك، فأنت تشرب بيدك كأس الموت الأبدي، تشربها مغتبطًا ولست تدري ما قد خبّأته تلك الكأس من هلاك وعذاب أبدي.
ربما تكون قد أكرمت المسيح بفمك ولكن طالما أنت سالك في سبيل المعاصي، وتستهين بالخطية، فإنك تلطّخ يديك بدم المصلوب فتسجِّل على نفسك اللعنة والدينونة.
هب أنك تسير والسيف مشهور فوق رأسك مستعدّ بأن يهوي على عنقك في أي وقت، أفما كنت تضطرب وتقلق، ولا يهنأ لك نوم ولا تلتذّ بأكل أو شرب؟ ولكنك طالما تسير في سبيل شرورك ولم تنل الغفران، ولم تغتسل بدم المسيح الذي صُلب لأجلك، فإن سيف النقمة مسلَّطٌ فوق رأسك ومستعدّ لأن يهوي عليك في أي لحظة.
نعم، إن الرب يسوع يحبك من كل قلبه ويودّ خلاص نفسك. وقد أظهر ذلك الحبّ جليًا على الصليب حيث مات من أجل خطاياك التي تفوق الحصر، وهناك صرخ قائلًا: إلهي، إلهي! لماذا تركتني؟ وما كان ليقول هذا القول إلا لأنه أخذ بالنعمة مركزك كإنسان تحت دينونة الله وغضبه.
إن الرب يسوع يحبك وها هو قريب منك جدًا يحمل لك في يديه الخلاص والغفران وهبة الحياة الأبدية... يقدّمها لك، وما عليك إلا أن تقبلها. كل ما عليك هو أن ترتمي عند الصليب معترفًا بخطاياك وتائبًا عنها وواثقًا بأنه في دم المسيح قوة تستطيع أن تغسلك منها في لحظة.
إن الرب يطلبك وأنت في حالتك السيئة، وما عليك إلا أن تعترف بكلِّ الشرور التي أنت مستعبد لها، وتقبله مخلصًا شخصيًا لك.