Voice of Preaching the Gospel

vopg

ذكر الرب يسوع عن هذه المحبة والمغفرة قائلاً: "وَإِنْ أَخْطَأَ إِلَيْكَ أَخُوكَ فَاذْهَبْ وَعَاتِبْهُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ وَحْدَكُمَا. إِنْ سَمِعَ مِنْكَ فَقَدْ رَبِحْتَ أَخَاكَ.

وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ، فَخُذْ مَعَكَ أَيْضًا وَاحِدًا أَوِ اثْنَيْنِ، لِكَيْ تَقُومَ كُلُّ كَلِمَةٍ عَلَى فَمِ شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةٍ. وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُمْ فَقُلْ لِلْكَنِيسَةِ. وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ مِنَ الْكَنِيسَةِ فَلْيَكُنْ عِنْدَكَ كَالْوَثَنِيِّ وَالْعَشَّارِ." (متى 15:18-17)
لا شك أن التلاميذ وجدوا صعوبة في التنفيذ، فقالوا للرب: "زد إيماننا."
الإيمان القوي يجعل الصعب سهلاً.

أولاً: إساءات يمكن حدوثها
"إن" تؤكد على أنه ممكن أن تحدث إساءات... ولكن ما أسباب حدوث الإساءات؟
1) الضعف: الإنسان المؤمن عرضة للضعف وفي وقت ضعفه يمكن أن يسيء إلى آخرين... لا شكّ أن مريم وهرون مرَّا بحالة الضعف فتكلّما على موسى قائلَين: هل كلّم الرب موسى وحده؟ ألم يكلّمنا نحن أيضًا؟ وتحدّثا منتقدين موسى لزواجه من امرأة كوشيَّة... ولكن لنعلم أن الرب يسمع حتى لو كانت الإساءة همسًا. "الغارس الأذن ألا يسمع؟"
2) التسرّع: أوصانا الكتاب وصية هامة: "ليكن كل إنسان مسرعًا في الاستماع مبطئًا في التكلُّم..."
التقى داود برجل اسمه صيبا وسأله عن مفيبوشث. فقال: "[هوذا هو مقيم في أورشليم، لأنه قال: اليوم يردّ لي بيت إسرائيل مملكة أبي." تسرّع داود وقال: "ليكن لك كل ما لسيدك (مفيبوشث)." لكن ما قاله صيبا كذب. كان مفيبوشث في أورشليم، "لم يعتنِ برجليه، ولا اعتنى بلحيته، ولا غسل ثيابه، من اليوم الذي ذهب فيه الملك (داود) إلى اليوم الذي أتى فيه بسلام." فعرف داود أنه تسرّع في الحكم.
3) الاختلاف في الرأي: كل شخص له طريقته وأسلوبه في التفكير. عرض بولس على برنابا أن يذهبا لافتقاد كل مدينة ناديا فيها. وعرض برنابا أن يأخذا يوحنا مرقس ولكن بولس رفض قائلاً: الذي لم يكمل معنا وفارقنا لا نأخذه ولو كان الأمر توقف عند هذا الحدّ ما كانت هناك مشكلة لكن حدثت بينهما مشاجرة. هذه المشاجرة أساء فيها كلٌّ منهما للآخر!

ثانيًا: مواقف يجب أن نتجنّبها
1) الحقد والكراهية: عندما تحدُث إساءة من أحد المؤمنين للآخر يبدأ الشيطان محاولًا زرع الحقد في قلبيهما. يقول المُساء إليه: "لما حدْ يذكر اسم المسيء يقول: أوعَى تجيب سيرة فلان ده، أنا مش طايق أشوفه ولا أسمع اسمه."
يوصي موسى قائلاً: لا تبغض أخاك في قلبك – ويكمل العهد الجديد: "من يبغض أخاه فهو قاتل نفس – من يبغض أخاه في الظلمة يسلك... والظلمة قد أعمت عينيه."
2- الأساليب الانتقامية: بعض من يُساء إليهم لا ينامون إلا إذا ردّوا الصاع صاعين والصفعة صفعتين – وهنا أسأل: ما الفرق بين هؤلاء والأشرار؟ فالأشرار يفعلون نفس الأمر.
أساء أحد الأشخاص إلى خادم الرب وتكررت الإساءات كثيرًا وكان المسيء شخص له منصب سياسي... وفي أحد الأيام طلب المأمور هذا الشخص لمساءلته في أحداث إهمال. وكان خادم الرب في زيارة للمأمور... وقال المأمور: أستأذنك يا حضرة القسيس وبدأ يعنف هذا الرجل بشدة. فقال خادم الرب: "معليش يا حضرة المأمور. إدّيلو فرصة ثانية علشان خاطري." فقال المأمور: "لولا تدخّل حضرة القسيس ما كانت لك فرصة ثانية..." فقال المسؤول السياسي: "ما هذا الرجل الذي أُسيءُ إليه دائمًا يتوسّط لي عند المأمور!"
3- التحدّث بكلمات ازدرائية: أحيانًا المُساء إليه يتحدّث بكلمات سيئة عن من أساء إليه – "ده ما يفهمش في أي حاجة..." ونسي قول الرب يسوع: "من قال لأخيه: رقا، يكون مستوجب المجمع، ومن قال: يا أحمق، يكون مستوجب نار جهنم."

ثالثًا: أمور ينبغي أن نتمّمها
1- اغفر له: لقد علمنا الرب "إن أخطأ إليك أخوك فوبّخه، وإن تاب فاغفر له. وإن أخطأ إليك سبع مرات في اليوم... قائلاً: أنا تائب، فاغفر له." يمكن أن يقول أحدهم: وأنا إيه اللي يخلّيني أغفر له؟ الجواب: لأن الله غفر لك. "إن لم تغفروا للناس زلاتهم، لا يغفر لكم أبوكم أيضًا زلاتكم." علمنا الرب في الصلاة الربانية: "واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضًا للمذنبين إلينا."
2- صلّ من أجله: صلّى الرب يسوع من أجل الذين صلبوه: "يا أبتاه، اغفر لهم، لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون." قال الرب يسوع في عظته على الجبل: "صلوا لأجل الذين يسيئون إليكم."
أساء أحد الأشخاص إلى آخر أمام بعض الناس... عرض عليه البعض أن يشكوه للكنيسة، فقال: أنا لن أشكيه بل سأصلي من أجله. وأرجو أن تشاركونني في الصلاة من أجله. وبعد يومين جاء للشخص الذي أساء إليه وطلب منه الصفح والغفران وقال: فقط أريد أن تتصل بكل الأشخاص الذين أسأت إليك في حضورهم لكي أعتذر لك في حضورهم، ولكن المُساء إليه رفض واكتفى بالاعتذار.
3- اذهب إليه: هو مين اللي يروح عند مين؟ المفروض أن الذي أساء هو من يأتي إليّ. ونحن ألم نخطئ في حقّ الرب وهو من جاء إلينا؟ "الذي إذ كان في صورة الله، لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله. لكنه أخلى نفسه، آخذًا صورة عبد، صائرًا في شبه الناس. وإذ وُجد في الهيئة كإنسان، وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب." اذهب إلى أخيك بكل رضى.
أختم بهذا القول: إنسَ الإساءة تمامًا ولا تذكرها كما قال الرب: "وخطاياك لا أذكرها!"

المجموعة: تشرين الثاني (نوفمبر) 2022

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

105 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10623966