هو مشتهى كل الأمم ومنتظَر كلّ الأجيال وكل فئات الشعب...
هو الوحيد الذي أعلنت الملائكة عن مولده وترنّمت جوقة من الملائكة ترنيمتها الخالدة "المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرّة." تنبّأ عنه الأنبياء عشرات المرّات... بمولده اضطربت ملوك وشعوب – أشهر النبوّات هي النبوّة التي نحن بصددها اليوم: "يولد لنا ولد ونُعطى ابنًا، وتكون الرياسة على كتفه، ويُدعى اسمه عجيبًا، مشيرًا، إلهًا قديرًا، أبًا أبديًّا، رئيس السلام." ولي معكم كلمتان: المعلومات الأكيدة والأسماء المجيدة.
أولاً: المعلومات الأكيدة
1- لاهوت المسيح وناسوته: "يولد لنا ولد ونُعطى ابنًا." الجزء الأول من الآية خاص بناسوت المسيح، والجزء الثاني "ونُعطى ابنًا" خاص بلاهوت المسيح.
هناك آية أخرى تتحدّث عن لاهوت المسيح: "ولكن لما جاء ملء الزمان، أرسل الله ابنه مولودًا من امرأة، مولودًا تحت الناموس."
"أرسل الله ابنه (لاهوت المسيح) مولودًا من امرأة (ناسوت المسيح) ...
بناسوته تعب وجلس على البئر، وبلاهوته عمل قوات ومعجزات...
بناسوته بكى عند قبر لعازر، وبلاهوته أقامه بعد أن أنتن...
بلاهوته "إذ كان في صورة الله، لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله." وبناسوته أخذ "صورة عبد، صائرًا في شبه الناس."
2- التنازل المدهش والعجيب: "إذ كان في صورة الله، لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله. لكنّه أخلى نفسه، آخذًا صورة عبد، صائرًا في شبه الناس. وإذ وُجد في الهيئة كإنسان (الإله صار إنسانًا! يا له من تنازل عظيم وعجيب... إنه أعجب وأغرب تنازل على الإطلاق – قال الرب يسوع: "تعلّموا مني لأني وديع ومتواضع القلب.")
أتذكّر أن رئيس مصر زار ملجأً للأيتام، ورأى طفلاً صغيرًا فانحنى وحمله على ذراعيه... ثم كتبت الجرائد لمدة شهر عن تنازل الرئيس... أما تواضع الرب يسوع فهو تواضعٌ لا مثيل له! تصوَّرَ أحد القديسين أن الملائكة عندما رأت الرب يسوع يخلي نفسه اندهشت وتساءلت: كيف يتنازل ويترك السماء بمجدها وينزل إلى الأرض التي ضربتها اللعنة؟
3- وُلد المسيح ليموت: كل طفل يولد ليعيش الفترة التي يسمح له الرب بها وبعد ذلك يموت. لكن المسيح وُلد ليموت ويبذل نفسه عن البشر... قال عنه يوحنا لما رآه: "هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم!" وُلد ليموت ميتة صعبة... يموت على الصليب! وقبل عملية الصلب سيُعذَّب عذابًا رهيبًا، ويوضع على رأسه إكليل من شوك، ويُجَلد، ويحمل الصليب، وسيسمّر على الصليب، وحتى عند صلبه سيُهان وسوف يصلبون معه اثنين من المجرمين.
4- وُلد ليُعلن بعض الحقائق عن الله الآب... عندما طلب موسى أن يرى مجد الرب بقوله: "أرني مجدك"، قال له الرب: "لا تقدر أن ترى وجهي، لأن الإنسان لا يراني ويعيش." ويقول البشير يوحنا: "الله لم يره أحد قطّ. الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبّر."
عندما طلب فيلبّس من الرب يسوع قائلًا: "[يا سيّد، أرنا الآب وكفانا.] قال له يسوع: [... الذي رآني فقد رأى الآب، فكيف تقول أنت: أرنا الآب؟]" (يوحنا 8:14-9)
5- يسوع هو المخلّص الوحيد: قال الملاك للرعاة: "لاَ تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ: أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ." ويقول متى: "وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ. لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ." وقال الرسول بطرس: "وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ."
ويقول الرسول بولس: "صَادِقَةٌ هِيَ الْكَلِمَةُ وَمُسْتَحِقَّةٌ كُلَّ قُبُول: أَنَّ الْمَسِيحَ يَسُوعَ جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ لِيُخَلِّصَ الْخُطَاةَ." ويقول كاتب العبرانيين: "فَمِنْ ثَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَ أَيْضًا إِلَى التَّمَامِ الَّذِينَ يَتَقَدَّمُونَ بِهِ إِلَى اللهِ، إِذْ هُوَ حَيٌّ فِي كُلِّ حِينٍ لِيَشْفَعَ فِيهِمْ."
ثانيًا: الأسماء المجيدة
1- عجيب: قال منوح لملاك الرب: لماذا تسأل عن اسمي وهو عجيب؟ هذا الاسم العجيب هو الذي حقّق به داود الانتصار على جليات الجبار المتمرّس في القتال. وكان في ذلك الوقت مسلّحًا بأقوى الأسلحة.
2- مشير: يقول الحكيم عن الرب: "لي المشورة والرأي." وقال عنه بولس: لأنه من عرف فكر الرب ومن صار له مشيرًا؟" وقال الصادق الأمين: "أشير عليك أن تشتري مني ذهبًا مصفّى بالنار لِكَيْ تَسْتَغْنِيَ، وَثِيَابًا بِيضًا لِكَيْ تَلْبَسَ، فَلاَ يَظْهَرُ خِزْيُ عُرْيَتِكَ. وَكَحِّلْ عَيْنَيْكَ بِكُحْل لِكَيْ تُبْصِرَ."
3- إله قدير: لقد أجرى معجزات كثيرة وقوية في شفاء المرضى، وفتح أعين العميان، وأشبع الخمسة آلاف بخمسة خبزات وسمكتين، وأشبع الأربعة آلاف بسبعة أرغفة وقليل من صغار السمك – وأقام الموتى...
4- أب أبديّ: أي أبو الأبدية أي أبو كلّ الدهور، الذي يجمع كل شيء في السماء وفي الأرض في شخصه، الذي يهتم بشعبه ويملأ كل احتياجاتهم.
5- رئيس السلام: قيل في الكتاب عن يسوع كرئيس جند الرب – رئيس الخلاص – رئيس الحياة – رئيس الرعاة – رئيس العهد – رئيس السلام – رئيس ملوك الأرض – رئيس الإيمان – رئيس الكهنة – رئيس الكنيسة... إنه وحده الرئيس والذي يستحقّ هذا المركز العظيم.