اعتاد الناس في عيد الفصح تهنئة بعضهم بعضًا قائلين: "المسيح قام!" ويردّدون صداها: "حقًّا قام!"
إن الاحتفال الحقيقي بالعيد هو جلسة في حضرة الرب يسوع، فأسكب نفسي أمامه متأمّلًا بصليبه وما قاساه من آلام ذاك الذي مات لأجلي لكي يغسلني، ويطهّرني، ويحرّرني؛ ثم أقوم مع الحيّ المُقام - له المجد - وأختبر ما قاله: "إِنِّي أَنَا حَيٌّ فَأَنْتُمْ سَتَحْيَوْنَ."
عندما انتقلت والدتي إلى المجد، تخيّلت شخصه الحلو واقفًا وفاتحًا ذراعيه مرحبًا بها، ومناديًا إيّاها لتتحرّر من قيود الجسد الفاني وآلامه. فصرخَتْ حين أبصرته: "ها هوذا الحبيب واقف!" ثم نامت بسلام.
إن من يقف أمام رهبة الموت قد تأخذه رعدة وخوف من المصير البعيد. ولكن، إن كان لدينا ثقة في مواعيد الرب لنا، وإن كان لنا إيمان في القيامة، فإن الموت هو جسر عبور إلى حضن من مات لأجلنا وقام.
لقد أسلم يسوع الروح على الصليب ومات. لكن حين مات يسوع وقام، قام كثيرٌ من أجساد الراقدين. وهنا حقيقة جوهرية قد تغيب عن أذهاننا أحيانًا: إن موت الرب هو حياة لنا، وقيامته كانت لتبريرنا "الَّذِي أُسْلِمَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا وَأُقِيمَ لأَجْلِ تَبْرِيرِنَا." فقيامة الرب في فجر الأحد منذ ألفي سنة هي قيامة لنا نحن الذين آمنا به. فالموت شوكة كسرها شخص الحبيب الفادي بموته، والقيامة هي عربون رجائنا.
نستطيع أن نعيش القيامة في حياتنا عندما نصلب أجسادنا وشهواتنا فلا نحيا نحن، بل المسيح يحيا بقوة قيامته فينا كما قال الرسول بولس: "مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ، فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي." وهذا يصير عندما نتلامس مع المسيح المُقام من الأموات في مخدع الصلاة، فنتحدّث إليه حديثًا كلّه حبّ وانسجام، ونرتوي من ينبوع كلمته - الكتاب المقدس - التي هي "حيّة وفعّالة وأمضى من كل سيف ذي حدين."
المؤمن الحقيقي هو إنسان قام مع المسيح، وعاش معه القيامة بكل معانيها. فهو يحيا مصلّيًا ومرنّمًا ومرتويًا دائمًا بكلمة الله... يرى نور القيامة يشعّ من حياته لأنه قد صار خليقة جديدة.
أيها الأخ الحبيب، أيتها الأخت العزيزة... المسيح قام! فهل قمت معه؟