ونحن نقترب لنطفئ معًا شمعة عام كاد أن ينتهي، نظرت إلى الوراء لأتصفّح أيامًا مضت،
وكأني أمام نوتة موسيقية، من يراها لأوّل وهلة لا يجد بها إلا نقاطًا سوداء، أما من يفهمها فيُخرِج منها لحنًا جميلاً له معنى عذبًا. وتذكّرت جلساتي الطويلة أمام ماكينة غسيل الكلى، لأني كنت أنظر إلى الساعة وكأن العقارب متباطئة... ورغم هذا، فقد عبرت الدقائق والساعات بل الأيام والشهور والأعوام!
ومع يسوع تختلف مشاعرنا، فهو يغيّر لنا معنى الدقائق الطويلة ويجعلها ذات معنى، ومنها نخرج بلحن ومعنى جديدين لحياتنا.
إن إلهنا وخالقنا، الذي يشاركنا كل صعوبات الحياة، يؤنس الوحدة ويفرّح القلب الحزين، ويمسح الدمعة من الأجفان، ويقودنا في موكب جيش الغالبين. تذكرت أيّامي الأولى عندما سلّمت حياتي بين يديه، واخترته النصيب الصالح... كم كانت بهجة خلاصي عظيمة؟! كانت الفرحة تغمرني فلم أجد للخوف أو للضيق أو للحزن مكانًا في حياتي. وعندما كان ينتابني الألم والفتور ولا أشعر بالبهجة، كنت أصلي له أن يردَّ لي بهجة خلاصي، فإذا بي أشعر به يحوطني بمحّبته ويذكّرني بحلاوة العشرة معه.
لقد عبّرت قريبتي التي اختبرت يسوع - ببساطة قلبها - عن مشاعر البهجة التي غمرتها فقالت: «أنا له وهو لي، ومعه لا يعوزني شيء. فهو أمانيَّ وحصني».
ربي يسوع:
أشكرك من أجل أوقاتًا مضت، بكلّ ما فيها من نقاط سوداء وألحان عذبة. أنت صنعت أيّامي، ومعك لا يعوزني فيها شيء. كلّ اتّكالي عليك، وأحمالي أضعها بين يديك. ليتك يا ربّي تعيد لي بهجة خلاصي، فأنت وحدك مصدر البهجة والقوّة وسط الصعوبات. فأنت الحبّ وفيك الدفء وأنت صانع الأيام.
الدكتورة مادلين النخيلي