كان الصليب صدمة قاسية لتلاميذ المسيح مع أنه قد أعلن لهم مرارًا وتكرارًا أنه سيتألّم
ويموت ثم يقوم في اليوم الثالث، فملأ الحزن قلوبهم واستولى الخوف عليهم لدرجة أنهم دخلوا العليّة واغلقوا أبوابها، وتغلغل الشكّ في داخل توما، وأُصيب تلميذَا عمواس بالإحباط وفقدا الرجاء والأمل. لكن جاءت قيامة المسيح لتشفي كلّ أمراضهم النفسيّة، وتعالج فشلهم وإحباطاتهم، فكانت القيامة إنجيل فرحٍ، وبشارة سرورٍ وأملٍ ورجاء لهم.
1– كانت القيامة تعزيةً لهم
وقفت مريم المجدلية في البستان عند قبر يسوع تبكي المسيح الذي مات ودفن، فلم تجده في القبر لأنه فارغ، وفي هذا الأثناء ظهر لها يسوع وناداها باسمها "يا مريم"، فالتفتت تلك وقالت "ربّوني" الذي تفسيره "يا معلِّم" (يوحنا 15:20). فامتلأ قلبها بالفرح والعزاء بحبيبها الذي قام كما قال.
يا من تبكي حبيبك الذي انتقل، اسمع ما يقوله الوحي المقدس في (1تسالونيكي 13:4) "ثُمَّ لاَ أُرِيدُ أَنْ تَجْهَلُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ مِنْ جِهَةِ الرَّاقِدِينَ، لِكَيْ لاَ تَحْزَنُوا كَالْبَاقِينَ الَّذِينَ لاَ رَجَاءَ لَهُمْ. لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا نُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ مَاتَ وَقَامَ، فَكَذَلِكَ الرَّاقِدُونَ بِيَسُوعَ سَيُحْضِرُهُمُ اللهُ أَيْضًا مَعَهُ." يسوعنا حيّ فنحن أحياء فيه.
2– كانت القيامة سلامًا لهم
يصف الوحي المقدس حالة التلاميذ بعد صلب المسيح بهذه الكلمات: "وَلَمَّا كَانَتْ عَشِيَّةُ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَهُوَ أَوَّلُ الأُسْبُوعِ وَكَانَتِ الأَبْوَابُ مُغَلَّقَةً حَيْثُ كَانَ التّلاَمِيذُ مُجْتَمِعِينَ لِسَبَبِ الْخَوْفِ مِنَ الْيَهُودِ جَاءَ يَسُوعُ وَوَقَفَ فِي الْوَسَطِ وَقَالَ لَهُمْ: «سلاَمٌ لَكُمْ وَلَمَّا قَالَ هَذَا أَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَجَنْبَهُ فَفَرِحَ التّلاَمِيذُ إِذْ رَأَوُا الرَّبَّ. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضًا: «سلاَمٌ لَكُمْ." (يوحنا 19:20)
فهؤلاء الخائفون، عندما رأوا الرب المُقام من الموت، تبدَّل حزنهم بالفرح وخوفهم بالسلام والاطمئنان، فانطلقوا وبكلّ شجاعة منادين بالمسيح المُقام من الأموات وفتنوا المسكونة.
وكما قال المسيح للتلاميذ "سلامٌ لكم"، فهو يقول لكلِّ خائفٍ ومضطرب: "لا تضطرب قلوبكم. أنتم تؤمنون بالله فآمنوا بي... سلامًا أترك لكم. سلامي أُعطيكم. ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا، لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب." (يوحنا 1:14 و27)
3– ثبّتت القيامة إيمانهم
قال توما للتلاميذ: "إن لم أُبصر في يدَيْه أثر المسامير، وأضع إصبعي في أثر المسامير، وأضع يدي في جنبه، لا أؤمن." (يوحنا 25:20) قال له يسوع بعد ظهوره له: "هاتِ إصبعك إلى هنا وأبصر يديّ، وهات يدك وضعها في جنبي، ولا تكن غير مؤمنٍ بل مؤمنًا." أجاب توما وقال له: "ربّي وإلهي!" فقال له يسوع: "لأنك رأيتني يا توما آمنت! طوبى للذين آمنوا ولم يروا." فالقيامة حوّلت شكّ توما إلى يقينٍ ثابت وإيمان قويّ.
سأل ملحدٌ أحد المؤمنين: كيف تبرهن أن يسوع حيٌّ وقد قام من الأموات؟ فأجابه المؤمن، وإن كانت حادثة الصلب والقيامة حادثة تاريخيّة يشهد عنها التاريخ بالأدلّة والبراهين القاطعة، لكنّني أقول لك: إن يسوع حيّ لأنني كنت اليوم معه وتحدّثت معه في خلوتي الشخصيّة.
فهل يسوع حيٌّ فينا؟
4– القيامة نور معرفةٍ للجهّال
قال توما للتلاميذ: "إن لم أُبصر في يدَيْه أثر المسامير، وأضع إصبعي في أثر المسامير، وأضع يدي في جنبه، لا أؤمن." (يوحنا 25:20) قال له يسوع بعد ظهوره له: "هاتِ إصبعك إلى هنا وأبصر يديّ، وهات يدك وضعها في جنبي، ولا تكن غير مؤمنٍ بل مؤمنًا." أجاب توما وقال له: "ربّي وإلهي!" فقال له يسوع: "لأنك رأيتني يا توما آمنت! طوبى للذين آمنوا ولم يروا." فالقيامة حوّلت شكّ توما إلى يقينٍ ثابت وإيمان قويّ.
سأل ملحدٌ أحد المؤمنين: كيف تبرهن أن يسوع حيٌّ وقد قام من الأموات؟ فأجابه المؤمن، مع أنّ حادثة الصلب والقيامة حادثة تاريخيّة يشهد عنها التاريخ بالأدلّة والبراهين القاطعة، لكنّني أقول لك: إن يسوع حيّ لأنني كنت اليوم معه وتحدّثت معه في خلوتي الشخصيّة. فهل يسوع حيٌّ فينا؟
5– القيامة حياة وخلاص من الخطية
قال المسيح لمرثا: "أنا هو القيامة والحياة. من آمن بي ولو مات فسيحيا، وكلُّ من كان حيًّا وآمن بي فلن يموت إلى الأبد." (يوحنا 27:11)، فقيامة المسيح حياة أبديّة لكلّ خاطئ يؤمن بالمسيح ويقبله مخلصًا شخصيًّا له. فيهرب حزنه ويمتلئ بالفرح والسلام والرجاء واليقين، إنه حيٌّ في المسيح ويستطيع أن يرنّم كلمات هذه الترنيمة:
نشيدي يعلو بالهتافِ وكذا التسبيحْ
والسُّبحِ والترنُّمِ لسيِّدي المجيد
فذاك ربّيَ الذي سُكناه في قلبي
فأغلبُ وأُنشِد: يسوعُ حيٌّ فيَّ
