الفصل الثامن: الله الواحد - يهوه إيكاد Jehovah Echad
"وَيَعْلَمُوا أَنَّكَ اسْمُكَ يَهْوَهُ وَحْدَكَ، الْعَلِيُّ عَلَى كُلِّ الأَرْضِ." (مزمور 18:83)
"أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهُنَا، قَدِ اسْتَوْلَى عَلَيْنَا سَادَةٌ سِوَاكَ. بِكَ وَحْدَكَ نَذْكُرُ اسْمَكَ."
(إشعياء 13:26)
يجب أن نعرف الله في ذاته هو الآب والابن والروح (دلائل روحية). الله أعلن بالتجسد أنه فادينا.
الواحد لا يتجزأ
"اِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ." (تثنية 4:6)
في اللغة العبرية توجد كلمتان تحملان معنى الواحد:
إيكاد ومعناها وحدة مركبة (كالجندي الذي يرجع إلى وحدته) كما توجد في تكوين 5:1. في اليوم الأول (يوم من أسبوع أو شهر). الأسبوع وحدة مركبة، الشهر وحدة مركبة.
تكوين 11:2 هناك (نهر) ينقسم فيصير أربعة رؤوس (أنهار اسم الواحد فيشون (واحد من أربعة).
تكوين 21:2 فأخذ واحدة من أضلاعه.
تكوين 24:2 يكونان الاثنان جسدًا واحدًا.
ياكيد Yacheed ومعناها الوحدة المطلقة.
في تكوين 2:22 قال الرب لإبراهيم: "خذ ابنك وحيدك (ياكيد)... إسحاق."
في قضاة 34:11 "ثم أتى يفتاح إلى المصفاة إلى بيته، وإذا بابنته خارجة للقائه... وهي وحيدة (ياكيد)."
وفي مزمور 16:25 "التفت إليّ وارحمني لأني وحيد (ياكيد) ومسكين أنا."
حزقيال صلى وعبّر عن الله الوحيد على كل ممالك الأرض في 2ملوك 15:19. ولقّب الله نفسه بأنه الرب ملك إسرائيل في إشعياء 6:44، وأنه هو الإله الوحيد الأول والأحد (إشعياء 16:37؛ 10:43؛ خروج 18:25).
المرجع الرئيس للتعبير عن الله الواحد موجود في تثنية 4:6 "اِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ."
فالله إيكاد معناه مركب من أب، وابن روحي، والروح القدس. هذه الوحدة المركبة لا تلتحم مع بعضها إذ كل جزء له شخصيته وعمله ولا تنفصل أبدًا عن بعضها، فعندها فكر واحد، وطريق واحد وهدف واحد.
إن وحدة الله في جوهره وثالوث أقانيمه صعبة الفهم على كثير من الناس سواء كانوا مسيحيين أو من أي ديانة أخرى.
لا بد أن نستعمل عقلنا في الوصول إلى هذه المسألة طالما لم يمكننا أن نرى الله شخصيًا فنحن في كل يوم نرى الأشياء الجميلة التي خلقها الله. ففي مزمور 19 يقول: "اَلسَّمَاوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ اللهِ، وَالْفَلَكُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ." دعنا نلقي نظرة عميقة على بعض هذه الأشياء:
الإنسان ثلاثي التكوين. يتكوّن من روح ونفس وجسد.
الوقت أيضًا ثلاثي الأجزاء: ماضٍ وحاضر ومستقبل.
ولكي يكمل المهندسون أي مشروع لا بد أن يكون ثلاثي الأبعاد، من طول وعرض وارتفاع.
ويتوافر الماء أيضًا في ثلاث حالات: ثلج، أو سائل أو بخار.
إن عدد ثلاثة يدل على الكمال الإلهي.
ثلاثيات الكتاب المقدس:
البركة الهارونية في عدد 24:6-26
"يُبَارِكُكَ الرَّبُّ وَيَحْرُسُكَ.
يُضِيءُ الرَّبُّ بِوَجْهِهِ عَلَيْكَ وَيَرْحَمُكَ.
يَرْفَعُ الرَّبُّ وَجْهَهُ عَلَيْكَ وَيَمْنَحُكَ سَلاَمًا."
البركة الرسولية: "نعمة ربنا يسوع المسيح، ومحبة الله، وشركة الروح القدس مع جميعكم، آمين." (2كورنثوس 14:13)
في اليوم الثالث خرجت الأرض من تحت المياه وأصبحت يابسة وهي ترمز إلى القيامة. قام يسوع من الأموات (3 ترمز إلى القيامة).
في لوقا 32:13 قال لهم يسوع: "امضوا وقولوا لهذا الثعلب (الملك هيرودس): ها أنا أخرج شياطين، وأشفي اليوم وغدًا، وفي اليوم الثالث أُكمل (كمال المسيح)." فقد صُلب في الساعة 3. وفي لوقا 44:23 كانت ظلمة على الأرض كلها لمدة ثلاث ساعات.
4- أقام يسوع ثلاثة أشخاص من الموت: لعازر في يوحنا 11، وابنة رئيس المجمع في لوقا 49:8، وابن أرملة نايين في لوقا 11:7-17.
5- لقد شُبّه يسوع بالراعي الصالح في يوحنا 14:10 في موته،
وراعي الخراف العظيم في عبرانيين 20:13 في قيامته،
ورئيس الرعاة في 1بطرس 4:5 في مجده.
6- في خروج 18:3 طلب موسى أن يذهب بنو إسرائيل سفر ثلاثة أيام في البرية لكي ينفصلوا عن المصريين وقد تم هذا في خروج 27:8.
رجع الجواسيس إلى موسى ومعهم ثلاثة أنواع من الفاكهة: عنب ورمان وتين.
7- انفلقت مياه نهر الأردن ثلاث مرات:
عندما دخل بنو إسرائيل أرض الموعد (يشوع 4).
عندما لفّ إيليا رداءه وضرب الماء (2ملوك 8:2).
عندما ضرب أليشع الماء برداء إيليا النبي (2ملوك 14:2).
"اِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ. فَتُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ قُوَّتِكَ." (تثنية 4:6) انظر كيف طلب منا الله ليؤكد لنا أنه يوجد ثلاثة أجزاء لتكوين الإنسان الذي خُلق على شبه الله.
وهكذا نجد أن عدد 3 يمثل الكمال الإلهي.
وفي العهد الجديد أو الإنجيل نجد الآيات التي تؤكد وحدانية الله: "فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ (يسوع)، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ." (1يوحنا 7:5)
"لأَنَّهُ يُوجَدُ إِلهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ: الإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ."
(1تيموثاوس 5:2)
بعد كل هذه الآيات التي تؤكد وتوضح تمامًا أن المسيحيين لا يؤمنون بثلاثة آلهة. "مُجْتَهِدِينَ أَنْ تَحْفَظُوا وَحْدَانِيَّةَ الرُّوحِ بِرِبَاطِ السَّلاَمِ. جَسَدٌ وَاحِدٌ، وَرُوحٌ وَاحِدٌ، كَمَا دُعِيتُمْ أَيْضًا فِي رَجَاءِ دَعْوَتِكُمُ الْوَاحِدِ. رَبٌّ وَاحِدٌ، إِيمَانٌ وَاحِدٌ، مَعْمُودِيَّةٌ وَاحِدَةٌ، إِلهٌ وَآبٌ وَاحِدٌ لِلْكُلِّ، الَّذِي عَلَى الْكُلِّ وَبِالْكُلِّ وَفِي كُلِّكُمْ." (أفسس 3:4-6) وقال يسوع: "أنا والآب واحد." (يوحنا 30:10)
وفي صلاة الرب يسوع في يوحنا 11:17 يقول: "أَيُّهَا الآبُ الْقُدُّوسُ، احْفَظْهُمْ فِي اسْمِكَ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي، لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا نَحْنُ."
إذا كان عندنا الإيمان بوجود الله، مع أننا لا نراه فمن السهل أن نؤمن بكمال ثلاثيته.
"الله روح والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا."
إيكاد: الوحدة المركبة
نحن واثقون أن الله لا يتغيّر وصفاته لا تتغيّر.
لنأخذ مثلاً صفة الحب عند الله.
قال الكتاب: إن الله محبة. دعونا نتأمل في هذه الصفة:
إذا قلنا إن هذه المحبة ظهرت في الله بعد خلق الإنسان، نكون قد أكّدنا بأن الله متغيّر في صفاته وهذا مستحيل بل كفر بالله.
فالحلّ الوحيد هو إيكاد (الوحدة المركبة) فالآب والابن والروح القدس يحب أحدهم الآخر منذ الأزل.
وكذلك صفة الكلام عند الله: لا بد من وجودها منذ الأزل، فإذا كان الله إيكاد فقط فكيف تعمل هذه الصفة؟ مع من كان يتكلم قبل أن يخلق الإنسان؟ فلا بدّ من الله ياكيد حتى تستطيع الأقانيم الثلاثة أن تتحدث مع بعضها. وإذا قلنا إن الكلام حصل بعض خلقه الإنسان، فنحن بالحقيقة نقول إن الله يتغيّر مع الظروف، وهذا كفر.
