قضينا الثلاثين عامًا الأخيرة في الإرسالية الطبية للبلدان الفقيرة حول العالم، وكان شعارنا في تلك الأيام هو رؤيا يوحنا 11:12 "وهم غلبوه بدم الخروف وبكلمة شهادتهم،
ولم يحبوا حياتهم حتى الموت." وكانت الكرازة وقبول يسوع المسيح هي المهمة الأولى. فقد نجحنا في هذه العملية وعرف مئات الناس الرب يسوع كمخلص شخصي لهم. لذلك لما قررنا نشر هذا الكتاب عن "أسماء الله" قادنا الروح القدس إلى وضع أحد اختباراتنا في هذا الفصل الأخير لعل هذا الاختبار يقود بعض الناس إلى طريق الخلاص.
ماهية الصلاة
"وَطَلَبْتُ مِنْ بَيْنِهِمْ رَجُلاً يَبْنِي جِدَارًا وَيَقِفُ فِي الثَّغْرِ أَمَامِي." (حزقيال 30:22)
قصة عن الصلاة المستجابة
"وَقَالَ لِقَوْمٍ وَاثِقِينَ بِأَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ أَبْرَارٌ، وَيَحْتَقِرُونَ الآخَرِينَ هذَا الْمَثَلَ: «إِنْسَانَانِ صَعِدَا إِلَى الْهَيْكَلِ لِيُصَلِّيَا، وَاحِدٌ فَرِّيسِيٌّ وَالآخَرُ عَشَّارٌ. أَمَّا الْفَرِّيسِيُّ فَوَقَفَ يُصَلِّي فِي نَفْسِهِ هكَذَا: اَللّهُمَّ أَنَا أَشْكُرُكَ أَنِّي لَسْتُ مِثْلَ بَاقِي النَّاسِ الْخَاطِفِينَ الظَّالِمِينَ الزُّنَاةِ، وَلاَ مِثْلَ هذَا الْعَشَّارِ. أَصُومُ مَرَّتَيْنِ فِي الأُسْبُوعِ، وَأُعَشِّرُ كُلَّ مَا أَقْتَنِيهِ. وَأَمَّا الْعَشَّارُ فَوَقَفَ مِنْ بَعِيدٍ، لاَ يَشَاءُ أَنْ يَرْفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ، بَلْ قَرَعَ عَلَى صَدْرِهِ قَائِلاً: اللّهُمَّ ارْحَمْنِي، أَنَا الْخَاطِئَ. أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ هذَا نَزَلَ إِلَى بَيْتِهِ مُبَرَّرًا دُونَ ذَاكَ، لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَرْفَعُ نَفْسَهُ يَتَّضِعُ، وَمَنْ يَضَعُ نَفْسَهُ يَرْتَفِعُ.» (لوقا 9:18-14) الكبرياء هي سبب مهم جدًا لوقوعنا في الشر، وهي خطية لوسيفر - الشيطان الذي سقط من قيادة كورال الله.
في أوائل التسعينات حاولت مساعدة YWAM مؤسسة سفن الرحمة، وذهبنا في إرسالية إلى "غينيا بيساو"، إحدى دول أفريقيا الغربية، وكانت السفينة هي الفندق الذي نسكن فيه. وفي كل يوم نذهب في الأتوبيس إلى كنيسة تبعد حوالي خمسة أميال من الشاطئ حيث تقام العيادة الخارجية التي كنا نعمل فيها طوال اليوم، ثم نرجع مساء إلى السفينة.
وفي أحد الأيام سمعت طرقًا على باب حجرتي بالسفينة حوالي الساعة 8 مساء بعد أن ذهبت للنوم. وعندما فتحت الباب وجدت قبطان السفينة يخبرني عن أربع رعاة من هذه المدينة قد طلبوا إليه أن أذهب لكي أعظ في أحد النهضات المسيحية التي تدور في المدينة. وعلمت أنهم معروفون جدًا للكابتن وقد عمل معهم لحوالي عشر سنوات. ولما تقابلت معهم وعرفت أن الكنيسة على بعد حوالي 30 ميلاً وستستغرق الرحلة حوالي سفر ساعة ونصف بالسيارة الجاهزة لتوصيلي إلى الكنيسة هناك وإرجاعي إلى السفينة، رضيت أن أذهب معهم. وحال تركنا السفينة وجدت السيارة المزعومة، ففرحت أنها "فورد" موديل 1934 (أي عمرها 60 سنة) وليس بها من أصل السيارة إلا حروف مصنعها "فورد"، وكل باب فيها له لون مختلف. وإطاراتها رقيقة تمامًا؛ بل حتى أنابيب إطاراتها كانت ظاهرة من خلال الفجوات التي في الإطارات. وكانت تدور يدويًا Manual starter. فتساءلت: هل السيارة بحالة جيدة؟ فطمأنوني ثم ركبنا معًا ووصلنا الكنيسة. واستمر الشعب يرنم كعادتهم في أفريقيا لحوالي خمس ساعات... وفي الساعة الثانية صباحًا قدمت موعظتي القصيرة ثم ركبنا السيارة "المزعومة" للرجوع إلى السفينة وابتدأنا رحلة العودة.
وبعد حوالي نصف ساعة تعطلت السيارة ونزل الرعاة منها، وبواسطة نور صغير (Flashlight) حاولوا إصلاحها من دون جدوى. ثم خرجت من السيارة ورحت أصلي إلى الله لكي يرسل إلينا ميكانيكيًا ليساعدنا حتى أستطيع أن أعود إلى السفينة. تصوّر معي صعوبة الموقف: السيارة تعطلت في مجاهل أفريقيا الساعة 3 صباحًا، مع أربعة قسوس يحاولون إصلاح السيارة. وفجأة خرج جميع الرعاة من السيارة، وكنت أفكر ماذا سيفعلون. فأخبروني أنهم سيصلون. وتساءلت: ماذا ستفعل الصلاة؟
لقد صلى كل واحد منا. وبعد أن انتهت الصلاة دخل جميعهم إلى السيارة. وبينما كنت واقفًا في الخارج قال لي القس السائق: ألا تريد أن تعود إلى السفينة؟ أجبت: نعم. لكن كيف؟ وماذا عملنا؟ فقالوا: لقد صلينا. فدخلت السيارة وقلت: دعنا نذهب.
ثم قال القس: باسم يسوع المسيح الناصري آمركِ بالعودة إلى الحياة. ثم ضغط على شيء ما ودارت السيارة وكان صوت المحرّك رائعًا ليس لأنها قد أُصلحت، ولكن كسيارة خرجت من فحص كامل... ثم رجعنا إلى السفينة.
ذهبت إلى غرفتي ولم أستطع النوم لأن هذه القصة غيرت حياتي. فأنا طبيب، وحينما كان يمرض أحد أطفالي، آخذه إلى الطبيب المختص، وأشتري له الدواء، وأصلي إلى الله أن يعرِّف الطبيب التشخيص الصحيح، ويكتب الدواء الصحيح، ويشفي الابن.
أي إننا نستعمل الله في الآخر كإضافة لأي طلب!
تعلمت أننا لو وضعنا الله أولاً في حياتنا لنطلبه قبل اتّخاذ أي قرار، لحصلنا على نتيجة أفضل، وعشنا في سلام عميق.
كانت استجابة الله لهؤلاء الناس لأنهم صلوا له وليس لأن لديهم أي خطة أخرى رقم "ب" أو "ج". وعندما نضع الله أولاً في موضعه الصحيح في حياتنا فهذا يجعل الله في معظم الأحيان "ليس له أي خيار إلا أن يجيبنا وبسرعة وبإيجابية. وقد جربناه عدة مرات عقب ذلك فأصبح مقصدنا وملاذنا وهو أبونا قبل كل شيء.