Voice of Preaching the Gospel

vopg

المجلة

"مَنْ يَنْتَدِبُ الْيَوْمَ لِمِلْءِ يَدِهِ لِلرَّبِّ؟" (1أخبار 5:29). "شَعْبُكَ مُنْتَدَبٌ فِي يَوْمِ قُوَّتِكَ، فِي زِينَةٍ مُقَدَّسَةٍ" (مزمور 3:110). وقعت قرعتنا أن نعيش في زمن انتشرت فيه الخطية، واستشرى فيه الفساد... زمن يشبه إلى حد كبير الزمن الذي عاش فيه نوح والذي نقرأ عنه قول الرب: "وَرَأَى الرَّبُّ أَنَّ شَرَّ الإِنْسَانِ قَدْ كَثُرَ فِي الأَرْضِ، وَأَنَّ كُلَّ تَصَوُّرِ أَفْكَارِ قَلْبِهِ إِنَّمَا هُوَ شِرِّيرٌ كُلَّ يَوْمٍ"... وإني أخاف أن يطلب الرب في أيامنا هذه رجلاً يبني جدارًا ويقف في الثغر أمامه فلا يجد. ولأني لا أحب التشاؤم، أقول متفائلاً: إن الرب سيجد، ولكنه لن يجد كثيرين، وذلك ما يؤيده الوحي المقدس بقوله:

"مَنْ يَنْتَدِبُ الْيَوْمَ لِمِلْءِ يَدِهِ لِلرَّبِّ؟" (1أخبار 5:29). "شَعْبُكَ مُنْتَدَبٌ فِي يَوْمِ قُوَّتِكَ، فِي زِينَةٍ مُقَدَّسَةٍ" (مزمور 3:110). وقعت قرعتنا أن نعيش في زمن انتشرت فيه الخطية، واستشرى فيه الفساد... زمن يشبه إلى حد كبير الزمن الذي عاش فيه نوح والذي نقرأ عنه قول الرب: "وَرَأَى الرَّبُّ أَنَّ شَرَّ الإِنْسَانِ قَدْ كَثُرَ فِي الأَرْضِ، وَأَنَّ كُلَّ تَصَوُّرِ أَفْكَارِ قَلْبِهِ إِنَّمَا هُوَ شِرِّيرٌ كُلَّ يَوْمٍ"... وإني أخاف أن يطلب الرب في أيامنا هذه رجلاً يبني جدارًا ويقف في الثغر أمامه فلا يجد. ولأني لا أحب التشاؤم، أقول متفائلاً: إن الرب سيجد، ولكنه لن يجد كثيرين، وذلك ما يؤيده الوحي المقدس بقوله: "لأَنَّ كَثِيرِينَ يُدْعَوْنَ وَقَلِيلِينَ يُنْتَخَبُونَ". فهل قارئي العزيز ضمن هؤلاء المنتخبين؟ أمامنا اليوم حديث الملك داود وهو يطلب رجالاً ينتدبون أنفسهم للعمل في بيت الرب، فوجد تجاوبًا من كثيرين من الشعب. ولكم يعجبني قول الكتاب عن هؤلاء الذين انتدبوا أنفسهم للعمل: "وَفَرِحَ الشَّعْبُ بِانْتِدَابِهِمْ، لأَنَّهُمْ بِقَلْبٍ كَامِل انْتَدَبُوا لِلرَّبِّ. وَدَاوُدُ الْمَلِكُ أَيْضًا فَرِحَ فَرَحًا عَظِيمًا". ربما يسأل البعض عن معنى كلمة "ينتدب". هذه الكلمة تعني لغويًا القيام بعمل تطوعي دون إجبار، فيكون معناها الروحي هو القيام بخدمة الرب طوعًا واختيارًا وتأديتها على الوجه الأكمل مهما كلفت من جهد ووقت ومال. فمن ينتدب نفسه للعمل في كرم الرب يجب أن يرفع نفس الشعار الذي رفعه بولس الرسول: "وَلكِنَّنِي لَسْتُ أَحْتَسِبُ لِشَيْءٍ، وَلاَ نَفْسِي ثَمِينَةٌ عِنْدِي، حَتَّى أُتَمِّمَ بِفَرَحٍ سَعْيِي وَالْخِدْمَةَ الَّتِي أَخَذْتُهَا مِنَ الرَّبِّ يَسُوعَ، لأَشْهَدَ بِبِشَارَةِ نِعْمَةِ اللهِ"؛ "وَأَمَّا أَنَا فَبِكُلِّ سُرُورٍ أُنْفِقُ وَأُنْفَقُ لأَجْلِ أَنْفُسِكُمْ". وها هو الرب يعيد في مسامعنا نفس الكلمات التي نطق بها داود "مَنْ يَنْتَدِبُ الْيَوْمَ لِمِلْءِ يَدِهِ لِلرَّبِّ؟"، وهي نفس الكلمات التي نطق بها الرب نفسه: "مَنْ أُرْسِلُ؟ وَمَنْ يَذْهَبُ مِنْ أَجْلِنَا؟"، فهل تقول: هأنذا أرسلني؟ وللفائدة أتأمل معكم في الانتداب للرب في ثلاثة أمور: أولاً: دوافع قوية؛ ثانيًا خدمات جوهرية؛ ثالثًا: شروط حتمية أولاً: دوافع قوية توجد دوافع كثيرة تدفعنا لانتداب نفوسنا للرب أذكر منها: 1- محبة شديدة: إن إحساسنا بعظمة محبة الرب لنا يدفعنا بقوة لانتداب نفوسنا للرب. وما يظهر عظمة هذه المحبة أنها اتجهت لأناس لا يستحقونها... "رُبَّمَا لأَجْلِ الصَّالِحِ يَجْسُرُ أَحَدٌ أَيْضًا أَنْ يَمُوتَ. وَلكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا". لقد أحبنا الرب وليس فينا أي شيء يُحَبّ بالمرة. لقد شبَّهنا الوحي المقدس في العهد القديم بإنسان حالته مقززة للنفس فيقول: "كُلُّ الرَّأْسِ مَرِيضٌ، وَكُلُّ الْقَلْبِ سَقِيمٌ. مِنْ أَسْفَلِ الْقَدَمِ إِلَى الرَّأْسِ لَيْسَ فِيهِ صِحَّةٌ، بَلْ جُرْحٌ وَأَحْبَاطٌ وَضَرْبَةٌ طَرِيَّةٌ لَمْ تُعْصَرْ وَلَمْ تُعْصَبْ وَلَمْ تُلَيَّنْ بِالزَّيْتِ". إن ما يحيرني هو: لماذا أحبنا الرب؟!!! تقول كلمة الرب ردًّا على هذا السؤال: "هكذا أحبّ الله العالم"! ويعني، "أهو كده وبس؟" لقد ظهرت محبة الله لنا بأجلى بيان على الصليب. وإذا حاول الإنسان وصف هذه المحبة لعجز مهما كانت فصاحته. فهي فائقة الوصف. تعجبني كلمات عدد من ترنيمة قديمة تقول: لو صار حبرًا كل يمّ وورقًا كل الفلك وكل عشبة قلم والكل في النسخ اشترك ما كتبوا ما وصفوا محبة الحبيب فاقت سمت فاضت طمت مقدارها عجيب 2- إحسانات عديدة: إذا راجعنا سجلات العناية والإحسانات الإلهية سنجد أنها كثيرة عن أن تُحصى أو تعدّ، وذلك سوف يدفعنا بقوة لانتداب نفوسنا للرب. عن هذه الإحسانات قال يعقوب: "صَغِيرٌ أَنَا عَنْ جَمِيعِ أَلْطَافِكَ وَجَمِيعِ الأَمَانَةِ الَّتِي صَنَعْتَ إِلَى عَبْدِكَ". وقال عنها داود: " بَارِكِي يَا نَفْسِي الرَّبَّ، وَكُلُّ مَا فِي بَاطِنِي لِيُبَارِكِ اسْمَهُ الْقُدُّوسَ. بَارِكِي يَا نَفْسِي الرَّبَّ، وَلاَ تَنْسَيْ كُلَّ حَسَنَاتِهِ. الَّذِي يَغْفِرُ جَمِيعَ ذُنُوبِكِ. الَّذِي يَشْفِي كُلَّ أَمْرَاضِكِ. الَّذِي يَفْدِي مِنَ الْحُفْرَةِ حَيَاتَكِ. الَّذِي يُكَلِّلُكِ بِالرَّحْمَةِ وَالرَّأْفَةِ. الَّذِي يُشْبعُ بِالْخَيْرِ عُمْرَكِ، فَيَتَجَدَّدُ مِثْلَ النَّسْرِ شَبَابُكِ". يجب أن نتذكر هذه الإحسانات الإلهية حتى ونحن في أصعب الظروف وأشدها. وكم أتأثر بكلمات الوحي المقدس التي سجلها بلسان إرميا النبي وهو يكتب مراثيه: " أُرَدِّدُ هذَا فِي قَلْبِي، مِنْ أَجْلِ ذلِكَ أَرْجُو: إِنَّهُ مِنْ إِحْسَانَاتِ الرَّبِّ أَنَّنَا لَمْ نَفْنَ، لأَنَّ مَرَاحِمَهُ لاَ تَزُولُ. هِيَ جَدِيدَةٌ فِي كُلِّ صَبَاحٍ. كَثِيرَةٌ أَمَانَتُكَ". 3- عطية مجيدة: عطايا الله كثيرة جدًا، ولكني أتحدث عن عطية العطايا شخص ربنا يسوع المسيح، التي حاول الرسول بولس التحدث عنها. ولما عرف أنه لا يمكن أن يفيها حقها قال: "فَشُكْرًا ِللهِ عَلَى عَطِيَّتِهِ الَّتِي لاَ يُعَبَّرُ عَنْهَا". تنبأ إشعياء النبي عن تلك العطية المجيدة "لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْنًا، وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيبًا، مُشِيرًا، إِلهًا قَدِيرًا، أَبًا أَبَدِيًّا، رَئِيسَ السَّلاَمِ". إن الآب لم يعطنا ابنه فقط بل بذله لأجلنا أجمعين. والابن نفسه، شخص ربنا يسوع المسيح، بذل نفسه لأجل خطايانا لينقذنا من العالم الحاضر الشرير... ألا يجب علينا أن نردّ جزءًا من جميل الرب بانتداب نفوسنا له، ليس بملء أيدينا فقط بل بكل ما نملك؟! ثانيًا: خدمات جوهرية ترى ما هو المطلوب فعله من الذين انتدبوا نفوسهم للرب؟ 1- التحدث عن إله السماء: يجب علينا أن نكرز بالرب للآخرين ونتحدث عنه إليهم دائمًا دون كسل أو تراخي. فالكرازة عامل مهم في هداية النفوس، كما يقول الرسول بولس: "كُلَّ مَنْ يَدْعُو بِاسْمِ الرَّبِّ يَخْلُصُ. فَكَيْفَ يَدْعُونَ بِمَنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ؟ وَكَيْفَ يُؤْمِنُونَ بِمَنْ لَمْ يَسْمَعُوا بِهِ؟ وَكَيْفَ يَسْمَعُونَ بِلاَ كَارِزٍ؟". وتظهر أهمية خدمة الكرازة في تكليف الرب يسوع المسيح "اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا". وتوجد أمثلة حية ذكرها لنا الوحي المقدس: الشخص الذي كان قبلاً مجنونًا، طلب أن يكون مع الرب يسوع، ولكن السيد المسيح قال له: "اذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ وَإِلَى أَهْلِكَ، وَأَخْبِرْهُمْ كَمْ صَنَعَ الرَّبُّ بِكَ وَرَحِمَكَ. فَمَضَى وَابْتَدَأَ يُنَادِي فِي الْعَشْرِ الْمُدُنِ كَمْ صَنَعَ بِهِ يَسُوعُ. فَتَعَجَّبَ الْجَمِيعُ". عزيزي، اكرز بالرب يسوع في كل وقت ولا تفشل إذا لم تظهر ثمار كرازتك. فقد يحصدها غيرك كما يتضح من قول الرب يسوع نفسه: "أَنَا أَرْسَلْتُكُمْ لِتَحْصُدُوا مَا لَمْ تَتْعَبُوا فِيهِ. آخَرُونَ تَعِبُوا وَأَنْتُمْ قَدْ دَخَلْتُمْ عَلَى تَعَبِهِمْ". نصيحتي لكل من انتدب نفسه للرب ويقوم بالكرازة للآخرين، أن يقضي فرصة في الصلاة والشركة حتى تكون كرازته مثمرة. قيل لأحد الكارزين: لو طُلب منك فجأة أن تقدم رسالة بعد ساعة من الآن، كيف تتصرف؟ فقال: أقضي خمسة وخمسين دقيقة في الصلاة وأستعد في خمس دقائق. 2- الترميم والبناء: المنتدب للرب يقوم بترميم ما يحتاج إلى ترميم، وبناء ما يحتاج إلى بناء... هناك أسوار انهدمت أجزاء منها يجب ترميمها، أو انهدمت تمامًا يجب إعادة بنائها حتى لا تدخل الثعالب الصغيرة والكبيرة واللصوص لكي نحافظ على كرومنا. أول شيء يجب أن نبنيه هو النفس: "وَأَمَّا أَنْتُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ فَابْنُوا أَنْفُسَكُمْ عَلَى إِيمَانِكُمُ الأَقْدَسِ، مُصَلِّينَ فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ". وبيت الرب يحتاج إلى ترميم أو إعادة بناء. "هَلُمَّ فَنَبْنِيَ سُورَ أُورُشَلِيمَ وَلاَ نَكُونُ بَعْدُ عَارًا"، وهذا يتطلب منا الصلاة والعمل الدؤوب والصبر واحتمال مقاومة الأعداء واثقين "إِنَّ إِلهَ السَّمَاءِ يُعْطِينَا النَّجَاحَ، وَنَحْنُ عَبِيدُهُ نَقُومُ وَنَبْنِي". والمذبح العائلي يحتاج إلى ترميم أو إعادة بناء. ولا يجب أن ننسى قول أحدهم: إن البيت الذي ليس فيه مذبح عائلي سيكون فيه مذابح وقتال وحروب. 3- التضحية والعطاء: من يُنتدب للرب يجب أن يكون مستعدًا للعطاء والتضحية. قال الرسول بولس: "وَأَمَّا أَنَا فَبِكُلِّ سُرُورٍ أُنْفِقُ وَأُنْفَقُ لأَجْلِ أَنْفُسِكُمْ". لقد قدم بولس للرب جهده وماله ووقته، ولنسمع اعترافاته: "فِي الأَتْعَابِ أَكْثَرُ، فِي الضَّرَبَاتِ أَوْفَرُ، فِي السُّجُونِ أَكْثَرُ، فِي الْمِيتَاتِ مِرَارًا كَثِيرَةً. مِنَ الْيَهُودِ خَمْسَ مَرَّاتٍ قَبِلْتُ أَرْبَعِينَ جَلْدَةً إِلاَّ وَاحِدَةً. ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ضُرِبْتُ بِالْعِصِيِّ، مَرَّةً رُجِمْتُ، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ انْكَسَرَتْ بِيَ السَّفِينَةُ، لَيْلاً وَنَهَارًا قَضَيْتُ فِي الْعُمْقِ... بِأَسْفَارٍ مِرَارًا كَثِيرَةً، بِأَخْطَارِ سُيُول، بِأَخْطَارِ لُصُوصٍ، بِأَخْطَارٍ مِنْ جِنْسِي، بِأَخْطَارٍ مِنَ الأُمَمِ، بِأَخْطَارٍ فِي الْمَدِينَةِ، بِأَخْطَارٍ فِي الْبَرِّيَّةِ، بِأَخْطَارٍ فِي الْبَحْرِ، بِأَخْطَارٍ مِنْ إِخْوَةٍ كَذَبَةٍ. فِي تَعَبٍ وَكَدٍّ، فِي أَسْهَارٍ مِرَارًا كَثِيرَةً، فِي جُوعٍ وَعَطَشٍ، فِي أَصْوَامٍ مِرَارًا كَثِيرَةً، فِي بَرْدٍ وَعُرْيٍ. عَدَا مَا هُوَ دُونَ ذلِكَ: التَّرَاكُمُ عَلَيَّ كُلَّ يَوْمٍ، الاهْتِمَامُ بِجَمِيعِ الْكَنَائِسِ". أيضًا ضحّى بأمواله لأنه كان يثق بأن "مَنْ يَزْرَعُ بِالشُّحِّ فَبِالشُّحِّ أَيْضًا يَحْصُدُ، وَمَنْ يَزْرَعُ بِالْبَرَكَاتِ فَبِالْبَرَكَاتِ أَيْضًا يَحْصُدُ... لأَنَّ الْمُعْطِيَ الْمَسْرُورَ يُحِبُّهُ اللهُ". إنني أندهش لسخاء الأشرار في فعل الشر! يدفعون الأموال الطائلة في سبيل لذة وقتية قد تسبب لهم الأمراض المستعصية. وها هو أكبر مثال للسخاء في الشر "هيرودس"، يقدم لراقصة ما تطلبه حتى نصف المملكة! يعجبني كل من فورد وكولجيت اللذين كانا يقدمان للرب تسعة أعشار دخلهما. 4- مواجهة الأعداء: من يُنتدب للرب سوف يواجه مقاومة من الأعداء وعلى رأسهم الشيطان الذي يستخدم أعتى جنوده لمقاومتهم. "فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ، مَعَ السَّلاَطِينِ، مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ عَلَى ظُلْمَةِ هذَا الدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ. مِنْ أَجْلِ ذلِكَ احْمِلُوا سِلاَحَ اللهِ الْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تُقَاوِمُوا فِي الْيَوْمِ الشِّرِّيرِ، وَبَعْدَ أَنْ تُتَمِّمُوا كُلَّ شَيْءٍ أَنْ تَثْبُتُوا". عندما بدأ نحميا العمل واجه أعداء كثيرين... سنبلط الحوروني، وطوبيا العبد العموني، وجشم العربي، ومعهم مجموعة من العرب والعمونيين والأشدوديين، وهؤلاء من الخارج. ومن الداخل أيضًا وجد مقاومة من نوعدية النبية. ولكن يعجبني أن نحميا والعاملين معه رفعوا الشعار: باليد الواحدة نبني وباليد الأخرى نحمل السلاح. ثالثًا: شروط حتمية ما هي الشروط التي يجب أن تتوافر في من يريدون انتداب نفوسهم للرب؟ 1- الخلو من كل عيب: قال الرب قديمًا لموسى: " إِذَا كَانَ رَجُلٌ مِنْ نَسْلِكَ فِي أَجْيَالِهِمْ فِيهِ عَيْبٌ فَلاَ يَتَقَدَّمْ لِيُقَرِّبَ خُبْزَ إِلهِهِ. لأَنَّ كُلَّ رَجُل فِيهِ عَيْبٌ لاَ يَتَقَدَّمْ. لاَ رَجُلٌ أَعْمَى وَلاَ أَعْرَجُ، وَلاَ أَفْطَسُ وَلاَ زَوَائِدِيٌّ، وَلاَ رَجُلٌ فِيهِ كَسْرُ رِجْل أَوْ كَسْرُ يَدٍ، وَلاَ أَحْدَبُ...". والخلو من كل عيب الذي أقصده ليس هو الخلو من العيوب الجسدية، ولكن الخلو من العيوب الروحية... كلماته طاهرة... سلوكه حسب الإنجيل وحسب الروح وبتدقيق... إيمانه قوي ينطبق عليهم قول الوحي المقدس "قَدْ صَالَحَكُمُ الآنَ فِي جِسْمِ بَشَرِيَّتِهِ بِالْمَوْتِ، لِيُحْضِرَكُمْ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ وَلاَ شَكْوَى أَمَامَهُ". "وَلْتُحْفَظْ رُوحُكُمْ وَنَفْسُكُمْ وَجَسَدُكُمْ كَامِلَةً بِلاَ لَوْمٍ عِنْدَ مَجِيءِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ". 2- الطاعة من كل القلب: من ينتدب نفسه للرب لا بد أن يطيعه طاعة كاملة وبدون تردد... مثل طاعة إبراهيم الذي عندما طلب منه الرب أن يترك أهله وعشيرته وبيت ابيه سارع بتنفيذ أمره، وعندما طلب منه أن يقدم إسحاق ابنه ذبيحة، لم يتوانَ بل بكّر صباحًا ذاهبًا إلى المكان الذي سيقدم ابنه فيه... والطاعة لا بد أن تكون من كل القلب، "فَشُكْرًا ِللهِ، أَنَّكُمْ كُنْتُمْ عَبِيدًا لِلْخَطِيَّةِ، وَلكِنَّكُمْ أَطَعْتُمْ مِنَ الْقَلْبِ صُورَةَ التَّعْلِيمِ الَّتِي تَسَلَّمْتُمُوهَا". اللقب الذي لقب الرب به جماعة المؤمنين المنتدبين للرب هو "أولاد الطاعة"! فليتنا نستأسر كل فكر لطاعة المسيح. 3- الهدف هو مجد الرب: بعض الناس ينتدبون أنفسهم لينالوا مجدًا من الناس، وليقول الناس عنهم أنهم عاملون بنشاط. يصومون ليظهروا للناس صائمين... يصلون في زوايا الشوارع ليعرف الكل أنهم للرب. يقول الرب عن هؤلاء: "اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ اسْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ!". إن الرب غيور على مجده، ولا يمكن أن يعطي مجده لآخر كما نرى في نبوة إشعياء "أَنَا الرَّبُّ هذَا اسْمِي، وَمَجْدِي لاَ أُعْطِيهِ لآخَرَ". يجب أن يعود المجد للرب في الدنيا والآخرة. في الدنيا نرى ذلك في نهاية الصلاة الربانية "لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ، وَالْقُوَّةَ، وَالْمَجْدَ، إِلَى الأَبَدِ"، وفي السماء عند سجود الأربعة والعشرين شيخًا يقولون: "أَنْتَ مُسْتَحِقٌّ أَيُّهَا الرَّبُّ أَنْ تَأْخُذَ الْمَجْدَ وَالْكَرَامَةَ وَالْقُدْرَةَ". إن الرب كان وما زال وسيظل يطلب منتدبين له. فهل تقول للرب "هأنذا استخدمني"؟

المجموعة: آب August 2011

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

230 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
11578677