المجلة
هناك قضايا عامة يُستوجب الاستفتاء بصددها، وهناك قضايا خاصة يحددها التاريخ، وتظل القضايا الروحية حقائق تحتاج إلى التطبيق العملي. كتب أفلاطون في كتابه "السياسة" 469 ق م: "إن الإنسان الكامل الذي من غير أن يفعل شرًا يقبل على نفسه أفظع مظاهر الظلم، فيُجلد ويُقيد ويُعذب بل وتُقلع عيناه وبعد أن يحتمل كل الآلام الممكنة يُربط إلى سارية، هو الذي يلزمه أن يعيد ثانية بدء البر الأصلي وصورته". ويصحح بولس رسول يسوع المسيح هذه المعلومة قائلاً: "أن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب". وما هي الحاجة الى الكفارة؟ إنها الطريقة الإلهية الفريدة لمغفرة الخطايا من غير أن تبدي تساهلاً في القداسة الإلهية ولا تناقضًا مع عدله الأزلي.
هناك قضايا عامة يُستوجب الاستفتاء بصددها، وهناك قضايا خاصة يحددها التاريخ، وتظل القضايا الروحية حقائق تحتاج إلى التطبيق العملي. كتب أفلاطون في كتابه "السياسة" 469 ق م: "إن الإنسان الكامل الذي من غير أن يفعل شرًا يقبل على نفسه أفظع مظاهر الظلم، فيُجلد ويُقيد ويُعذب بل وتُقلع عيناه وبعد أن يحتمل كل الآلام الممكنة يُربط إلى سارية، هو الذي يلزمه أن يعيد ثانية بدء البر الأصلي وصورته". ويصحح بولس رسول يسوع المسيح هذه المعلومة قائلاً: "أن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب". وما هي الحاجة الى الكفارة؟ إنها الطريقة الإلهية الفريدة لمغفرة الخطايا من غير أن تبدي تساهلاً في القداسة الإلهية ولا تناقضًا مع عدله الأزلي. أولاً: القضايا اللاهوتية جلس مرة نابليون مع جماعة يهزأ بعضهم بالأمور الدينية وينكرها الآخرون، فأشار إلى القبة الزرقاء قائلاً: أيها الرجال ربما كنتم على حق فيما تقولون، فمن هو الذي صنع النجوم؟" وقد يختلف البشر في إدراكهم لله، فهل هو طاقة أم روح؟ الأسمى المتفوّق أم بادئ الكون؟ الرب يهوه أم الإنسانية المؤلّهة؟ ومهما تكن فلسفتنا فمعرفة الله تبدأ من وجود الكون، أو طبيعة الإنسان، أو ماهية العالم الروحي، أو غياب الحقيقة الثابتة النهائية الكونية، أو قيود الحدود والزمن والأنفاس. إنها مشكلة المعرفة أو نظرية المعرفة Epistemology، فإن قلنا إن الله قوة فلا بد من تعريف هذه القوة وإلا حُسب ذلك جهلاً أو لاأدريًا أو إلحادًا. والكون ليس قوة أو طاقة، فهذه مقولة تجعل من الكون إلهًا ومن المادة خلقًا ذاتيًا، مع أن الكون يسير ضمن نظام ودوام Regularity ومسار لا يتعداه New Age Generation. إن طاقة المادة ليست ذاتية، وهكذا نرجع الى بدايات الكون مرة أخرى. والخلاصة أن الله روح مجرد من كل الحدود، وكائن شخصي يمكننا أن تكون لنا شركة معه. ويستخلص بولس من بحثه في الله بالقول: "ولكن الله بيّن محبته لنا إذ ونحن بعد خطاة مات المسيح من أجلنا". ويتبين أيضًا أن الله كلي الوجود و"به نحيا ونتحرك ونوجد" (أعمال 27:17-28). "وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانًا أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه" (يوحنا 12:1). وهذا يأتي بنا الى الحقيقة الواضحة أن القضايا اللاهوتية قضايا اختبار واختيار شخصي. وأنت وحدك تتحمل نتائجها. ثانيًا: القضايا العالمية كثيرًا ما نستخدم كلمات في غير موضعها كمرادفات مثل "دين" و"عقيدة" و"إيمان"، ويرى كارل بارث Karl Barth أن الموضوعات اللاهوتية أكبر من مجرد ممارسة نظرية، فالأديان ليست مجهودات بشرية، ففي المسيحية لا نبدأ بإعلان الله عن ذاته لكن بالاستجابة لهذا الإعلان للوصول الى الله. إن ما نراه في الكتاب المقدس هو جزء من معاملات الله مع البشر من كل الأنواع. يوضح بولس سبب سقوط الشيطان في عبارة موجزة تنحصر في الكبرياء قائلاً: "لئلا يتصلف (يتكبر) فيسقط في دينونة إبليس" (1تيموثاوس 6:2). وكذلك أصبح رأس الجنس البشري فاسدًا بالسقوط في الخطية ولم تنتج السلالات المتعاقبة صلاحًا. وهذا يقودنا الى سؤال المسيح لتلاميذه: "من يقول الناس أني أنا ابن الإنسان؟ وأنتم من تقولون أني أنا؟" مسألة ترجع إلى الإيمان والشك أو التشدد والإلحاد أو الى الموت والحياة. قال الشاعر: تركت الكل حبًا في هواك ويتمت العيال في رضاك فإن قطعتني في الحب إربًا لما حن الفؤاد إلى سواك ما موقفك من المعجزات؟ وهل توقف العلم عن صنع المعجزات؟ ألست أنت معجزة الكون؟ وتطور العلم وظلت الحاجة إلى التلاحم والتعاون والحب والتآخي. وما رأيك في الأحداث التاريخية وتداخل السياسة في الدين وبالعكس؟ هل التبشير هو الدعوة أم تطاحن الأديان، وقد يؤدي إلى تمازج الأديان "العولمة الدينية وسيادة المبادئ الأخلاقية النسبية"؟ إن مشاكل المجتمعات المعاصرة تنحصر في مواجهة الشر والألم بصنوفه واستخراج فوائد الألم من أضراره. وما الاكتئاب، ومشاكل الزواج، وتغير نظام هرمونات الجسم والخلايا، وضرورة مواجهة التجارب إلا وازعًا دفينًا للبحث عن الحرية وقمع الإجرام، إستتباب السلام والقضاء على الحرمان. حرت يومًا ناقمًا فالظلم يطغي زدت لومًا للقدر والله يدري أين حكم قد تأجل؟ دمي يجري أين عدل الله؟ ضاق ذرعي سال دمعي هادرًا سلّمت أمري أين عقلي؟ أين قلبي؟ عفت دهري أين آمالي وأحلامي وخلي؟ ضاقت الدنيا لأبغي عرش ربي شع نور فمحا حزني وعذري زال خوفي، خفّ وجعي، جف دمعي آه يا رب ملاذي! لك شكري ثالثًا: القضايا المصيرية إن تاريخ موت المسيح تنبأ عنه دانيآل كفارة عن خطايا الآخرين (25:9). وإشعياء 53 قبل مئات السنين "فاعلم أنه من خروج الأمر لتجديد أورشليم إلى المسيح الرئيس سبعة أسابيع واثنان وستون أسبوعًا... وبعد اثنين وستين أسبوعًا يُقطع المسيح وليس له". إن كلمة أسابيع هنا هي "سنة" وتشير إلى سبع سنين. فإذا كان الأمر بتجديد أورشليم صدر في (نيسان) مارس في السنة العشرين من ملك أرتحشستا 464 أو 465 ق.م. كما أكد سِير جورج ايريSir George Airy الفلكي العظيم- وإذا ضربنا 69 في 7 في 365 يومًا لأن السنة في الكتاب المقدس هي السنة القمرية بالمقارنة مع رؤيا 14:12؛ ورؤيا 5:13-6 نتج عن ذلك أن التاريخ المعين لموت المسيح هو سنة 32 ميلادية وهي السنة التي صُلب فيها ويكون بدأ خدمته سنة 29 ولمدة ثلاث سنين ونصف. هذه شهادة تاريخية. "مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح" (2كورنثوس 3:1)، فهو "ابن الله" بمعنى صورة الله غير المنظور، وسر التجسد الإلهي، وحلول ملء اللاهوت، ورسالة السماء المفرحة، وفادي البشرية المعذبة، ومخلص الخطاة جميعًا. "صادقة هي الكلمة ومستحقة كل قبول أن المسيح يسوع قد جاء الى العالم ليخلص الخطاة الذين أولهم أنا" (1تيموثاوس 15:1). والآن عليك أن تخطو ثلاث خطوات: 1- تقر بأنك خاطئ هالك. 2- تقبل المسيح مخلصك الشخصي الوحيد الذي مات عنك بالذات ورفع عنك خطاياك. 3- تسلم حياتك بين يديه تسليمًا كاملاً. هذه الخطوات الثلاث تهبك فورًا غفرانًا وتطهيرًا وحياة أبدية وقلبًا جديدًا. قال يسوع: "خرافي تسمع صوتي وأنا أعرفها فتتبعني. وأنا أعطيها حياة أبدية ولن تهلك الى الأبد ولا يخطفها أحد من يدي". و"من يقبل إليّ لا أخرجه خارجًا". (يوحنا 28:10 و37:6)