كلمة "استراتيجية" معناها خطة.. وأريد في هذه الرسالة أن أقدّم لك الخطة الكتابية التي بها تنجح خدمتك في مواجهة خطايا الحياة العصرية في الخطوات التالية:
1- أن تمتلئ من الروح القدس
أمر الرب يسوع تلاميذه أن لا يبدأوا خدمتهم إلا بعد أن يمتلئوا بالروح القدس، فقال لهم: "فأقيموا في مدينة أورشليم إلى أن تُلبسوا قوة من الأعالي"
(لوقا 49:24). هذه القوة هي قوة الامتلاء بالروح القدس. "لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم وتكونون لي شهوداً" (أعمال 8:1).
فاطلب الملء بالروح القدس.
2- أن تنادي بكلمة الله بلا غش
يشبّه بطرس الرسول كلمة الله باللبن العديم الغش (1بطرس 2:2). ويُغَشّ اللبن بإضافة الماء إليه أو بأخذ العناصر المغذية منه، وكثيرون يغشون كلمة الله بتقديم تعاليم ليست من الكتاب المقدس، ويقول بولس الرسول: "غير سالكين في مكر ولا غاشين كلمة الله" (2كورنثوس 2:4). فواجه الانحرافات في التعاليم العصرية بخصوص الخطايا الجنسية والتقاليد الكنسية بتقديم كلمة الله صافية نقية.
3- أن لا ترتبك بأعمال الحياة
"فاشترك أنت في احتمال المشقات كجندي صالح ليسوع المسيح. ليس أحد وهو يتجنّد يرتبك بأعمال الحياة لكي يرضي من جنده" (2تيموثاوس 3:2-4). والذي جنّدك هو المسيح، فلا ترتبك بأعمال الحياة لكي ترضيه. احذر من التجارة! فالخدمة والتجارة لا يتفقان.. فلا تتاجر في البيوت أو الأراضي أو أي نوع من التجارة، واتكل على الرب في تسديد احتياجك. "وأما التقوى مع القناعة فهي تجارة عظيمة، لأننا لم ندخل العالم بشيء، وواضح أننا لا نقدر أن نخرج منه بشيء. فإن كان لنا قوت وكسوة فلنكتفِ بهما. وأما الذين يريدون أن يكونوا أغنياء فيسقطون في تجربة وفخّ وشهوات كثيرة غبية ومضرة تُغرق الناس في العطب والهلاك، لأن محبة المال أصل لكل الشرور، الذي إذ ابتغاه قوم ضلوا عن الإيمان، وطعنوا أنفسهم بأوجاع كثيرة. وأما أنت يا إنسان الله فاهرب من هذا" (1تيموثاوس 6:6-11).
فاحذر الارتباك بأعمال الحياة، ولا تسمع للمنادين بإنجيل الغنى والثراء، فالمسيح ابن الله لم يكن له أين يسند رأسه (لوقا 58:9).
4- أن تشرك المرأة في خدمات الكنيسة
قامت النساء بدور فعال في حياة المسيح، "وعلى أثر ذلك كان [يسوع] يسير من مدينة وقرية يكرز ويبشر بملكوت الله، ومعه الاثنا عشر. وبعض النساء كن قد شُفين من أرواح شريرة وأمراض: مريم التي تُدعى المجدلية التي خرج منها سبعة شياطين، ويونا امرأة خوزي وكيل هيرودس، وسوسنة، وأُخر كثيرات كن يخدمنه من أموالهنّ" (لوقا 1:8-3).
وقد التقى يسوع بالمرأة السامرية التي تزوجت خمس مرات ثم عاشت بعد ذلك مع عشيق، فأخبرها بماضي حياتها، وأعلن له أنه المسيا، وعرّفها معنى العبادة الحقيقية "فتركت المرأة جرّتها ومضت إلى المدينة وقالت للناس هلموا انظروا إنساناً قال لي كل ما فعلت. ألعلّ هذا هو المسيح؟ فخرجوا من المدينة وأتوا إليه" (يوحنا 28:4-29).. سمح المسيح للمرأة السامرية أن تعلن عنه.
وبعد أن قام المسيح من الأموات أرسل مريم المجدلية لتبشر الرسل بقيامته إذ قال لها: "اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم: إني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم. فجاءت مريم المجدلية وأخبرت التلاميذ أنها رأت الرب، وأنه قال لها هذا" (يوحنا 17:20-18).
وفي سفر أعمال الرسل شارك النساء الرسل في الصلاة "هؤلاء كلهم كانوا يواظبون بنفس واحدة على الصلاة والطلبة، مع النساء، ومريم أم يسوع، ومع إخوته" (أعمال 14:1).
وليدية بياعة الأرجوان كانت أول من آمن بالمسيح المخلص في أوربا (أعمال 14:16-15).
وبريسكلا شاركت زوجها أكيلا في شرح طريق الرب بأكثر تدقيق لأبلوس الفصيح المقتدر في الكتب (أعمال 24:18-26).
فيا خادم المسيح أشرك المرأة في خدمات الكنيسة.
5- أن تعلّم أعضاء كنيستك كيف ينادون بالمسيح، ويمارسون هذه المسئولية
نقرأ في سفر أعمال الرسل: "وحدث في ذلك اليوم اضطهاد عظيم على الكنيسة التي في أورشليم فتشتت الجميع في كور اليهودية والسامرة ما عدا الرسل. فالذين تشتتوا [وهم أعضاء الكنيسة] جالوا مبشرين بالكلمة" (أعمال 1:8-4).
فهل يحمل أعضاء كنيستك مسئولية التبشير بإنجيل المسيح؟
6- أن تتلمذ الذين يتجددون
هذه الخطوة ضرورية لتتأكد من نموهم في النعمة وفي معرفة الرب يسوع المسيح، وكذلك من سلامة عقائدهم وتعمّقهم في معرفة كلمة الرب.
كانت هذه مشورة بولس لبرنابا: "ثم بعد أيام قال بولس لبرنابا: لنرجع ونفتقد إخوتنا في كل مدينة نادينا فيها بكلمة الرب، كيف هم" (أعمال 36:15).
فقم بتلمذة أعضاء كنيستك، واعرف ما عقيدتهم عن معمودية الماء، وعن عشاء الرب، وعن شفاعة المسيح التي تغني عن كل شفاعة أخرى، وعن فهمهم لمعنى الصليب وضرورته، وبالإجمال عن كل التعاليم الأساسية الكتابية.
7- أن تعمل على إبعاد أعضاء كنيستك عن الاستماع للتعاليم المضلة وتدرّبهم على الرد على هذه الضلالات
"كُفّ يا ابني عن استماع التعليم للضلالة عن كلام المعرفة" (أمثال 27:19).. كان إفراز التلاميذ جزءاً من استراتيجية بولس الرسول "ثم دخل المجمع، وكان يجاهر مدة ثلاثة أشهر محاجاً ومقنعاً في ما يختص بملكوت الله. ولما كان قوم يتقسون ولا يقنعون، شاتمين الطريق أمام الجمهور، اعتزل عنهم وأفرز التلاميذ" (أعمال 8:19 و19). ويقول بطرس الرسول: "مستعدين دائماً لمجاوبة كل من يسألكم عن سبب الرجاء الذي فيكم بوداعة وخوف" (1بطرس 15:3).
إن من واجب خادم الإنجيل أن يعلّم أعضاء كنيسته أن يكفوا عن استماع أي تعليم يضلهم عن كلام الله.. في أي مكان يُقال، وبأي وسيلة إعلامية، وأن يعتزلوا عن الذين يهاجمون التعاليم الكتابية ويتعلموا كيف يردون على هذه التعاليم.
يا خادم الإنجيل، اتبع هذه الاستراتيجية الكتابية "وبّخ، انتهر، عظ بكل أناة وتعليم" (2تيموثاوس 2:4). واذكر أننا نعيش في وقت لا يحتمل فيه الكثيرون التعليم الكتابي الصحيح.
زميلك في الخدمة المقدسة،
القس لبيب ميخائيل