سأقدم لك في هذه الرسالة آيتين:
الآية الأولى، "إِنَّهُ وَقْتُ عَمَل لِلرَّبِّ. قَدْ نَقَضُوا شَرِيعَتَكَ" (مزمور 126:119)
والآية الثانية، "لَسْنَا عَامِلِينَ حَسَنًا. هذَا الْيَوْمُ هُوَ يَوْمُ بِشَارَةٍ وَنَحْنُ سَاكِتُونَ" (2ملوك 9:7).
الأيام التي نعيش فيها هي الأيام الأخيرة،
والواقع أن الأيام الأخيرة بدأت حين بدأ المسيح خدمته، "اَللهُ، بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيمًا، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُق كَثِيرَةٍ، كَلَّمَنَا فِي هذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ" (عبرانيين 1:1-2). فنحن إذًا في الساعة الأخيرة من الأيام الأخيرة، وهذا الوقت هو وقت عمل للرب.
هو وقت عمل للرب لأن الناس نقضوا شريعة الرب
نظرة فاحصة إلى المجتمع الذي نعيش فيه تهزّ كياننا، لأن الناس قد نقضوا وصايا الرب بوقاحة وجرأة.
انظر إلى الحياة الاجتماعية، لقد هاجر الكثيرون من أوربا إلى أمريكا بحثًا عن الحرية الدينية. والآن، بعد كل هذه السنين صار المجتمع الأمريكي تحت عبودية الشيطان. تدهورت الأسرة تدهورًا شنيعًا... هرب الرجال من زوجاتهم وأولادهم، وقامت علاقات مشينة بين الزوجات ورجال غرباء... وصار المجتمع انعزاليًا ليست بين أفراده علاقات حميمة... والشباب انحرف انحرافًا مخيفًا فعاش الشبان والشابات في علاقات زوجية بغير زواج... وبرامج التلفزيون، والمجلات الأمريكية تروّج هذا التدهور باعتباره الحياة الطبيعية.
كل هذا ينبغي أن يدفع خدام الإنجيل لتوبيخ الخطية، والحديث عن الدينونة العتيدة أن تكون ليرتعب الناس ويتوبوا بصدق، ويحدث لهم ما حدث لفيلكس الوالي؛ فقد استحضر فيلكس بولس الرسول وسمع منه عن الإيمان بالمسيح "وَبَيْنَمَا كَانَ يَتَكَلَّمُ عَنِ الْبِرِّ وَالتَّعَفُّفِ وَالدَّيْنُونَةِ الْعَتِيدَةِ أَنْ تَكُونَ، ارْتَعَبَ فِيلِكْسُ" (أعمال 25:24).
نحن اليوم في حاجة ماسة إلى خادم كجوناثان إدوارد، الذي عندما ألقى عظته المشهورة "الخطاة في يد إله غضبان" نزل السامعون تحت مقاعد الكنيسة لأنهم ارتعبوا من الدينونة العتيدة أن تكون.
نحن بحاجة إلى خدام يعظون بقوة الروح القدس ضدّ الشذوذ الجنسي، وضدّ زواج الرجال بالرجال والنساء بالنساء... وضدّ مظاهر الاستهتار ببيت الله التي تظهر في حضور النساء والشابات إلى اجتماع العبادة صباح الأحد بملابس لا تليق إلا لشواطئ البحار.
"إنه وقت عمل للرب. قد نقضوا شريعتك!"
والآن إلى الآية الثانية: "لَسْنَا عَامِلِينَ حَسَنًا. هذَا الْيَوْمُ هُوَ يَوْمُ بِشَارَةٍ وَنَحْنُ سَاكِتُونَ".
يومنا هو يوم بشارة لأننا كالأربعة الرجال البرص، الذين دخلوا خيام الجيش الأرامي - الذي أزعجه الرب فلاذ بالفرار - وأكلوا وشربوا وحملوا فضة وذهبًا
نحن أكلنا وشربنا من خيرات الإنجيل، والعالم حولنا يموت جوعًا، ونحن قد أخذنا خدمتنا كمورد للرزق، وليس كرسالة حياة أبدية للهالكين.. وصارت خدمات الكثيرين متكررة كالأسطوانة المشروخة، حتى ملّ السامعون سماعها.
هل جلست في نهاية كل شهر لتسأل نفسك في محضر الرب ماذا أعطيت لرعيتك خلال الشهر؟
هل علّمتهم كيف يتلذّذون بقراءة الكتاب المقدس؟
هل علّمتهم أن يمتلئوا بالروح القدس؟
هل علّمت الأزواج والزوجات عن العلاقات الحميمة التي يجب أن تكون بينهم، فيحب الرجل زوجته كما أحب المسيح الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها، وتخضع المرأة لرجلها في خوف الرب؟
هل علّمت رعيّتك طريق الغلبة على الإنسان العتيق الذي بداخلهم؟
هل علّمتهم كيف يعيشون بلا همّ، وكيف يزدادون في الإيمان؟
هل أخرجت لهم من كنوز الكتاب المقدس جددًا وعتقاء، أم أهملت تغذية رعيتك لأنك خادم كسلان؟
يومنا هو يوم بشارة لأن الخوف يسود القلوب مما سيأتي على المسكونة، وعندنا رسالة السلام
فهناك السلام مع الله، وهو سلام التبرير "فَإِذْ قَدْ تَبَرَّرْنَا بِالإِيمَانِ لَنَا سَلاَمٌ مَعَ اللهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ" (رومية 1:5).
وهناك سلام الله، الذي يهبه للمتكلين عليه "لاَ تَهْتَمُّوا بِشَيْءٍ، بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِالصَّلاَةِ وَالدُّعَاءِ مَعَ الشُّكْرِ، لِتُعْلَمْ طِلْبَاتُكُمْ لَدَى اللهِ. وَسَلاَمُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْل، يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ" (فيلبي 6:4-7).
وهناك رفقة إله السلام "أَخِيرًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ كُلُّ مَا هُوَ حَقٌّ، كُلُّ مَا هُوَ جَلِيلٌ، كُلُّ مَا هُوَ عَادِلٌ، كُلُّ مَا هُوَ طَاهِرٌ، كُلُّ مَا هُوَ مُسِرٌّ، كُلُّ مَا صِيتُهُ حَسَنٌ، إِنْ كَانَتْ فَضِيلَةٌ وَإِنْ كَانَ مَدْحٌ، فَفِي هذِهِ افْتَكِرُوا. وَمَا تَعَلَّمْتُمُوهُ، وَتَسَلَّمْتُمُوهُ، وَسَمِعْتُمُوهُ، وَرَأَيْتُمُوهُ فِيَّ، فَهذَا افْعَلُوا، وَإِلهُ السَّلاَمِ يَكُونُ مَعَكُمْ" (فيلبي 8:4-9).
يومنا هو يوم بشارة لأن الديانات الضالة تنتشر. والناس يقبلونها بسبب جهلهم بحقيقتها ونحن نعرف الديانة الطاهرة النقية
الديانات الإنسانية ترتكز على الرمل... لا تقف أمام أنهار التجارب وعواصف وفيضانات المحيطات.
الديانات الأرضية ليس عند أصحابها يقين الحياة الأبدية، ولا يقين الغفران، ولا يقين النجاة من الدينونة. وعندنا نحن خدام الإنجيل كلمات المسيح الصادقة:
"اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: (1) إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كَلاَمِي (2) وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي (3) فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، (4) وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ، (5) بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ" (يوحنا 24:5).
يقين كامل بالغفران، والنجاة من الدينونة على أساس موت المسيح على الصليب "فَإِنَّ كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الْهَالِكِينَ جَهَالَةٌ، وَأَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ الْمُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ اللهِ" (1كورنثوس 18:1).
فيا خادم الإنجيل إنه وقت عمل للرب ويوم بشارة.
إنه وقت عمل للرب لأن الناس عصوا شريعة الرب.
إنه يوم بشارة لأننا أكلنا وشبعنا من خيرات الإنجيل والناس حولنا يموتون جوعًا.
إنه يوم بشارة لأن الخوف من المستقبل يملأ قلوب الناس وعندنا رسالة السلام.
إنه يوم بشارة لأن الديانات والمذاهب الضالة تنتشر، وعندنا الديانة الحقيقية الإلهية.
فيا خادم الإنجيل، انفض تراب الكسل وانهض للعمل، فالوقت وقت عمل للرب.
شريكك في الخدمة المقدسة
القس لبيب ميخائيل