الحركة الماسونية حركة سرية، وكلمة الماسونية معناها البناؤون، وتُسمّى بالإنجليزية Free Masons أي "البناؤون الأحرار".
ولا يعرف أحد بالتحديد متى بدأت هذه الحركة، فبعض المؤرخين يقولون إنها بدأت منذ بناء هيكل الملك سليمان، وبعضهم يقولون إن الذين أسسوها هم كهنة المصريين في العصر الفرعوني، وبعضهم يقولون إن مؤسسيها هم كهنة الهنود.
الأمر المهم هو أن الحركة الماسونية ضمّت وتضمّ ملوكًا ورؤساء الدول، والشخصيات المرموقة في كل بلد وكل مجتمع.
ولما زرت الهيكل الماسوني في مدينة الإسكندرية بولاية ﭭرجينيا، كان أول ما رأيته بعد أن دخلت الهيكل هو صورة ضخمة للرئيس "جورج واشنطن" وهو يرتدي رداء البنّاء الأعظم وهي أعلى درجة في سلّم الماسونية... كما عرفت أن كثيرين من رؤساء أمريكا كانوا ماسونيين.
الماسوني يمر في 33 درجة ليصل بعدها إلى درجة البنّاء الأعظم، أعلى درجات الماسونية.
الهيكل الماسوني في مدينة الإسكندرية يتكوّن من ثلاث طبقات: الطبقة العليا تمثل اليهودية، وبها صورة كبيرة للملك سليمان على عرشه، الطبقة الوسطى تمثّل المسيحية وبها صورة كبيرة للمسيح يفتح عينيّ الأعمى، والصورة السفلى للإسلام، وبها نسخة ضخمة للقرآن.
ولكي يصير الفرد ماسونيًا لا بد له أن يضع يده على كتاب العهد القديم، وكتاب العهد الجديد، والقرآن والخنجر ثم يقسم على أن يكون أمينًا لأسرار الماسونية وأن لا يخونها.
وقد ضمّت الماسونية عبر التاريخ شخصيات مشهورة من بينها "ميرابو" وهو أحد قادة الثورة الفرنسية، و"ألبرت بايك" وهو قائد عسكري مشهور ارتكب الكثير من الأعمال الفظيعة، و"آدم هاونت" وكان أستاذًا للاهوت ولكنه ترك منصبه وترك المسيحية وصار ماسونيًا، و"جان جاك روسو"، و"كارل ماركس" مؤسس الشيوعية، وقد وصل إلى الدرجة الحادية والثلاثين في سلم درجات الماسونية.
وقد قسّمت الماسونية حركتها إلى ثلاثة مراكز عالمية رئيسية:
المركز الأول في تشارلستون بأمريكا.
المركز الثاني في روما بإيطاليا.
المركز الثالث في برلين بألمانيا.
وتحت هذه المراكز نظمت الماسونية عشرين مجلسًا تحت إشراف المجالس العليا، وكلها تخضع للمحفل الماسوني الأعلى. ويختص كل مجلس بمنطقة معينة بحيث تغطي كل دول العالم.
وقد تخصص "ليون بلوم" الماسوني وهو فرنسي في نشر الإباحية في العالم حيث أصدر كتابًا بعنوان "الزواج نظام فاحش". وتخصص "كوديرلوس" الماسوني، وهو يهودي في نشر الإلحاد في العالم وكتب كتابه "العلاقات الخطرة"، وأعلن في المؤتمر الماسوني الذي جمع الطلبة الألمان والأسبان والروس والإنجليز والفرنسيين سنة 1865 أنه يجب أن يتغلب الإنسان على الإله وأن يعلن الحرب عليه وأن يخرق السماوات ويمزقها كأوراق الشجر الجافة.
ومعروف أن الماسوني الذي يقرر ترك الماسونية يعرّض نفسه لخطر الموت، فهو يقسم على الخنجر رمز الموت حين يصير ماسونيًا، ويعرف أنه سيموت بهذا الخنجر إذا ترك الماسونية.
ويؤسفني أن أقول أن عددًا من أعضاء الكنائس المسيحية البارزين والمرموقين، ومن شيوخ وقادة هذه الكنائس ماسونيين، يدينون بالولاء لهذه الحركة التي تحارب المسيحية.
ولست أدري أو أفهم كيف أن مؤمنًا حقيقيًا بالمسيح يضع يده على كتاب العهد القديم، وكتاب العهد الجديد، والقرآن والخنجر ويتعهد بالقسم الماسوني! "ما للتبن مع الحنطة يقول الرب" (إرميا 28:23).
إن المسيحية الحقيقية ليست ديانة سرية، بل هي ديانة معروف أساسها الذي هو المسيح. "فإنه لا يستطيع أحد أن يضع أساسًا آخر غير الذي وُضع الذي هو يسوع المسيح" (1كورنثوس 11:3)، ومعروفة تعاليمها النقية في كتاب العهد الجديد، ومن يؤمن بالمسيح الذي صُلب على الصليب ليفديه ويخلصه من الغضب الإلهي والدينونة الأبدية، ينال الحياة الأبدية.
وهو في ذات الوقت له كل الحرية أن ينكر المسيح والمسيحية دون أن يتعرض للخطر من قبل أي كنيسة مسيحية. الخطر الحقيقي هو ذهاب نفسه بعد موته إلى الهاوية السفلى وذهابه بعد الدينونة الأبدية إلى مقر الهالكين.
لقد كتبت هذه الرسالة لخدام الإنجيل ليعرفوا الأسس التي بُنيت عليها المجتمعات العالمية، فليست هناك دولة بين دول العالم يمكن تسميتها بالدولة المسيحية، فالمسيحية ديانة الفرد وليست دينًا لدولة، والكثير من الأعمال الخيرية التي تتغطى برداء المسيحية هي في واقع الأمر ماسونية.
إن الأمر الوحيد الذي يريح قلوب المؤمنين الحقيقيين، هو أنهم محفوظون بقوة الله كما كتب بطرس الرسول قائلاً: "مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح، الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء حي، بقيامة يسوع المسيح من الأموات، لميراث لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحلّ، محفوظ في السماوات لأجلكم، أنتم الذي بقوة الله محروسون، بإيمان، لخلاص مستعد أن يُعلن في الزمان الأخير" (1بطرس 3:1-5).
هذه القوة الإلهية تحرس المؤمنين الحقيقيين من تصديق كل بدعة أو كل هرطقة، أو كل حركة سرية تريد أن تجذبهم إليها، وتبعدهم عن الرب يسوع المسيح، فهو المخلص الوحيد "وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ" (أعمال 12:4).