Voice of Preaching the Gospel

vopg

هذه آخر رسالة لسنة 2014، وآخر السنة مناسبة للتفكير في الأصدقاء والأعداء، ولهذا اخترت الحديث في هذه الرسالة عن أصدقاء وأعداء بولس الرسول. وقبل الاستطراد في الحديث، أرى من المناسب أن أتحدث قليلاً عن الصداقة الحقيقية، وأقول الصداقة الحقيقية، لأن هناك صداقة مُستغَلّة، تأخذ ولا تعطي، وتستفيد ولا تفيد.

الصداقة الحقيقية تتطلب التضحية بالمال كما قال الرب يسوع: «اصنعوا لكم أصدقاء بمال الظلم» (لوقا 9:16).
الصداقة الحقيقية تتطلب التضحية بالوقت؛ الوقت الذي تقضيه في الحديث البنّاء، في سماع ما يضايق صديقك، وما يملأه فرحًا، وما يعالج أزماته.
الصداقة الحقيقية تتطلب التضحية بالجهد في سبيل مساعدة صديقك في ظروفه الحرجة والدقيقة، ماليًا وروحيًا.
هنا ننتقل إلى الحديث عن أصدقاء بولس الرسول، وبولس الرسول كان إناء اختاره الرب يسوع ليحمل اسمه، ويشهد له. ولا جدال في أن بولس الرسول كان مثالاً يجب أن يتمثل به كل خادم أمين للإنجيل، وهو نفسه قال: «فأطلب إليكم أن تكونوا متمثلين بي» (1كورنثوس 16:4).
وبولس الرسول كخادم أمين للمسيح كان له أصدقاء وأعداء، وقائمة أسماء أصدقائه تعلن أنه كان يختار هؤلاء الأصدقاء على أساس خدمتهم الأمينة للمسيح.

أصدقاء بولس الرسول
على رأس قائمة أصدقاء بولس الرسول أكيلا وبريسكلا، وقد تميّزا بميزات ظاهرة أولها أنهما كانا يعرفان طريق الرب بتدقيق، وسمعا «أبلّوس» الذي كان عارفًا معمودية يوحنا فقط، وكان فصيحًا... فأخذاه «وشرحا له طريق الرب بأكثر تدقيق” (أعمال 26:18). هنا يظهر تدقيق أكيلا وبريسكلا في تعليم طريق الرب، والخادم الأمين لا يتهاون في موقفه بخصوص التعاليم الكتابية الصحيحة.
أضف إلى ذلك أن أكيلا وبريسكلا ضحّيا بحياتهما في سبيل إنقاذ بولس. لقد عرفا قيمة بولس الرسول، وعمق معرفته لكلمة الله. عرفا أنه إذا قُتل فهذا يعني خسارة ضخمة للكنيسة ولذا وضعا عنقيهما لأجل حياته، وقد ذكرهما بولس بكلماته: «سلموا على بريسكلا وأكيلا العاملَين معي في المسيح يسوع، اللذين وضعا عنقيهما من أجل حياتي، اللذين لست أنا وحدي أشكرهما بل أيضًا جميع كنائس الأمم، وعلى الكنيسة التي في بيتهما» (رومية 3:16-5).
مع كل تضحيات أكيلا وبريسكلا، فتحا بيتهما ليكون مقرًّا للكنيسة.
وضع بولس أكيلا وبريسكلا على رأس قائمة أصدقائه لأنهما استحقا هذا المكان الرفيع.
يأتي في قائمة أسماء أصدقاء بولس «فليمون»، وقد كتب له بولس رسالة خاصة بدأها بالكلمات: “بولس أسير يسوع المسيح وتيموثاوس الأخ إلى فليمون المحبوب والعامل معنا... وإلى الكنيسة التي في بيتك” (فليمون 1:1-2).
ويستطرد بولس قائلاً لفليمون: «أشكر إلهي كل حين ذاكرًا إياك في صلواتي، سامعًا بمحبتك، والإيمان الذي لك نحو الرب يسوع، ولجميع القديسين، لكي تكون شركة إيمانك فعالة في معرفة كل الصلاح الذي فيكم لأجل المسيح يسوع. لأن لنا فرحًا كثيرًا وتعزية بسب محبتك، لأن أحشاء القديسين قد استراحت بك أيها الأخ” (فليمون 4-7).
فليمون مثال جميل كصديق حميم من أصدقاء بولس الرسول.
ونعود إلى رسالة رومية فنقرأ عن مريم التي قال عنها بولس: «سلموا على مريم التي تعبت لأجلنا كثيرًا» (رومية 6:16).
ونقرأ كذلك عن تريفينا وتريفوسا التاعبتين في الرب، وبرسيس المحبوبة التي تعبت كثيرًا في الرب (رومية 12:16).
ثم ننتقل إلى رسالة فيلبي فنقرأ عن “أبفرودتس” الذي كتب عنه بولس للكنيسة في فيلبي فقال: “ولكني حسبت من اللازم أن أرسل إليكم أبفرودتس أخي، والعامل معي، والمتجند معي، ورسولكم، والخادم لحاجتي. إذ كان مشتاقًا إلى جميعكم ومغمومًا، لأنكم سمعتم أنه كان مريضًا. فإنه مرض قريبًا من الموت، لكن الله رحمه. وليس إياه وحده بل إياي أيضًا لئلا يكون لي حزن على حزن. فأرسلته إليكم بأوفر سرعة، حتى إذا رأيتموه تفرحون أيضًا وأكون أنا أقلّ حزنًا. فاقبلوه في الرب بكل فرح، وليكن مثله مكرمًا عندكم. لأنه من أجل عمل المسيح قارب الموت، مخاطرًا بنفسه، لكي يجبر نقصان خدمتكم لي» (فيلبي 25:2-30).
هناك آخرون ذكرهم بولس بين قائمة معارفه وأصدقائه، لكنني أكتفي بما ذكرت في هذا المجال.

أعداء بولس الرسول
الخادم الأمين لا بد أن يكون له أعداء، والخادم الذي ليس له أعداء خادم متلاعب، يدخل في قائمة الذين كتب عنهم بولس للقديسين في كورنثوس: «لأن مثل هؤلاء هم رسل كذبة، فعلة ماكرون، مغيّرون شكلهم إلى شبه رسل المسيح. ولا عجب لأن الشيطان نفسه يغير شكله إلى شبه ملاك نور! فليس عظيمًا إن كان خدامه أيضًا يغيّرون شكلهم كخدام للبر. الذين نهايتهم تكون حسب أعمالهم” (2كورنثوس 13:11-15). وقد حذّر الرب يسوع خدامه الأمناء بكلماته: «ويل لكم إذا قال فيكم جميع الناس حسنًا. لأنه هكذا كان آباؤكم يفعلون بالأنبياء الكذبة» (لوقا 26:6).
فالخادم الأمين لا يجب أن يكون هدفه إرضاء الناس، بل إرضاء الرب “فلو كنت بعد أرضي الناس، لم أكن عبدًا للمسيح” (غلاطية 10:1).
ننتقل الآن للحديث عن أعداء بولس الرسول، وعلى رأسهم إسكندر النحاس الذي كتب عنه بولس قائلاً: «إسكندر النحاس أظهر لي شرورًا كثيرة. ليجازه الرب حسب أعماله. فاحتفظ منه أنت أيضًا، لأنه قاوم أقوالنا جدًا» (2تيموثاوس 14:4-15).
إسكندر النحاس كان من أعداء بولس الرسول، وظهرت عداوته في مقاومته لأقوال بولس الموحى بها من الله.
وخدام الرب الأمناء سيلتقون بأعداء مثل إسكندر النحاس، يقاومون الحق الإلهي والتعاليم الكتابية النقية، كتب عنهم بولس في رسالته إلى تيطس الكلمات: “فإنه يوجد كثيرون متمرّدين يتكلمون بالباطل، ويخدعون العقول... الذين يجب سد أفواههم، فإنهم يقلبون بيوتًا بجملتها، معلمين ما لا يجب، من أجل الربح القبيح” (تيطس 10:1-11). وكتب عنهم إلى القديسين في فيلبي قائلاً: «لأن كثيرين ممن كنت أذكرهم لكم مرارًا، والآن أذكرهم باكيًا، وهم أعداء صليب المسيح، الذين نهايتهم الهلاك، الذين إلههم بطنهم ومجدهم في خزيهم، الذين يفتكرون في الأرضيات” (فيلبي 18:3-19).
ليذكر كل خادم أمين للإنجيل أنه لا بد أن يكون له أصدقاء أحباء يرفعونه دائمًا أمام عرش النعمة في الصلاة، وأعداء ألدّاء يبغون هدمه وإعاقة خدمته... وهؤلاء يجب اعتزالهم وعدم الاستمرار في صداقتهم كما قال بولس الرسول: “لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين، لأنه أية خلطة للبر والإثم؟ وأية شركة للنور مع الظلمة؟ وأي اتفاق للمسيح مع بليعال؟ وأي نصيب للمؤمن مع غير المؤمن؟ وأية موافقة لهيكل الله مع الأوثان؟ فإنكم أنتم هيكل الله الحي، كما قال الله: إني سأسكن فيهم وأسير بينهم، وأكون لهم إلهًا، وهم يكونون لي شعبًا. لذلك اخرجوا من وسطهم واعتزلوا، يقول الرب. ولا تمسوا نجسًا فأقبلكم، وأكون لكم أبًا، وأنتم تكونون لي بنين وبنات، يقول الرب، القادر على كل شيء” (2كورنثوس 14:6-18).
زميلكم في الخدمة المقدسة: القس لبيب ميخائيل

المجموعة: 2014

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

742 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
11578125