Voice of Preaching the Gospel

vopg

قال الرب يسوع لحنانيا عن شاول الطرسوسي الذي صار اسمه فيما بعد بولس الرسول: "لأَنَّ هذَا لِي إِنَاءٌ مُخْتَارٌ لِيَحْمِلَ اسْمِي أَمَامَ أُمَمٍ وَمُلُوكٍ وَبَنِي إِسْرَائِيلَ" (أعمال 15:9).
وقد أثبت بولس الرسول مقدار علمه عندما تكلم إلى الأثينيين، معلنًا لهم أنه قرأ الشعر اليوناني، إذ قال لهم عن الله تبارك اسمه: "لأَنَّنَا بِهِ نَحْيَا وَنَتَحَرَّكُ وَنُوجَدُ. كَمَا قَالَ بَعْضُ شُعَرَائِكُمْ أَيْضًا: لأَنَّنَا أَيْضًا ذُرِّيَّتُهُ" (أعمال 28:17).

لم يكن بولس مجرد رسول للمسيح، وإنما كان معلمًا، وأستاذًا، يعرف جيدًا أسفار العهد القديم، ويستشهد بما جاء فيها كلما دعت الحاجة.

وقد أسس بولس جامعة، والجامعة هي المؤسسة التي تتضمن عددًا من الكليات.
في جامعة بولس الرسول نتعلم كخدام للإنجيل كيف نقدم رسالة الإنجيل في مختلف الظروف والمواقف.
لما وصل بولس إلى أنطاكية بسيدية ودخل ومن معه إلى مجمع اليهود، تكلم إليهم من العهد القديم، مؤكدًا لهم أن يسوع هو المخلص الموعود به من نسل داود، الذي صُلب على الصليب وأقامه الله من الأموات، وأراهم أنهم يتبررون بالإيمان به (أعمال 14:13-40).
ولما وصل إلى أثينا، ورأى المدينة مملوءة أصنامًا، وقف في وسط "أريوس باغوس" وشهد لهم عن الله الذي خلق العالم وكل ما فيه، وأنه لا يسكن في هياكل مصنوعة بالأيادي، وأنه صنع من دم واحد كل أمة من الناس، وحتم بالأوقات المعينة وبحدود مسكنهم لكي يطلبوا الله لعلهم يتلمّسونه فيجدونه مع أنه عن كل واحد منا ليس بعيدًا. وأنه أقام يومًا هو فيه مزمع أن يدين المسكونة بالعدل برجل قد عيّنه مقدمًا للجميع إيمانًا إذ أقامه من الأموات. بهذا الحديث قدّم بولس للأثينيين المسيح الذي مات، وقام، وأعلن لهم أنه ديان الجميع (أعمال 16:17-31).
ولما وقف أمام فيلكس الوالي الذي استحضره وسمع منه عن الإيمان بالمسيح، كلّمه عن "البر والتعفف والدينونة العتيدة أن تكون" (أعمال 24:24-25) حتى ارتعب فيلكس بسبب بشاعة خطاياه.
ولما وقف في حضرة الملك أغريباس، تكلم عن اختباره الشخصي ولقائه بالمسيح وهو ذاهب إلى دمشق بسلطان ووصية من رؤساء الكهنة أن يقبض على المؤمنين بالمسيح ويعذبهم حتى يضطرهم إلى التجديف... وكيف رأى في الطريق نورًا من السماء أفضل من لمعان الشمس، وسمع صوتًا يكلمه باللغة العبرانية قائلاً: "شَاوُلُ، شَاوُلُ! لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي؟ صَعْبٌ عَلَيْكَ أَنْ تَرْفُسَ مَنَاخِسَ. فَقُلْتُ أَنَا: مَنْ أَنْتَ يَا سَيِّدُ؟ فَقَالَ: أَنَا يَسُوعُ الَّذِي أَنْتَ تَضْطَهِدُهُ. وَلكِنْ قُمْ وَقِفْ عَلَى رِجْلَيْكَ لأَنِّي لِهذَا ظَهَرْتُ لَكَ، لأَنْتَخِبَكَ خَادِمًا وَشَاهِدًا بِمَا رَأَيْتَ وَبِمَا سَأَظْهَرُ لَكَ بِهِ، مُنْقِذًا إِيَّاكَ مِنَ الشَّعْبِ وَمِنَ الأُمَمِ الَّذِينَ أَنَا الآنَ أُرْسِلُكَ إِلَيْهِمْ، لِتَفْتَحَ عُيُونَهُمْ كَيْ يَرْجِعُوا مِنْ ظُلُمَاتٍ إِلَى نُورٍ، وَمِنْ سُلْطَانِ الشَّيْطَانِ إِلَى اللهِ، حَتَّى يَنَالُوا بِالإِيمَانِ بِي غُفْرَانَ الْخَطَايَا وَنَصِيبًا مَعَ الْمُقَدَّسِينَ" (أعمال 14:26-18).
وبتأثير هذا الاختبار الشخصي "قال الملك أغريباس لبولس: بقليل تقنعني أن أصير مسيحيًا" (أعمال 28:26).
وتظهر شخصية بولس بكل ما تحويه من معرفة وإحساس حين يردّ على الملك أغريباس قائلاً: "كُنْتُ أُصَلِّي إِلَى اللهِ أَنَّهُ بِقَلِيل وَبِكَثِيرٍ، لَيْسَ أَنْتَ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا جَمِيعُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَنِي الْيَوْمَ، يَصِيرُونَ هكَذَا كَمَا أَنَا، مَا خَلاَ هذِهِ الْقُيُودَ" (أعمال 29:26).
بالإضافة إلى القدرة التي وهبها الرب لبولس ليتكلم الكلام المناسب في الوقت المناسب، فإن بولس ترك لنا في رسائله الأربعة عشر منهجًا جديرًا بالتأمل العميق والدراسة الدقيقة:
ففي رسالته إلى القديسين في رومية ناقش قضية التبرير بالإيمان، مقدمًا إبراهيم كمثال لهذا التبرير، وأرانا نتائج هذا التبرير، والحياة التي يجب أن نحياها بعد حصولنا عليه.
وفي رسالته الأولى إلى كنيسة الله التي في كورنثوس أعلن عزمه الأكيد بالكلمات: "لأني لم أعزم أن أعرف شيئًا بينكم إلا يسوع المسيح وإياه مصلوبًا" (1كورنثوس 2:2). وفي نفس الرسالة تحدث عن المحبة الحقيقية، وعن موهبة التكلم بألسنة، وعن براهين قيامة المسيح (1كورنثوس 15).
وفي الرسالة الثانية إلى القديسين في كورنثوس تكلم عن وقوف المؤمنين أمام كرسي المسيح (2كورنثوس 10:5)، وعن العطاء، وعن الأخطار التي مر بها خلال خدمته (2كورنثوس 23:11-31).
وفي رسالة غلاطية تكلم عن حرية المؤمنين من الناموس (غلاطية 1:5-5).
وفي رسالة أفسس تكلم عن ثروة المؤمنين (أفسس 1-3)، وسلوك المؤمنين (أفسس 4-5)، وصراع المؤمنين (أفسس 10:6-18).
وفي رسالة فيلبي تكلم عن المسيح حياة المؤمن (فيلبي 21:1)، ومثال المؤمن (فيلبي 5:2-10)، وغرض المؤمن (فيلبي 13:3-14)، وفرح المؤمن (فيلبي 4:4).
وفي رسالته إلى كولوسي يتحدث عن المسيح الذي "فيه سر أن يحلّ كل الملء. وأن يصالح به الكل لنفسه". ويحذر المؤمنين أن لا يسبيهم أحد بالفلسفة، ويكرر أن المسيح "فيه يحل كل ملء اللاهوت جسديًا" (كولوسي 8:2-9).
وهكذا يعطينا بولس رسالتي تسالونيكي الأولى والثانية، ورسالتي تيموثاوس الأولى والثانية، والرسالة إلى تيطس، وإلى فليمون، وأخيرًا الرسالة إلى العبرانيين التي فيها أعلن عظمة المسيح، وأنه رئيس كهنتنا وشفيعنا الوحيد. "فمن ثم يقدر أن يخلص إلى التمام الذين يتقدمون به إلى الله إذ هو حي في كل حين ليشفع فيهم" (عبرانيين 25:7).
فيا زميلي خادم الإنجيل، بادر بالالتحاق بجامعة بولس الرسول، واستمر في الدراسة بها باجتهاد حتى تتخرج بأعلى الدرجات.
والرب يبارك خدمتك.
زميلكم في الخدمة المقدسة
القس لبيب ميخائيل

المجموعة: 2014

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

758 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
11578138