Voice of Preaching the Gospel

vopg

أذار (مارس) 2009

زعم علماء بريطانيون أنهم صنعوا حبةَ دواء قد تمنع الإصابة بأمراض السرطان والقلب والألزهايمر، كما وتبطّئ الشيخوخة. وهم متوقعون طرح هذه الحبة في الأسواق خلال الأعوام الخمسة القادمة. وأضاف هؤلاء أن هذه الحبة المصنوعة من مواد كيميائية تحاكي مركب Resveratol   الموجود في قشور العنب الأحمر، مشيرين إلى أنَّها قد توقف الإصابة بالسكري، وتمدّ المرضى بالنشاط، وتمنحهم القدرة على التحمُّل. كما نقل العلماء أيضاً قولهم: إنه ومن أجل الحصول على كل هذه المنافع الطبية، على المرء شرب ألف قارورة من النبيذ.


أما شركة Syritris  الصيدلانية فلقد صنعت حبة من مادتين كيميائيتين لها المفعول نفسه. وأضافوا أن هذه الحبة التجريبية تمنع ظهور عوارض الإصابة بمرض السكري، وتقضي على الحساسية للإنسولين، وتساعد في السيطرة على نسبة السكر في الدم. عن ذلك قال David Sinclair أحد مؤسسي شركة يايرترتيس الصيدلانية إن الحبة تجري تجربتها حالياً على البشر، معرِباً عن اعتقاده بأنها قد تمنع الإصابة بالسرطان والقلب. أضاف Sinclair  أن المثير في هذا الأمر هو أننا نتحدث عن أدوية فعالة مشيراً إلى أن فرص نجاح هذه الحبة عند الإنسان تتراوح ما بين ثمانين إلى تسعين في المئة.
أما مجلة فيرزيه في السويد فلقد نشرت بأن التفاؤل وأسلوب الحياة والغذاء السليم هذه كلها تلعب الدور الأكبر في إطالة عمر الإنسان، وكذا العمل والنوم المنتظمان والروتين. ويصرف الأمريكيون أكثر من عشرين بليون دولار سنوياً على منتجات للتجميل في سبيل تحسين مظهرهم الخارجي حتى لا تظهر أعمارهم الحقيقية للناس.
من الطبيعي أن يحسّن الإنسان من مظهره الخارجي، وأن يهتم بصحته وغذائه، وأن يفكر بطريقة  إيجابية، وأن يتفاءل بالحياة لكي يحافظ على حياته ويطيل عمره. وهذا هو الاتجاه أو المنحى الذي يتبنَّاه الكثير من الناس في القرن الحادي والعشرين، أليس كذلك؟  لكن السؤال الأهم هو: حتى ولو استطاع الإنسان تمديد حياته على هذه البسيطة، فحتى متى؟ لأنه لا بدَّ أن يأتي اليوم الذي تنتهي فيه الحياة. لأنَّ لكل شيء وقتاً. للحياة وقتٌ وللموت وقتٌ. أوَليس هذا ما قاله حكيمُ الجامعة الملك سليمان؟ والأهم من هذا وذاك هو نوعية الحياة التي يحياها كل واحد منا، وليس الكمية أي المدة التي يعيشها. نوعية الحياة التي نعيشها هذه، كيف نحياها؟ ههنا يكمنُ التحدي الأكبر.
حدَّث مرةً أحد الأطباء واسمه Jim Liebelt عن رجل مسنّ في الثمانينات من عمره. هذا حضر إلى العيادة باكراً ذات يوم، وطلب أن ُتنزع عن إصبعه الغرز أو القطب التي غُرزت فيه بسبب جرحٍ سابق. وقال الطبيب بأنَّ الرجل المسن بدا على عجلةٍ من أمره مع أن الساعة لم تتجاوز الثامنة بعد. فأخذتُه أنا إلى الغرفة وأجريتُ له الإجراءات الروتينية من فحصٍ لضغط دمه وقياس الحرارة وما أشبه. وقلت له بأن يجلس في غرفة الانتظار ريثما ينتهي أحدهم من عمله ويأتي لكي يساعده. لكن، ولكثرة ما كان ينظرُ إلى الساعة في يده، تراءى إليّ وكأنه على موعد هام. قررت عندها أن أقوم أنا بنفسي بهذه المهمة حتى أخفف عنه وأريحَ قلبه. وهكذا يستطيع أن يذهب إلى موعده في الوقت المعين. ولما بدأتُ بنزع القطب عن إصبعه المجروح، رحت أتحدّث معه.
فسألته: هل لديك موعد مع طبيب آخر؟
قال: لا.
قلت: إذن ما الذي يشغلك؟
قال: عليَّ أن أذهب إلى دار العجزة وأتناول طعام الفطور مع زوجتي هناك.
فسألته عن صحة زوجته، فقال: إنها تعاني من مرض خرف الشيخوخة Alzheimer.
قلت له: وهل زوجتك تعرفك؟
قال: لا، فهي لم تعد تعرفني منذ خمس سنوات.
تعجبت من جوابه هذا وقلت: لماذا إذن تزورها في كل صباح إذا كانت لا تعرف مَن أنت؟
ابتسم الرجل المسنّ وقال لي بكلِّ هدوء مربِّتا على يدي: حقاً إنَّها لا تعرف من أنا، أما أنا فأعرف تماماً من هي بالنسبة لي، إنها عروسي وزوجتي المحبوبة وشريكة حياتي وأم أولادي.
وهنا أكمل الطبيب حديثه وقال: حاولت أن أخفي دموعي عن الرجل المسن بينما راح هو يستعد للقاء زوجته العجوز بكل لهفة وتشوُّق، وقلت في نفسي: هذا هو نوع المحبة الذي أريده في حياتي مع شريكة حياتي.
نوعية الحياة الزوجية التي تحافظ على رونقها وبريقها وانسجامها حتى في أصعب الأزمات وأكبر الملمَّات. في السرَّاء والضرَّاء، في الصحة كما في المرض لا فرق. إنْ وقعَ الواحد منهما يقيمُه الآخر ويسنده ويربِّت على كتفه ويعينه في محنته.  ولا تقتصر نوعية الحياة وكيفيّتها على الحياة الزوجية فحسب، بل على العلاقات بأسرها وعلى رأسها قمة هذه العلاقات، العلاقة بين الإنسان المخلوق والله خالقه. إذ عن طريق هذه العلاقة وحدها تتحدَّدُ نوعيةُ الحياة وطموحاتها وأحلامها وأهدافها. فكيف هي علاقتك يا قارئي مع خالقك ومانحك لنسمة الحياة هذه؟ أتراكَ تدركُ أنَّ كلَّ ما في هذا العالم زائلٌ وقبضُ الريح؟ باطل الأباطيل الكل باطل قال حكيم الجامعة. سليمان النبي والملك الذي اختبر كل ما في هذه الحياة كتب يقول:
“فَعَظُمْتُ وَازْدَدْتُ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ الَّذِينَ كَانُوا قَبْلِي فِي أُورُشَلِيمَ، وَبَقِيَتْ أَيْضًا حِكْمَتِي مَعِي. وَمَهْمَا اشْتَهَتْهُ عَيْنَايَ لَمْ أُمْسِكْهُ عَنْهُمَا. لَمْ أَمْنَعْ قَلْبِي مِنْ كُلِّ فَرَحٍ، لأَنَّ قَلْبِي فَرِحَ بِكُلِّ تَعَبِي. وَهذَا كَانَ نَصِيبِي مِنْ كُلِّ تَعَبِي. ثُمَّ الْتَفَتُّ أَنَا إِلَى كُلِّ أَعْمَالِي الَّتِي عَمِلَتْهَا يَدَايَ، وَإِلَى التَّعَبِ الَّذِي تَعِبْتُهُ فِي عَمَلِهِ، فَإِذَا الْكُلُّ بَاطِلٌ وَقَبْضُ الرِّيحِ، وَلاَ مَنْفَعَةَ تَحْتَ الشَّمْسِ” (جامعة 9:2-11).
الكلُّ باطل وقبض الريح حتى ومهما كان عظيماً، ورائعاً، وفخماً. الكلُّ باطل وسوف يضمحل ويزول. أما نعمة الله الغنية ومحبته الأبدية الفائقة، ورحمته التي بلا حدود، وأمانته، فهذه كلُّها لن تتغيَّر ولن تحول، وهي ركيزة الحياة وأساسها المتين.  ولهذا يقول الحكيم ويختم سفر الجامعة بهذه الكلمات: “فَلْنَسْمَعْ خِتَامَ الأَمْرِ كُلِّهِ: اتَّقِ اللهَ وَاحْفَظْ وَصَايَاهُ، لأَنَّ هذَا هُوَ الإِنْسَانُ كُلُّهُ”
(جامعة 13:12).
لقد خلقنا الله، عزيزي القارئ وعزيزتي القارئة، لكي نجد فيه وحده دون غيره الكفاية والحماية والرعاية، ولكي نشتاق إلى الوجود في حضرته، ولكي تحلو العشرة معه. لذا قال ومنذ البدء للإنسان: ”فَتُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ قُوَّتِكَ“ (تثنية 5:6).  فهو الوحيد الأمين والمعين، هو السند والملجأ وهو الرؤوف والحنون. لهذا تنازل في هيئة بشر في شخص المسيح،  لكي ينتشلنا من سلطان الخطية والموت، إذ مات على الصليب وقام من بين الأموات غالباً ومنتصراً لكي يهبنا حياة وحياة أفضل. هذه هي نوعية الحياة التي يريدنا الله أن نحياها على هذه البسيطة. الحياة معه وفيه وبه. الحياة التي هو محورها وهدفها وأساسها. عندها نستمدّ القوة منه في الضعف، والرفعة منه في الضيق، والرحمة منه عند السقوط، واللمسة منه في المرض والمحنة. وهذا ليس بوهم، يا قارئي، لأن الكتاب نفسه يقول:
“فَلْنَتَقَدَّمْ بِثِقَةٍ إِلَى عَرْشِ النِّعْمَةِ لِكَيْ نَنَالَ رَحْمَةً وَنَجِدَ نِعْمَةً عَوْنًا فِي حِينِهِ” (عبرانيين 16:4).
العالم سيمضي ولا بدّ، والحياة التي وإن طالت، فلن تُقاسَ بذرَّة واحدة من الأبدية. فهل نراجع حساباتنا بجدِّية، ونعود إلى الله خالقنا، ونطلب منه الغفران والرحمة على خطايانا، مؤمنين بالفادي يسوع المسيح الذي صار لنا براً وفداء؟ وهكذا نحظى بالحياة هنا وبالحياة الأفضل في دار النعيم. هذه هي نوعية الحياة التي يريدها الله لكل إنسان خلقه على هذه الأرض. حياة تعكس العلاقة الحية والشركة المجيدة بيننا وبينه. عندها نعود إلى صورتنا الحقيقية التي خلقنا الله عليها، بحسب صورته هو وشبَهِه هو. ما أمجد هذه الصورة! وما أعظم هذه الحياة التي تتجدَّد في كل يوم بوفرة وغنى من مصدرها الله الخالق العظيم! هذه هي نوعية الحياة وكيفيتها الجديرة بنا. فحذارِ من أن تفرِّط بها يا صديقي أو تدعها تذهب هباءً منثوراً.

 

زعم علماء بريطانيون أنهم صنعوا حبةَ دواء قد تمنع الإصابة بأمراض السرطان والقلب والألزهايمر، كما وتبطّئ الشيخوخة. وهم متوقعون طرح هذه الحبة في الأسواق خلال الأعوام الخمسة القادمة. وأضاف هؤلاء أن هذه الحبة المصنوعة من مواد كيميائية تحاكي مركب Resveratol   الموجود في قشور العنب الأحمر، مشيرين إلى أنَّها قد توقف الإصابة بالسكري، وتمدّ المرضى بالنشاط، وتمنحهم القدرة على التحمُّل. كما نقل العلماء أيضاً قولهم: إنه ومن أجل الحصول على كل هذه المنافع الطبية، على المرء شرب ألف قارورة من النبيذ.

أما شركة Syritris  الصيدلانية فلقد صنعت حبة من مادتين كيميائيتين لها المفعول نفسه. وأضافوا أن هذه الحبة التجريبية تمنع ظهور عوارض الإصابة بمرض السكري، وتقضي على الحساسية للإنسولين، وتساعد في السيطرة على نسبة السكر في الدم. عن ذلك قال David Sinclair أحد مؤسسي شركة يايرترتيس الصيدلانية إن الحبة تجري تجربتها حالياً على البشر، معرِباً عن اعتقاده بأنها قد تمنع الإصابة بالسرطان والقلب. أضاف Sinclair  أن المثير في هذا الأمر هو أننا نتحدث عن أدوية فعالة مشيراً إلى أن فرص نجاح هذه الحبة عند الإنسان تتراوح ما بين ثمانين إلى تسعين في المئة.

أما مجلة فيرزيه في السويد فلقد نشرت بأن التفاؤل وأسلوب الحياة والغذاء السليم هذه كلها تلعب الدور الأكبر في إطالة عمر الإنسان، وكذا العمل والنوم المنتظمان والروتين. ويصرف الأمريكيون أكثر من عشرين بليون دولار سنوياً على منتجات للتجميل في سبيل تحسين مظهرهم الخارجي حتى لا تظهر أعمارهم الحقيقية للناس.

من الطبيعي أن يحسّن الإنسان من مظهره الخارجي، وأن يهتم بصحته وغذائه، وأن يفكر بطريقة  إيجابية، وأن يتفاءل بالحياة لكي يحافظ على حياته ويطيل عمره. وهذا هو الاتجاه أو المنحى الذي يتبنَّاه الكثير من الناس في القرن الحادي والعشرين، أليس كذلك؟  لكن السؤال الأهم هو: حتى ولو استطاع الإنسان تمديد حياته على هذه البسيطة، فحتى متى؟ لأنه لا بدَّ أن يأتي اليوم الذي تنتهي فيه الحياة. لأنَّ لكل شيء وقتاً. للحياة وقتٌ وللموت وقتٌ. أوَليس هذا ما قاله حكيمُ الجامعة الملك سليمان؟ والأهم من هذا وذاك هو نوعية الحياة التي يحياها كل واحد منا، وليس الكمية أي المدة التي يعيشها. نوعية الحياة التي نعيشها هذه، كيف نحياها؟ ههنا يكمنُ التحدي الأكبر.

حدَّث مرةً أحد الأطباء واسمه Jim Liebelt عن رجل مسنّ في الثمانينات من عمره. هذا حضر إلى العيادة باكراً ذات يوم، وطلب أن ُتنزع عن إصبعه الغرز أو القطب التي غُرزت فيه بسبب جرحٍ سابق. وقال الطبيب بأنَّ الرجل المسن بدا على عجلةٍ من أمره مع أن الساعة لم تتجاوز الثامنة بعد. فأخذتُه أنا إلى الغرفة وأجريتُ له الإجراءات الروتينية من فحصٍ لضغط دمه وقياس الحرارة وما أشبه. وقلت له بأن يجلس في غرفة الانتظار ريثما ينتهي أحدهم من عمله ويأتي لكي يساعده. لكن، ولكثرة ما كان ينظرُ إلى الساعة في يده، تراءى إليّ وكأنه على موعد هام. قررت عندها أن أقوم أنا بنفسي بهذه المهمة حتى أخفف عنه وأريحَ قلبه. وهكذا يستطيع أن يذهب إلى موعده في الوقت المعين. ولما بدأتُ بنزع القطب عن إصبعه المجروح، رحت أتحدّث معه.

فسألته: هل لديك موعد مع طبيب آخر؟

قال: لا.

قلت: إذن ما الذي يشغلك؟

قال: عليَّ أن أذهب إلى دار العجزة وأتناول طعام الفطور مع زوجتي هناك.

فسألته عن صحة زوجته، فقال: إنها تعاني من مرض خرف الشيخوخة Alzheimer.

قلت له: وهل زوجتك تعرفك؟

قال: لا، فهي لم تعد تعرفني منذ خمس سنوات.

تعجبت من جوابه هذا وقلت: لماذا إذن تزورها في كل صباح إذا كانت لا تعرف مَن أنت؟

ابتسم الرجل المسنّ وقال لي بكلِّ هدوء مربِّتا على يدي: حقاً إنَّها لا تعرف من أنا، أما أنا فأعرف تماماً من هي بالنسبة لي، إنها عروسي وزوجتي المحبوبة وشريكة حياتي وأم أولادي.

وهنا أكمل الطبيب حديثه وقال: حاولت أن أخفي دموعي عن الرجل المسن بينما راح هو يستعد للقاء زوجته العجوز بكل لهفة وتشوُّق، وقلت في نفسي: هذا هو نوع المحبة الذي أريده في حياتي مع شريكة حياتي.

نوعية الحياة الزوجية التي تحافظ على رونقها وبريقها وانسجامها حتى في أصعب الأزمات وأكبر الملمَّات. في السرَّاء والضرَّاء، في الصحة كما في المرض لا فرق. إنْ وقعَ الواحد منهما يقيمُه الآخر ويسنده ويربِّت على كتفه ويعينه في محنته.  ولا تقتصر نوعية الحياة وكيفيّتها على الحياة الزوجية فحسب، بل على العلاقات بأسرها وعلى رأسها قمة هذه العلاقات، العلاقة بين الإنسان المخلوق والله خالقه. إذ عن طريق هذه العلاقة وحدها تتحدَّدُ نوعيةُ الحياة وطموحاتها وأحلامها وأهدافها. فكيف هي علاقتك يا قارئي مع خالقك ومانحك لنسمة الحياة هذه؟ أتراكَ تدركُ أنَّ كلَّ ما في هذا العالم زائلٌ وقبضُ الريح؟ باطل الأباطيل الكل باطل قال حكيم الجامعة. سليمان النبي والملك الذي اختبر كل ما في هذه الحياة كتب يقول:

فَعَظُمْتُ وَازْدَدْتُ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ الَّذِينَ كَانُوا قَبْلِي فِي أُورُشَلِيمَ، وَبَقِيَتْ أَيْضًا حِكْمَتِي مَعِي. وَمَهْمَا اشْتَهَتْهُ عَيْنَايَ لَمْ أُمْسِكْهُ عَنْهُمَا. لَمْ أَمْنَعْ قَلْبِي مِنْ كُلِّ فَرَحٍ، لأَنَّ قَلْبِي فَرِحَ بِكُلِّ تَعَبِي. وَهذَا كَانَ نَصِيبِي مِنْ كُلِّ تَعَبِي. ثُمَّ الْتَفَتُّ أَنَا إِلَى كُلِّ أَعْمَالِي الَّتِي عَمِلَتْهَا يَدَايَ، وَإِلَى التَّعَبِ الَّذِي تَعِبْتُهُ فِي عَمَلِهِ، فَإِذَا الْكُلُّ بَاطِلٌ وَقَبْضُ الرِّيحِ، وَلاَ مَنْفَعَةَ تَحْتَ الشَّمْسِ” (جامعة 9:2-11).

الكلُّ باطل وقبض الريح حتى ومهما كان عظيماً، ورائعاً، وفخماً. الكلُّ باطل وسوف يضمحل ويزول. أما نعمة الله الغنية ومحبته الأبدية الفائقة، ورحمته التي بلا حدود، وأمانته، فهذه كلُّها لن تتغيَّر ولن تحول، وهي ركيزة الحياة وأساسها المتين.  ولهذا يقول الحكيم ويختم سفر الجامعة بهذه الكلمات: “فَلْنَسْمَعْ خِتَامَ الأَمْرِ كُلِّهِ: اتَّقِ اللهَ وَاحْفَظْ وَصَايَاهُ، لأَنَّ هذَا هُوَ الإِنْسَانُ كُلُّهُ”
(
جامعة 13:12).

لقد خلقنا الله، عزيزي القارئ وعزيزتي القارئة، لكي نجد فيه وحده دون غيره الكفاية والحماية والرعاية، ولكي نشتاق إلى الوجود في حضرته، ولكي تحلو العشرة معه. لذا قال ومنذ البدء للإنسان: ”فَتُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ قُوَّتِكَ“ (تثنية 5:6).  فهو الوحيد الأمين والمعين، هو السند والملجأ وهو الرؤوف والحنون. لهذا تنازل في هيئة بشر في شخص المسيح،  لكي ينتشلنا من سلطان الخطية والموت، إذ مات على الصليب وقام من بين الأموات غالباً ومنتصراً لكي يهبنا حياة وحياة أفضل. هذه هي نوعية الحياة التي يريدنا الله أن نحياها على هذه البسيطة. الحياة معه وفيه وبه. الحياة التي هو محورها وهدفها وأساسها. عندها نستمدّ القوة منه في الضعف، والرفعة منه في الضيق، والرحمة منه عند السقوط، واللمسة منه في المرض والمحنة. وهذا ليس بوهم، يا قارئي، لأن الكتاب نفسه يقول:

فَلْنَتَقَدَّمْ بِثِقَةٍ إِلَى عَرْشِ النِّعْمَةِ لِكَيْ نَنَالَ رَحْمَةً وَنَجِدَ نِعْمَةً عَوْنًا فِي حِينِهِ” (عبرانيين 16:4).

العالم سيمضي ولا بدّ، والحياة التي وإن طالت، فلن تُقاسَ بذرَّة واحدة من الأبدية. فهل نراجع حساباتنا بجدِّية، ونعود إلى الله خالقنا، ونطلب منه الغفران والرحمة على خطايانا، مؤمنين بالفادي يسوع المسيح الذي صار لنا براً وفداء؟ وهكذا نحظى بالحياة هنا وبالحياة الأفضل في دار النعيم. هذه هي نوعية الحياة التي يريدها الله لكل إنسان خلقه على هذه الأرض. حياة تعكس العلاقة الحية والشركة المجيدة بيننا وبينه. عندها نعود إلى صورتنا الحقيقية التي خلقنا الله عليها، بحسب صورته هو وشبَهِه هو. ما أمجد هذه الصورة! وما أعظم هذه الحياة التي تتجدَّد في كل يوم بوفرة وغنى من مصدرها الله الخالق العظيم! هذه هي نوعية الحياة وكيفيتها الجديرة بنا. فحذارِ من أن تفرِّط بها يا صديقي أو تدعها تذهب هباءً منثوراً.

المجموعة: 200903

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

144 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10472855