Voice of Preaching the Gospel

vopg

تشرين الأول (أكتوبر) 2009

من هو هذا الذي وُضع على صليب الجلجثة بعد أن صرخت الجموع قائلة: اصلبه اصلبه؟
إنه يسوع المسيح ”رب المجد“  (1كورنثوس8:2)، و”هو رب الكل“ (أعمال36:10)، الكائن على الكل إلهاً مباركاً إلى الأبد (رومية 5:9). ”لكنه أخلى نفسه آخذاً صورة عبد صائراً في شبه الناس. وإذ وُجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب“ (فيلبي 7:2). هو الذي ”لم يعرف خطية“ (2كورنثوس 21:5).

هو الذي شهد له الآب قائلاً: ”هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت“ (متى 17:3).
إذاً لماذا هاجت الجموع مع الرؤساء ضده؟ ولماذا هذه الكراهية الشديدة نحو هذا الشخص الكامل كل الكمال، الذي جاء مملوءاً نعمة وحقاً؟! إنهم فعلوا هذا لأنه كان هو النور الحقيقي ولأن ”النور قد جاء إلى العالم وأحب الناس الظلمة أكثر من النور لأن أعمالهم كانت شريرة“ (يوحنا 19:3). أعمالهم؟ لا بل أعمالنا كلنا ”لأنه لا فرق إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله“ (رومية 22:3-23). إنهم لم يطالَبوا بموته فقط، بل بصقوا في وجهه الطاهر بأفواههم النجسة، ولطموه، ولكموه، وضربوه بقصبة على رأسه. لماذا كل هذا؟ لأنهم ونحن ننتسب إلى جنس ساقط أفسدته وشوّهته الخطيئة. قال عنه الله: ”الجميع زاغوا وفسدوا معاً. ليس من يعمل صلاحاً ليس ولا واحد. حنجرتهم قبر مفتوح. بألسنتهم قد مكروا. سم الأصلال تحت شفاههم. وفمهم مملوء لعنة ومرارة. أرجلهم سريعة إلى سفك الدم. في طرقهم اغتصاب وسحق وطريق السلام لم يعرفوه“ (رومية 13:3-17).
تأملي يا نفسي في هذا لعلك تدركين ذرة من محبة المسيح الفائقة المعرفة. أتعلمين لماذا احتمل المسيح كل هذا؟ إنه احتمل الموت على الصليب كمذنب وهو القدوس البار ”لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية“ (يوحنا 16:3). احتمل العار والإهانة من البشر الذين جاء ليخلصهم. قال: ”العار قد كسر قلبي فمرضت. انتظرت رقة فلم تكن ومعزين فلم أجد“ (مزمور 20:69). وضعوا إكليل شوك على رأسه ودقوا المسامير في يديه ورجليه بعد أن عذّبوه وجلدوه وأهانوه ثم علّقوه على صليب الجلجثة، وهو الذي علّق الأرض على لا شيء، الحامل لكل الأشياء بكلمة قدرته، وكان أول ما قاله على الصليب: ”يا أبتاه، اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون“ (لوقا 34:23). احتمل آلاماً تفوق الوصف حتى قال: ”كالماء انسكبت. انفصلت كل عظامي. صار قلب كالشمع، قد ذاب في وسط أمعائي. يبست مثل شقفة قوتي ولصق لساني بحنكي“ (مزمور 14:22-15). با للعجب!هل تألم السيد من أجل العبيد، من أجلي أنا الذي كنت كالخروف الضال والدرهم المفقود والابن الرديء الذي بذّر مال أبيه؟ من أجلي أنا الذي عوّجت المستقيم وأفسدت سبلي أمامه؟ أنا الذي بالإثم صُوِّرت وبالخطية حبلت بي أمي؟! نعم، من أجلي ومن أجلنا جميعاً، ”كلنا كغنم ضللنا، ملنا كل واحد إلى طريقه، والرب وضع عليه إثم جميعنا“ (إشعياء 6:53). لذلك أجثو أمام هذا المصلوب، هذا المهان من البشر مع أنه ملك الملوك ورب الأرباب، هذا ”الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة، لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر“ (1بطرس 24:2). أجثو أمامه فأسمعه إذ قال: ”إلهي إلهي لماذا تركتني“، وأتذكّر مرة أخرى أنه بسبب خطاياي. فأقول له يا سيدي، هل احتملت كل هذا لأنك أحببتني. أحببتني حين كرهت أنا نفسي، كرهت حياتي بسبب خطاياي التي أخجل من ذكرها وأشمئز من ذكراها. سيدي إنني ملكٌ لك، لك أنت وحدك، فأنت ابن الله الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي، وسوف أراك وأرى آثار المسامير في يديك ورجليك، وأرى جنبك المطعون فأسجد لك إلى أبد الآبدين.
أيها القارئ العزيز، وأيتها القارئة العزيزة، إن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة، وأمّا عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله. لذلك دعونا نلقي نظرة على الصليب كل يوم، فيقول كل منا مع الرسول بولس: ”وأما من جهتي، فحاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح، الذي به قد صُلب العالم لي وأنا (صلبت) للعالم“ (غلاطية 14:6).
ذات يوم كنت أقرأ عن محبة الحبيب
من فداني بدماه مائتاً على الصليب
فتوسلت إليه، إنه نعم المجيب
 
رغم سيري في الخطايا والذنوب والشرور
سيدي الفادي أتاني مالئاً قلبي سرور
طرد الظلمة مني والفساد والفجور
 
كل شوقي أن أراك، أنت لي أحلى حبيب
أنت فخري أنت عزي، أنت لي أغلى نصيب
أنت من أحييت نفسي، أنت وحدك الطبيب
 
إمسكنّي سيدي ما دمت في هذا العبور
لا أريد أن أعود عائشاً بين القبور
بل أراك بجواري أيها الرب الغفور
 
إن أردت أن أعيشَ كيما أخبر الجموع
أو أردت أن أموتَ قبل عودة يسوع
فأنا راضٍ إلهي، بل أنا عبد يطوع
 
إنها رغبة قلبي ومناي كل حين
أن أكون في حياتي ذلك العبد الأمين
تابعاً مثال ربي، وأحب المؤمنين
 
إستجب لي يا إلهي، إستجبني يا قدير
حيثما وجهت عبدك فهناك سأسير
أنت تهديني إلهي والطريق لي تنير

المجموعة: 200910

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

162 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10570142