أيلول (سبتمبر) 2009
أخي العابر: لقد عبرت من الظلمات إلى نور المسيح، وصرت ابناً لله، واعتمدت بالماء بعد إيمانك، وصرت عضواً في كنيسة تنادي بكلمة الله الحية.. وها أنت تأكل مع أعضاء الكنيسة من عشاء الرب. وأريد في هذه الحلقة أن أشرح لك معنى الأكل من عشاء الرب.
أولاً: عشاء الرب ”تذكار“
عندما أعطى الرب يسوع فريضة عشاء الرب لتلاميذه ”أَخَذَ خُبْزًا وَشَكَرَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَاهُمْ قَائِلاً: هذَا هُوَ جَسَدِي الَّذِي يُبْذَلُ عَنْكُمْ. اِصْنَعُوا هذَا لِذِكْرِي. وَكَذلِكَ الْكَأْسَ أَيْضًا بَعْدَ الْعَشَاءِ قَائِلاً: هذِهِ الْكَأْسُ هِيَ الْعَهْدُ الْجَدِيدُ بِدَمِي الَّذِي يُسْفَكُ عَنْكُمْ“. (لوقا 19:22-20)
فعشاء الرب هو تذكار.. الخبز يستمرّ خبزاً، والكأس تحتوي خمراً، والخمر في هذه الكأس غير مختمرة، لأنه في فترة عيد الفصح أمر الرب شعبه قائلاً: ”سَبْعَةَ أَيَّامٍ تَأْكُلُونَ فَطِيرًا... تَعْزِلُونَ الْخَمِيرَ مِنْ بُيُوتِكُمْ... سَبْعَةَ أَيَّامٍ لاَ يُوجَدْ خَمِيرٌ فِي بُيُوتِكُمْ“ (خروج 15:12 و19).
وبولس الرسول يؤكد أننا لا نأكل لحماً في عشاء الرب، بل نأكل خبزاً إذ يقول: ”فَإِنَّكُمْ كُلَّمَا أَكَلْتُمْ هذَا الْخُبْزَ“ (1كورنثوس 26:11).
فاحذر من أن تعتقد أن الخبز في عشاء الرب يتحوّل إلى جسد يسوع حرفياً... إن الخبز يظلّ خبزاً وحاسة الذوق تؤكد لك هذا الحق.
ثانياً: عشاء الرب ”إخبار“
يقول بولس الرسول: ”فَإِنَّكُمْ كُلَّمَا أَكَلْتُمْ هذَا الْخُبْزَ وَشَرِبْتُمْ هذِهِ الْكَأْسَ، تُخْبِرُونَ بِمَوْتِ الرَّبِّ...“ (1كورنثوس26:11).
فعشاء الرب هو إخبار بحقيقة موت الرب على الصليب. هو المناداة المستمرة بهذا الحق الذي لا يجب أن يغيب لحظة عن أذهان المؤمنين.
ثالثاً: عشاء الرب ”انتظار“
"فَإِنَّكُمْ كُلَّمَا أَكَلْتُمْ هذَا الْخُبْزَ وَشَرِبْتُمْ هذِهِ الْكَأْسَ، تُخْبِرُونَ بِمَوْتِ الرَّبِّ إِلَى أَنْ يَجِيءَ" (1كورنثوس 26:11).
فبينما نجد في عشاء الرب تذكاراً وإخباراً بموته، نجد أيضاً انتظاراً لمجيئه الثاني.
فيسوع الذي مات على الصليب وقام، سيأتي ثانية لخلاص المؤمنين من أجسادهم الترابية ليكونوا على صورة جسد مجده.
"فَإِنَّ سِيرَتَنَا نَحْنُ هِيَ فِي السَّمَاوَاتِ، الَّتِي مِنْهَا أَيْضًا نَنْتَظِرُ مُخَلِّصًا هُوَ الرَّبُّ يَسُوعُ الْمَسِيحُ، الَّذِي سَيُغَيِّرُ شَكْلَ جَسَدِ تَوَاضُعِنَا لِيَكُونَ عَلَى صُورَةِ جَسَدِ مَجْدِهِ، بِحَسَبِ عَمَلِ اسْتِطَاعَتِهِ أَنْ يُخْضِعَ لِنَفْسِهِ كُلَّ شَيْءٍ" (فيلبي 20:3-21).
رابعاً: عشاء الرب ”شركة مع الأبرار“
نحن لا نشترك في عشاء الرب لننال الغفران.. نحن نشترك في عشاء الرب لأننا نلنا الغفران بالإيمان بيسوع المسيح.
"الَّذِي فِيهِ لَنَا الْفِدَاءُ بِدَمِهِ، غُفْرَانُ الْخَطَايَا، حَسَبَ غِنَى نِعْمَتِهِ" (أفسس 7:1).
اشتراكنا مع المؤمنين الحقيقيين في الأكل من عشاء الرب إعلان منا بشركتنا مع الأبرار "فَإِنَّنَا نَحْنُ الْكَثِيرِينَ خُبْزٌ وَاحِدٌ، جَسَدٌ وَاحِدٌ، لأَنَّنَا جَمِيعَنَا نَشْتَرِكُ فِي الْخُبْزِ الْوَاحِدِ" (1كونثوس 17:10).
اذكر وأنت تأكل عشاء الرب، أن عشاء الرب تذكار... كان يسوع جالساً بجسده مع تلاميذه، وأعطاهم الخبز قائلاً: "هذَا هُوَ جَسَدِي الَّذِي يُبْذَلُ عَنْكُمْ" (لوقا 19:22).
وواضح أن التلاميذ أكلوا الخبز الذي أعطاه لهم يسوع فلم يُبذل هذا الخبز عنهم.. كان الخبز تذكاراً لجسده، الذي بُذل عنهم حين مات المسيح على الصليب.
يسوع له جسد واحد محدود الوجود، ولا يمكن أن يكون هذا الجسد موجوداً في كل كنيسة أو في كل مكان. إن يسوع مطلق الوجود بلاهوته الذي بلا حدود، أما جسده فهو محدود الوجود.
اذكر كذلك أن عشاء الرب هو إخبار.. إخبار بموته الذي تم فعلاً على الصليب.
واذكر أن عشاء الرب هو انتظار.. انتظار عودة الرب الذي صعد إلى السماء وسيأتي ثانية.
"وَكَمَا وُضِعَ لِلنَّاسِ أَنْ يَمُوتُوا مَرَّةً ثُمَّ بَعْدَ ذلِكَ الدَّيْنُونَةُ، هكَذَا الْمَسِيحُ أَيْضًا، بَعْدَمَا قُدِّمَ مَرَّةً لِكَيْ يَحْمِلَ خَطَايَا كَثِيرِينَ، سَيَظْهَرُ ثَانِيَةً بِلاَ خَطِيَّةٍ لِلْخَلاَصِ لِلَّذِينَ يَنْتَظِرُونَهُ" (عبرانيين 27:9-28).
واذكر أن عشاء الرب شركة مع الأبرار..
فامتحن نفسك، هل يسوع المسيح فيك؟
"وَلكِنْ لِيَمْتَحِنِ الإِنْسَانُ نَفْسَهُ، وَهكَذَا يَأْكُلُ مِنَ الْخُبْزِ وَيَشْرَبُ مِنَ الْكَأْسِ" (1كورنثوس 28:11).
يقول بولس الرسول:
"جَرِّبُوا أَنْفُسَكُمْ، هَلْ أَنْتُمْ فِي الإِيمَانِ؟ امْتَحِنُوا أَنْفُسَكُمْ. أَمْ لَسْتُمْ تَعْرِفُونَ أَنْفُسَكُمْ، أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ فِيكُمْ، إِنْ لَمْ تَكُونُوا مَرْفُوضِينَ؟" (2كورنثوس 5:13).
وبعد أن تتأكد من وجود المسيح فيك، يمكنك أن تأكل من الخبز وتشرب من الكأس.