أيلول (سبتمبر) 2009
كم هفا قلبي إلى ماء السما
مستجيراً خالقي في الغلس
عطشت نفسي وأضناني الظما
للسما حيث مروّي الأنفسِ!
يا إلهي، هذه الأرض، نعيم
أنت قد أوجدتها بعد العدم،
فعصى إنسانها منذ القديم
بشقاء مُبدِّلاً تلك النعم،
فغدا فردوسه مثل الجحيم،
ومضى يكدح في دنيا ألم،
إنما رحمتك السمحاء ما
تركته للرجيم الشرس!
فأتى الفادي ينجي الأمما
واشتراهم بالثمين الأقدس!
إنني أحيا على هذا الرجا
مؤمناً أن الفدا قد كان لي
أصبحت أرضي كظلّ للسما
عندما في داخلي حلّ العلي
***********
ومضى عهد عذابي والشقاء،
ورجائي قد جلا مستقبلي
غيثك المُحيي على عجزي همى
فارتوت نفسي بلقيا مؤنسي
وبك العزم بإيماني نما
فتغلّبت على المختلس!
وغدا الخاطئ إنساناً جديد
ربه فيه إلى الخير يقود
بعد أن حرره الفادي الوحيد
نازعاً من عنقه تلك القيود
مرجعاً فردوسه الأبهى السعيد
فاتحاً قدامه باب الخلود
زال، يا ربي، الظما، لما سما بي
فداء ردني عن دنسي
جعلتني طاهراً تلك الدما
وأعانتني بروح قدس!