كانون الأول (ديسمبر) 2005
هكذا أنشدت ملائكة السماء:
”المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرة“.
فقد جاء ملء الزمان لإتمام النبوات عن ميلاد المسيح: ”لأنه يولد لنا ولد، ونُعطى ابنا، وتكون الرياسة على كتفه. ويُدعى اسمه عجيباً، مشيراً، إلهاً قديراً، أباً أبدياً، رئيس السلام. لنمو رياسته، وللسلام لا نهاية“ (إشعياء 6:9و7). ولقد أطاح نشيد السلام بكل قوى الظلام، بعد أن صمت صوت النبوة أربعمائة عام..
وفي هذه الفترة المظلمة ظهرت فلسفات وهرطقات كثيرة.. لكنها فشلت في صنع السلام المطلوب.. من يعطي الخائف سلاماً؟.. من يهب القلق اطمئناناً؟.. ولكن هناك بقية تنتظر الرجاء المبارك والسلام الحقيقي.. حتى جاء الوقت المعين من الله فأرسل ابنه رئيس السلام لينقذ الأرض من اللعنة. لأن اسمه يسوع، أي ”يخلص شعبه من خطاياهم“ وحين بدأ يسوع خدمته الجهارية نادى للناس بالسلام في القلب بالحب والإيمان.. حث الجميع على التوبة لأنه قد اقترب ملكوت السموات حيث ينال كل من يؤمن به حياة أبدية لأنه جاء لكي يطلب ويخلص ما قد هلك.
لكن ماذا عن السلام اليوم؟ والعالم يجلس فوق فوهة بركان يغلي ويفور ويقذف الحمم والنار والهلاك! حروب في كل مكان.. عنف.. قتل.. إرهاب وسفك دماء... وليس من منقذ يعيد السلام لهذا العالم. فالإنسان قد أعد مما صوَّر له الشيطان من أسلحة الموت والدمار ليهلك أخاه الإنسان، وفي نفس الوقت ينادي العالم ”سلام... سلام“ ولا سلام!! لأنه ”لا سلام قال إلهي للأشرار“.
وفي نهاية هذا العام وبداية عام جديد أرى العالم في اضطرابه ودماره ما زال يزداد شراً وفساداً. والسؤال من يرفع هذه اللعنة؟ من يعيد السلام؟ من يشفي جراح القلوب الأمينة التي تنتظر الرجاء المبارك؟ من غيره رئيس السلام؟ إنه سوف يأتي ثانية لاختطاف المنتظرين إلى المجد والسلام الأبدي. ومع هذه البقية الأمينة، أسمع صوتاً من سحاب المجد قائلاً: ”سلامي أعطيكم ـ وأعد لكم مكاناً ـ ثم آتي لآخذكم إليّ.. حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضاً“، واهتف مع جموع القديسين ”آمين. تعال أيها الرب يسوع“.