أيار May 2005
أماهُ يا نبعَ العطاءِ الدائمْ
وقلباً ينبِضُ بالحبِّ العارمْ
أماه يا صدراً حنوناً متسعاً على الدوامْ
لأولادِك يا أماهُ في كلِّ الأيامْ
أماهُ في يومِ عيدكِ أقدِّم لكِ أحلى الأنغامْ
واليومَ يليقُ بكِ كلُّ الاحترامْ
فأنتِ التي ضحّيتِ بالتمامْ
على مرِّ السنينَ والأعوامْ
لكي تربِّي وتُنشئي جيلاً
يحيطُ بهِ الخيرُ والوئامْ
أماهُ، أنتِ عنوانُ التضحياتْ
وفيكِ مذخََّرٌ كلُّ الكمالات
من كنزٍ، وعلمٍ، وحِكمٍ جليلات
لا عجبَ، فأنتِ من نساءِ السيد الحكيمات
التي أضأْتِ مصباحَكِ وصرتِ كما المناراتْ
تنيرينَ ظلام َ الأفقِ من الجهالاتْ
وترشدينَ دربَ القبطانِ من الضلالاتْ
وهكذا وضعتِ مكيالَكِ على المنارةْ
كيما ينيرَ طريقَنا وطريقَ أهلِ الحارةْ
فغدونا نتبعُ الحقَّ والنورَ
وإليكِ يعودُ الفضلُ في خلاصِنا من الديجورْ...
أماهُ يا بلسماً لجراحِ القلوبْ
وبلساناً لنا في ليلِ الكروبْ
تهدِّئين من روعِنا في الدروبْ
وتعلميننا كيف يمكن أن نتغاضى عن الذنوبْ
ذنوبِنا وذنوبِ مَنْ أخطأوا في حقِّنا
بأن نرميَها جميعاً عندَ أقدام ِيسوعِِنا المصلوبْ
أماه ماذا أقول
فلا تسعُني الأوراقُ ولا السطورْ
والحديثُ يفيضُ وليس من فتورْ
والآنَ وأنت في محنةِ المرض أراكِ دائماً تلهَجين في حبورْ
وتنشدين يا أماهُ بكل سرورْ
أجل، أسمعُكِ ترددين وتقولينْ
"في الصليب في الصليب
راحتي بل فخري"
وعندما أسألك مستفسرة عما تنشدين؟ تجيبين:
انصُتي يا ابنتي، هناك مرنمون ألا تسمعينْ؟
يرنمون منشدين ومسبحينْ
عن صليب المسيح يهتفون معلنينْ
خلاصاً للناس أجمعين
حتى يؤمنوا ويصبحوا آمنين!
فهل هناك يا ابنتي من نشيدٍ أعذبَ لحناً
من نشيدِ الصليب المعلِنِ حباً
حباً عظيماً ليس مثلُه بذلاً
إذ أخلى نفسَهُ من السماءْ
وتنازلَ من العلياءْ
ليهبَنا خلاصاً هو قمةُ العطاءْ
هذه هي الأنشودة يا ابنتي التي ترنُّ في أذنيَّ وقلبي سواءْ
فهل لها نظيرْ في عالم الفناءْ
كلاّ بالتأكيد،
لأنها قصةُ حب الله للملا
كيما ينالوا الحياةَ الآن، والأخرى في دار البقاءْ
والآن وبعدَ مرورِ السنينْ
ينعكسُ الوضعُ يا أماه
لأصبحَ أنا من المعتنينْ
عندَ محنتِكِ أضحيتُ من المهتمّين
فتراني أمتِّع أذنيَّ بالدعاء منك إلى رب العالمينْ
مستجديةً منهُ كلَّ الرضى والنور المُبينْ
أرعاكِِ يا مَنْ رعيتِني في كلّ السنين
عساكِ تتحسَّنين وتعودينْ
إلى ما كنتِ عليه يا أغلى عطرِ ناردين