أيار May 2005
إن الصلاة امتياز والتزام. فالمؤمن الحقيقي لا بد أن يصلي، لكنه كثيراً ما يكفّ عن الصلاة حين يتصوّر بأن صلاته عقيمة ليس لها نتائج..
ومرات أخرى لا يحسّ المرء بشوق إلى الصلاة، لأن قلبه مصاب بالجفاف الروحي ولا رغبة لديه في الاقتراب إلى الله. وهل يمكن أن يكون هذا الجفاف عذراً لعدم الصلاة؟ الواقع، إن هذا ليس عذراً لكنه ذنب، ذلك لأن الشخص الذي لا يحس بالرغبة في الصلاة، يجب أن يصلي صلاة مضاعفة. فحين يكون الكيان في حالة غير مناسبة للصلاة، فإن هذه الحالة هي بمثابة علامة الخطر التي تؤكد للإنسان أنه يعوزه شيء مهم.
حين يتقدَّم الجيش للحرب يحمل معه المعدات الكثيرة التي كثيراً ما تعطِّل تقدّمه في الحرب. يقول الرسول بولس بأننا إن أردنا أن نكون جنوداً صالحين في الجيش الروحي، علينا أن نطرح كل ثقل، وأن نحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع أمامنا.
أيها الإنسان غير المصلي، هل تقبل أن تعطل تقدُّم الجماعة؟ لماذا تضيّع جانباً كبيراً من وقت العاملين معك لحثك وتشجيعك على العمل المثمر؟
إن الإنسان في الصلاة يطلب البركة لأجل الآخرين، فمن يكف عن الصلاة يمنع البركة عن الآخرين. والعالم اليوم، وسط اضطرابه وقلقه، يحتاج إلى من يصلي من أجله بنفس واحدة. وإن كانوا يقولون بأنه في الاتحاد قوة فإن هذا ينطبق على الصلاة أيضاً، ففي صلاة الجماعة قوة عظمى. ولمّا اتحد التلاميذ في الصلاة معاً بنفس واحدة، تزعزع المكان، وامتلأ الجميع من الروح القدس، ونالوا قوة للشهادة للرب. فلنتكاتف معاً في الصلاة حتى يسكب الرب علينا البركة التي ننشدها.