Voice of Preaching the Gospel

vopg

أيلول (سبتمبر) 2005

إن الخطية بحسب تعريف الكتاب المقدس هي التعدي على شرائع الله وأحكامه. وكل من يفعل الخطية يفعل التعدي أيضاً.

لشدّ ما نتألم ان تعدّى إنسان علينا، أو على حق من حقوقنا، أو خاننا؟ ألا يقبح هذا العمل في عيوننا؟ أوَلا نشعر بدافع للانتقام؟ فإن كنا ونحن ضعفاء وتحت الخطية بعينها نشعر بهذا، فكم بالحري الله القدوس الذي عيناه أطهر من أن تنظرا الشر والخطية؟ ترى ألا يتألم؟ ألا يحزّ في نفسه أن يرى مخلوقاته يخطئون بتعدياتهم على شرائعه وأحكامه. فهل يترك القضاء العادل أحد المعتدين على أحكامه دون قصاص؟

 

عندما يرى الله أن الإنسان - الذي خلقه على صورته وشبهه، وأراده أن يكون ابناً صالحاً له - يتعدى على أحكامه وشرائعه، ويفعل الخطية، ويزداد في البعد عنه، لا بد له أن يقاصصه، لأنه إله قدوس وقد لفظ حكمه على الخطية: "النفس التي تخطئ هي تموت" (حزقيال 18:4). فبالرغم من كونه إلهاً محباً فهو أيضاً إله عادل ويتقيد بتنفيذ أحكامه، وإلا لبطل كونه إلهاً عادلاً لكنه يطيل أناته كثيراً على الإنسان ويعطيه فرصة طويلة لكي يتوب ويعود عن ضلاله وخطاياه.

ويدون لنا الكتاب المقدس حوادث كثيرة ترينا انسكاب غضب الله على الخطاة والأشرار، وتظهر لنا من جهة أخرى رحمته ورأفته وطول أناته.

في أيام نوح ظلت أناة الله تنتظر مئة وعشرين سنة على الناس حتى يعودوا عن خطاياهم وتعدياتهم. ولما لم يرجعوا عنها وقد امتلأت الأرض ظلماً منهم أرسل الله طوفاناً عظيماً فأهلك كل جسد فيه روح حياة من تحت السماء ولم ينجُ إلا نوح ومن كان معه في الفلك.

وفي أيام لوط عندما امتلأت أرض سدوم وعمورة رجساً وظلماً، قال الرب: "إن صراخ سدوم وعمورة قد كثر، وخطيتهم قد عظمت جداً" (تكوين  20:18). "فأمطر على سدوم وعمورة كبريتاً وناراً من عند الرب من السماء. وقلب تلك المدن، وكل الدائرة، وجميع سكان المدن، ونبات الأرض" (تكوين 24:19-25). لكنه إذ ذكر إبراهيم أنقذ لوطاً البار وابنتيه من وسط الانقلاب.

وهكذا نرى كيف أن الله القدوس يقتصّ من الخطاة والفجّار "لأن غضب الله مُعلن من السماء على جميع فجور الناس وإثمهم، الذين يحجزون الحق بالإثم" (رومية 18:1).

عندما أخطأ داود النبي أرسل له الله ناثان ليعلمه بحكمه عليه بسبب خطيته، فقال له ناثان: "لماذا احتقرت كلام الرب لتفعل الشر في عينيه؟ قد قتلت أوريا الحثي بالسيف، وأخذت امرأته لك امرأة... والآن لا يفارق السيف بيتك إلى الأبد لأنك احتقرتني... هأنذا أقيم عليك الشر من بيتك" (2صموئيل 12: 9-11).

فإن كان الله لم يعفِ الشعوب في القديم من حكمه العادل والرهيب، بل كان يقتصّ منهم شر اقتصاص عندما يعصون أحكامه وشرائعه بارتكابهم الخطية والشر فيهلكهم، ويحرقهم، ويعمل السيف في بيوتهم، فهل تظنه يعفينا نحن اليوم من جريمة تعدينا على شرائعه وأحكامه بارتكابنا الخطية؟ أم أن الله يتغير مع تغير الزمان والمكان؟ حاشا! كل شيء يتغير ويزول ما عدا الله القدوس لأنه ”هو هو أمساً واليوم وإلى الأبد"، وأحكامه لم ولن تتغير.

لم يشفق الله على ابنه من القصاص، عندما حمل خطايا البشرية طوعاً لكي يفتدي العالم، ونفّذ فيه حكمه العادل على الخطية. فأجرع البارّ كأس غضبه معلقاً إياه على صليب العار. فهل نظنه يشفق علينا نحن الخطاة الأثمة؟ وهل ننتظر منه رحمة إن لم نتب؟ إن كل من يفعل الخطية هو مجرم وشرير في نظر الله. وكلمة الله تقول: "فسخط وغضب شدة وضيق على كل نفس إنسان يفعل الشر" (رومية 8:2و9). إننا بارتكابنا الخطية نعادي ونخاصم إلهاً قدوساً، فأين نهرب من غضبه ومن يوم دينونته الآتي؟!

إن الله يتأنى كثيراً على الخطاة، وهو لا يريد أن يهلك أناس بل أن يُقبل الجميع إلى التوبة. والرسول بولس يقول: "أم تستهين أيها الإنسان بغنى لطفه وإمهاله وطول أناته، غير عالم أن لطف الله إنما يقتادك إلى التوبة؟" (رومية 4:2).

ألا نعتبر إذاً ونخجل من محبة الله لنا، ولطفه وإمهاله، ونعود عن ضلالنا؟ ألا نشعر أننا خطاة وبحاجة إلى المصالحة مع الله قبل فوات الأوان؟

الرب يسوع المسيح ينادي الكل الآن لكي يتصالحوا مع الله بواسطة دمه... يقول الكتاب: "بدون سفك دم لا تحصل مغفرة" (عبرانيين 22:9)، "والوسيط الوحيد بين الله والناس الإنسان يسوع المسيح" (1تيموثاوس 5:2).

ألا تتمنى يا عزيزي القارئ أن تتصالح مع الله الآن وتحصل على غفران خطاياك؟ اقبل إذن الرب يسوع مخلصاً شخصياً لحياتك، وتب عن خطاياك فتُغْفَر للحال، وتنال به الحياة الأبدية.

المجموعة: أيلول September 2005

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

640 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10552467