Voice of Preaching the Gospel

vopg

أيلول (سبتمبر) 2005

العالم كله يذكر مجيئه الأول إلى عالمنا.. هذا المجيء الذي قسم التاريخ، وغيّر معالم الوجود، وطبع بصماته على الضمير البشري، وأحدث ثورة سلمية مزلزلة، اهتزت لها كل الرواسي، وانحنت أمامها أعتى الرؤوس، وأعظم الإمبراطوريات بما لا يعرف له التاريخ مثيلاً. راح هذا الافتراض الغريب يلحّ على ذهني كثيراً.. ومؤداه ”ماذا لو أنه لم يأتِ منذ ألفَي عام.. واتفق أن يكون مجيئه في هذه الأيام؟!!“

 

ترى هل كان سيلقى ذات ما لقيه، ويواجه نفس الذي واجهه.. أم كان الأمر يختلف في عالم اليوم، مما كان عليه في عالم الأمس؟ بماذا كان يواجه المدنيات المعاصرة، ومفاهيم هذا الجيل؟ وماذا كان حكمه على هيئات ومؤسسات دينية، يقوم بها أبناء المسيحية الاسمية في هذه الأيام؟ وبماذا كانت هذه الهيئات والمؤسسات تنظر إليه، وتقيّم فكره، وتعليمه، والمبادئ التي جاء ليرسيها، والتعاليم التي يعلّم بها؟!!

وسرعان ما قادني هذا الخاطر الغريب إلى نتائج وإن كانت تبدو غريبة ومثيرة، لكنها في تصوّري لا تعدو الحقيقة المؤسفة التي يعايشها واقعنا الديني والدنيوي المعاصر في هذه الأيام! وفي ما يلي أسجل للقارئ العزيز بعض ما خلصت إليه في تصوُّري هذا، فأقول:

¨  لو جاء المسيح اليوم لبدأ ثورته من داخل الكنيسة..

وأعني بها الكنيسة بوجه عام.. هذه الكنيسة التي أبدلت ذهب الإنجيل النقي بنحاس التعاليم البشرية، وتركت المضمون والجوهر، وانصرفت إلى الشكل والقشور. وعوضاً عن بساطة الإيمان الأول، والدعوة إلى الخلاص بالنعمة، راحت تقدّم مسيحية من صنع الناس، هي أبعد ما يكون عن مسيحية الكتاب المقدس.. مسيحية الرسل والعصور الأولى.

¨  لو جاء المسيح اليوم لصبّ جام غضبه على قادة الدين الاسميين..

هؤلاء الذين أبدلوا الحق الإلهي المكتوب بتعاليم البشر، وانصرفوا عن إنجيل المسيح إلى مظاهر الدين الخادعة. ولخاطبهم بما خاطب به أسلافهم في القديم، قائلاً: ”فقد أبطلتم وصية الله بسبب تقليدكم. يا مراؤون، حسناً تنبّأ عنكم إشعياء قائلاً: يقترب إليّ هذا الشعب بفمه ويكرمني بشفتيه وأما قلبه فمبتعد عني بعيداً، وباطلاً يعبدونني وهم يعلّمون تعاليم هي وصايا الناس“ (متى 6:15-9)، ”لأنكم تركتم وصية الله وتتمسكون بتقليد الناس. غسل الأباريق والكؤوس وأموراً أخر كثيرة مثل هذه تفعلون. مبطلين كلام الله بتقليدكم الذي سلمتموه“ (مرقس 8:7 و13).

¨  لو جاء المسيح اليوم لكال أشدّ الويلات على الكثيرين من تجار الدين

قائلاً لهم ما قاله لآبائهم السالفين: ”ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم تغلقون ملكوت السموات قدام الناس فلا تدخلون أنتم ولا تدعون الداخلين يدخلون. ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم تأكلون بيوت الأرامل ولعلة تطيلون صلواتكم. لذلك تأخذون دينونة أعظم. ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم تطوفون البحر والبر لتكسبوا دخيلاً واحداً ومتى حصل تصنعونه ابناً لجهنم أكثر منكم مضاعفاً.. أيها القادة العميان الذي يصفّون عن البعوضة ويبلعون الجمل. ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم تنقّون خارج الكأس والصحفة وهما من داخل مملوآن اختطافاً ودعارة. أيها الفريسي الأعمى نقّ أولاً داخل الكأس والصحفة لكي يكون خارجهما أيضاً نقياً. ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم تشبهون قبوراً مبيّضة... مملوءة عظام أموات وكل نجاسة... أيها الحيات أولاد الأفاعي كيف تهربون من دينونة جهنم“ (متى 13:23-33).

¨  لو جاء المسيح اليوم لدخل كاتدرائيات كبرى تعلوا قبابها الصلبان

ليقلب من جديد موائد الصيارفة وكراسي باعة الحمام.. وغير الحمام!! ولفتل سوطاً - لا أظنه هذه المرة من حبال - وصاح قائلاً: ”بيتي بيت الصلاة يُدعى وأنتم جعلتموه مغارة لصوص.. ارفعوا هذه من هنا. لا تجعلوا بيت أبي بيت تجارة“
(لوقا 45:19، يوحنا 16:2). ”وإلا فهوذا بيتكم يُترك لكم خراباً“ (متى 28:23).

¨  لو جاء المسيح اليوم.. لصاح في وجه ”ترزية“ كل العصور الجاعلين من أنفسهم كهنة لكل معبد.. يفصِّلون الدين على كل سياسة! فإذا كان الحكم شمولياً، باركوه باسم الدين.. وإذا كان الحكم ليبرالياً، باركوه باسم الدين.. وإذا كان الحكم رأسمالياً باركوه باسم الدين.. وإذا كان اشتراكياً، باركوه باسم الدين! ولطالما طبّلوا في موكب الاشتراكية الشيوعية.. وها هم الآن يرقصون في جنازتها! وشعارهم ”در مع الطريق إذا دارت“.

¨  لو جاء المسيح اليوم لوجد أن عدد ”الإسخريوطيين“ قد ازداد! وأن الكثيرين على استعداد أن يبيعوه، إن لم يكن قد باعوه بالفعل، من أجل الوظيفة أو الكرسي والمنصب.. من أجل النحاس، والفضة ناهيك عن الذهب! من أجل تنعّم يوم يحسبونه لذة! أما مقادس الله فليرثها الدمار والخراب!

¨  لو جاء المسيح اليوم... لصدمته مجامعنا الروحية ومجالسنا الكنسية التي تهاونت في أمر التعليم، وتنكرت لنقاء العقيدة والسلوك. فأفسحت المجال لكل من هبّ ودبّ... فدخل الكثيرون إلى الكنيسة خلسة، واعتلت المنابر ذئاب في جلود حملان!

ولصاح قائلاً: ”اعزلوا الخبيث من بينكم! فأية شركة للنور مع الظلمة، وللمسيح مع بليعال“.. ”هل يجتنون من الحسك تيناً، أو من الشوك عنباً“.. ”ولا أعود أكون معكم إن لم تبيدوا الحرام من وسطكم“. وختاماً، فإني لا أعدو الحقيقة إذا قلت أنه،

¨  لو جاء المسيح اليوم لتمّ صلبه على أيدي الكثيرين ممن يتنادون بالانتماء  إليه، والغيرة على كنيسته.. ويفرضون الوصاية على تعاليمه!

وستكون تهمته هذه المرة، أنه جاء ليلغي سلطة الكنيسة، ويشطب على المسافة الفاصلة بين الإنسان والله.. جاعلاً أمر الخلاص هيناً ميسوراً. وشاطباً على كل الوساطات والشفاعات.. باعتبار أنه الوسيط الوحيد والشفيع الوحيد بين الله والإنسان...

ولا حاجة بهم إلى شهود.. أما سمعوه يقول: ”ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي“، ”ومن يُقبل إليّ لا أخرجه خارجاً؟“

وبعد قارئي العزيز، فإنه في ختام كل هذه الافتراضات الكثيرة.. دعني أؤكد لك هذه الحقيقة التي لا يتطرق إليها الشك. والتي يعلنها وحي الله الصادق. إن المسيح سيأتي بالفعل. إنه سيأتي ثانية.. لكنه في هذه المرة سيأتي ”ورفشه في يده، وسينقّي بيدره، ويجمع قمحه إلى المخزن. وأما التبن فيحرقه بنار لا تُطفأ“ (متى 12:3).

فهَلْ تنبَّه الغافلون؟

المجموعة: أيلول September 2005

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

108 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10560119