Voice of Preaching the Gospel

vopg

نيسان (إبريل) 2006

قال الفيلسوف كيركجارد: "إن الطفل ليس قديساً صغيراً، تجيء نماذج السلوك السيئ فتفسد عليه طهارته الأصلية، بل إن علة الداء كامنة في صميم قلبه منذ البداية". بمعنى أن الدنس لا يأتي إلينا من الخارج ثم ينفذ إلى الداخل، بل هو في باطن صميم إرادتنا. وتبعاً لذلك فإن "الشر" كامن في مركز إرادتنا، وتلك الإرادة الشريرة هي التي تصطنع الظروف المؤاتية لاقتراف الإثم والرذيلة. وفي هذا الصدد قال أيضاً الفيلسوف جانكلفتش: "إن بؤرة الفساد ليست بعيدة عنا بل هي قريبة كل القرب منا لدرجة أنها قد تكون هي نحن أنفسنا".

 

إن "الخبث" مثلاً هو الإرادة الشريرة لأنه يبدأ دائماً من تلقاء نفسه.. نعم، إنه دخيل متطفل مثله مثل أي عمل شرير، لكنه دخيل لا يقدم إلينا من بعيد إذ أنه ينبثق من أعماق قلوبنا.

إن البشر ألقوا بتبعة أعمالهم على الشيطان حتى يحمّلوه مسؤولية ما يقومون به من تنافر، وتشاحن، واضطراب، وكراهية، في حين أن كل الشواهد جميعاً تقول بأنهم هم أنفسهم "الشيطان". أليس ابن آدم هو ربيب الشر؟ أليست بضاعة الشر تروج لبني البشر في هذا العالم، أولئك المشترين الذين يتهافتون على سلعة الشيطان لأنها بضاعتهم ردت إليهم؟

تحدث معي أحدهم قائلاً: "ليت كارثة تحل بالعالم تصيب الأشرار منهم ولا يبقى إلا الأخيار ثم يؤذن للحياة أن تسير، ألا تكون حياة مشرقة ومبهجة؟ فأجبته: إذا تحقق حلمك الواهي ونزلت نار من السماء والتهمت الشر والأشرار، فما جدوى وجود الأخيار في هذا العالم؟ فلماذا لا ينهي الله العالم حينئذ ويأخذ هؤلاء الأخيار ليتمتعوا بحياة سعيدة في حضرة الله؟

إن الله هو خالق الخير وسامح بالشر بأن يكون في هذا العالم لحكمة يدركها الله. ونحن ندرك بعضها، فهو الذي سمح بسقوط أبينا آدم، ومنذ ذلك اليوم، والشر يجري في عروقنا. فالخير والشر موجودان على الأرض وسيبقيان حتى قيام الساعة.

والسؤال هو: لماذا سمح الله بسقوط الإنسان وولادته حاملاً جرثومة الشر وما ترتب على ذلك من آلام؟

الواقع أنه لولا وجود الشر لما عرفنا معنى الخير، ولو لم تصبنا وخزات ولسعات الأشرار لما سعدنا بعِشرة الأخيار. ولولا وجود الشر والكراهية في العالم، لما احتجنا لوجود الخير، والحب. ولعل أعظم حب هو ذلك الذي لا يتطلب مبادلته بحب نظيره، بل هو ذلك الحب الذي كُتب عليه أن يشفي ويتألم دون أن يتطلب بالضرورة تجاوباً بحب نظيره، ودون أن ينتظر رد الجميل بمثله. إنه ذلك الحب الذي يتجه دائماً نحو صرعى الشر والخطيئة من ضحايا البشر الأشقياء مسلطاً عليهم من أشعته ما يذيب قساوة قلوبهم ويحطم إرادتهم الشريرة.

لولا أننا - بسماح من الله - أصبنا بمرض الشر وآلامه، لما تمتعنا بحب الله وغفرانه للخلاص من ذلك المرض.

المجموعة: 200604

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

457 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
11577377