Voice of Preaching the Gospel

vopg

نيسان (إبريل) 2006

"وَمِنْ مِلْئِهِ نَحْنُ جَمِيعاً أَخَذْنَا وَنِعْمَةً فَوْقَ نِعْمَةٍ" (يوحنا 16:1)

 

مضت أيام وأسابيع، وكانت كلمة "النعمة" تراودني كل يوم في نومي، وقيامي، بها ينبض قلبي ويشدو لساني. أراها أمامي، وحولي، وفوقي، وأينما تطلعت.. أراها في غيوم "فلوريدا" الناصعة البياض التي تقينا حر النهار وبمطرها تروي الأرض وتنعش النبات. أراها في الهواء، والماء والغذاء. رأيتها في والدي، وأراها الآن في بيتي، وامتدادها العجيب في أولادي. أراها في إخوتي في الرب وأحبائي.. أراها في خدمتى وجوهر كياني.. في سفري وترحالي.. رأتني ضالاً فوجدَتني، أعمى فأنارتني، غريقاً فخلصتني، جريحاً فضمدتني.

 

كثيرون اضطهدوني في لبنان، وبعضهم هجموا عليّ بالرشاشات... لكن نعمة المسيح حفظتني منهم كحدقة العين.. وكأن عمانوئيل ”الله معنا“ كان يقول لي: ”أنا معك وسأحفظك“. والغريب العجيب أن الرصاص الطائش قتل بعضاً منهم ونحن لم ندرِ... وفي صباح اليوم التالي قمنا نسبح الرب  وهم يندبون، فتم قول الرب: ”كل آلة صُوِّرت ضدّك لا تنجح“ (إشعياء 17:54). هذه هي النعمة متممة العهود ومطبقة الوعود، هي أعظم وأمجد وأحب كلمة في لغات البشر.. هي النعمة الفائقة، والفائضة، والمنعمة، والحافظة، والغافرة، والمبررة.. هي أعلى من السموات وأعمق من البحار... إنها عطية الله التي لا يعبَّر عنها... شخص الرب يسوع المسيح، له كل المجد.

أراني كذلك الطفل الذي كان يلهو على الشاطئ محاولاً أن يضع البحر في دلوه الصغير ولم يستطع!

لهذا تريثت طويلاً شاعراً بعجزي وضعفي.. حتى سمعته قائلاً: ”تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تُكمل“. فوثقت وجلست وكتبت. هكذا كان بولس الرسول، رغم علمه وبلوغه الروحي، بقي عاجزاً عن وصف هذه النعمة، ولم يستطع إلا أن يقول: "شكراً لله على عطيته التي لا يعبَّر عنها" (2كورنثوس 15:9). نعم، إنها عطية الرب يسوع المسيح التي تحوي فيضاً من البركات لا حصر لها.. هي كثيرة في كل صباح ومساء.. ومنها عطية الروح القدس، وبر المسيح، والماء الحي، والخبز الحي والمصالحة.. وغيرها.

ومن عطايا النعمة التي لنا في المسيح يسوع: الخلاص المجاني.. والرحمة.. والمغفرة.. والتبرير.. والتقديس.. والحياة الأفضل!!

ومن مرادفات النعمة الكتابية، نعمة العطاء، نعمة الكلام، نعمة الإيمان، نعمة الثقة، نعمة التواضع، نعمة الرجاء، وأخيراً يقول بولس الرسول: "غنى مجد نعمته الفائق بالمسيح يسوع". وباختصار، بعد أن أخذنا دلواً من بحر نعمته، وإن جاز لنا التعبير أن نشبّه كلمة "نعمة" بصيدلية طبية بأدويتها المحدودة، الوقتية والمسكّنة، والتي لا تضمن الشفاء، وهي كثيرة الثمن! هكذا صيدلية النعمة الروحية السماوية، فهي بلا حدود.. فيها الشفاء، والخلاص، والحياة الأبدية، وهي إذا طلبتها تجدها في كل مكان وفي كل وقت. هي مجانية لكل من يؤمن ويقبلها. وفوق كل هذه، إن مصدرها هو الطبيب الأعظم الرب يسوع المسيح الذي نجد في كلماته الدواء والشفاء والحياة والعزاء..

آمن فقط

قال النبي إشعياء: "أيها العطاش جميعاً هلموا إلى المياه.."، وقال الرب يسوع: "من يُقبل إليّ فلا يجوع، ومن يؤمن بي فلن يعطش إلى الأبد" (يوحنا 35:6). فما أمجدك يا يسوع وما أعظمك، وما أعجب كلمات النعمة الخارجة من فمك!! قلتَ للميت قم فقام، وكل من لمسته نال الشفاء ونال الخلاص.. فيا ليت العالم كله يأتي إليك!

أخي المؤمن، تعال معي لنبحر في أغوار نعمة الله الفائقة في المسيح، ولا نكتفِ بالوقوف على الشاطئ، نترك الدرر، والبركات، والصيد الكبير في العمق. فقد أطاع بطرس يسوع، وذهب إلى العمق، واصطاد ما لم يقدر أن يحمله! تعالَ إلى النهر الذي لا يُعبر، وامتلئ من نهر نعمته، ولا تكتفِ بالشاطئ أو بأن تدخل إلى الكعبين أو الحقوين، بل ادخل بالروح إلى أعماق الله لأن منه تأتي كل النعم والجود.

فإن كنت لم تقبل خلاص المسيح بعد، تعال إليه اليوم ولا تقسِّ قلبك.. أناشدك أن تأتي إلى يسوع الذي يناديك.. إنه بانتظارك لأنه جاء لك خصيصاً ليخلصك. اقبل هذه النعمة الفائقة بالمسيح... وهنيئاً لك إن فعلت ذلك.

المجموعة: 200604

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

566 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
11577915