Voice of Preaching the Gospel

vopg

نيسان (إبريل) 2006

كتب بطرس الرسول بوحي الروح القدس إلى المؤمنين المتغربين فقال: "وأما نتم فجنس مختار وكهنوت ملوكي أمة مقدسة شعب اقتناء لكي تخبروا بفضائل الذي دعاكم من الظلمة إلى نوره العجيب" (1بطرس 9:2).

من ذا الذي دعا المؤمنين به من الظلمة إلى نوره العجيب؟ إنه يسوع المسيح.

 

ونور يسوع المسيح عجيب، لأنه هو ذاته عجيب، وهو يمنح من يؤمن به مخلصاً وفادياً ورباً، ويثق أن موته على الصليب، ودفنه، وقيامته الظافرة قد طهره من آثامه، وحرره من خطاياه.. يمنحه نوره العجيب.

لقد قال وهو الصادق الأمين: "أنا هو نور العالم. من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة"
(يوحنا 12:8).

الإنسان– كل إنسان– بطبيعته الساقطة التي ورثها من آدم "ظلمة".. وبولس يكتب للقديسين الذين آمنوا إيماناً قلبياً بالمسيح الفادي فيقول: "لأنكم كنتم قبلاً ظلمة وأما الآن فنور في الرب" (أفسس 8:5).

ونظرة متأملة في ما يحدث في عالم اليوم، ترينا أن الإنسان الذي لم تغيِّره نعمة الله هو ظلمة متجسِّدة.

ظلمة في تعامله مع أخيه الإنسان وإساءاته الرهيبة إلى إنسانيته.. فقد وصلت ظلمته إلى شراء الفتيات الصغيرات من البلاد الفقيرة وبيعهن في سوق الدعارة. ووصلت ظلمته إلى تلذذه بالنظر إلى الصور التي تنشرها مجلات الجنس الرخيص، ووصلت ظلمته إلى مستوى أقل من مستوى الحيوان فصار يمارس الشذوذ الجنسي، الذكور مع الذكور، والإناث مع الإناث. ووصلت ظلمته إلى الدرك الأسفل بالقتل الجماعي للأبرياء، بحجة الاختلاف في الدين والحضارة مستخدماً اسم الله كذباً وبهتاناً. ثم تدهور فأقام علاقات مع عالم الجن والشياطين، والأرواح النجسة حتى صار عبداً للشيطان.

وما نراه من تدهور في العلاقات الزوجية والأسرية اليوم وتمرد البنين والبنات على آبائهم.. يؤكد أن الناس غارقون في الظلمة والظلام.

فهل من رجاء للإنسان "الظلمة" أن يصير نوراً؟ ومن ذا يقدر على تجديده، وتغيير سيرته ومصيره؟

أعود مكرراً: إنه يسوع المسيح الذي مات، ودفن، وقام منتصراً على الموت..

ويسوع المسيح يختلف اختلافاً تاماً عن الفلاسفة والعلماء، والأنبياء.

فهو يختلف عن أفلاطون، وأرسطو، وفيثاغورس، وهو يختلف عن بوذا، وكونفوشيوس، وهو أعظم من موسى.. هو من لا مثيل له لأنه أعلن آخر رسالات السماء لسكان الأرض.

"اَللهُ، بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيماً، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُقٍ كَثِيرَةٍ، كَلَّمَنَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ - الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثاً لِكُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي بِهِ أَيْضاً عَمِلَ الْعَالَمِينَ" (عبرانيين 1:1-2).

يسوع المسيح يستطيع أن يغيرك، ويجعلك إنساناً جديداً، ويزيل خوفك، وجهلك، وقسوتك، وشرَّك..

وسأقدم لك أمثلة ممن نقلهم يسوع المسيح من الظلمة إلى نوره العجيب.

نقل زكا محصل الضرائب من ظلمة العبودية لمحبة المال إلى نور العطاء للمساكين

عاش "زكا" في مدينة أريحا، وكان رئيساً لمحصلي الضرائب، وكان غنياً.. وطلب أن يرى يسوع من هو "ولم يقدر من الجمع لأنه كان قصير القامة".. وكم من أشخاص يريدون أن يروا يسوع ويعرفوه لكن جماهير المسيحيين الاسميين بحياتهم المتدهورة، وقيمهم المنهارة، وبيوتهم النجسة.. أخفوا يسوع عن من يطلبونه.

لكن "زكا" لم تثنه الجماهير المحيطة بالمسيح عن رغبته في أن يراه "فركض متقدماً وصعد إلى جميزة لكي يراه لأنه كان مزمعاً أن يمر من هناك".

والإنسان الذي يريد أن يرى يسوع، يستمر في البحث عنه حتى يجده.

عندما وصل يسوع إلى الجميزة التي صعد إليها "زكا" نظر إلى فوق فرآه، وقال له: "يا زكا أسرع وانزل لأنه ينبغي أن أمكث اليوم في بيتك".

عرف يسوع اسم "زكا" وناداه باسمه، وإن كنت تريد رؤية يسوع بصدق، فهو سيدعوك باسمك. لأنه يعرفك.

أسرع زكا ونزل وقبل يسوع فرحاً. وكل الذين قبلوا يسوع رباً ومخلصاً أعطاهم الحق في أن يصيروا أولاد الله.

ودخل يسوع بيت زكا رئيس العشارين وظالم المساكين.. المستعبد لمحبة المال.

"فوقف زكا وقال للرب ها أنا يا رب أعطي نصف أموالي للمساكين وإن كنت قد وشيت بأحد أرد أربعة أضعاف" (لوقا 8:19).

انتقل زكا من ظلمة العبودية لمحبة المال إلى نور العطاء للمساكين وتعويض المظلومين. فهل اختبرت هذا النور العجيب؟

لقد عرفت في سني خدمتي الكثيرين من البخلاء المستعبدين لمحبة المال.. بخلاء أعطاهم الرب الكثير ، ولكنهم حرموا أنفسهم ببخلهم من التمتع بما أعطاهم إياه الله.. وعاشوا أغنياء إسماً، فقراء حقاً.. وقد رثيت وما زلت أرثي لهم ولأمثالهم.

"يوجد من يفرق فيزداد أيضاً ومن يمسك أكثر من اللائق وإنما إلى الفقر. النفس السخية تُسمّن والمروي هو أيضاً يُروى" (أمثال 24:11).

لذلك كتب بولس الرسول إلى تيموثاوس قائلاً: "أوصِ الأغنياء في الدهر الحاضر أن لا يستكبروا ولا يُلقوا رجاءهم على غير يقينية الغنى (أي على الغنى غير المضمون) بل على الله الحي الذي يمنحنا كل شيء بغنى للتمتع".

(1تيموثاوس 17:6)

نقل مريم المجدلية من ظلمة العبودية لسبعة شياطين إلى نور التكريس لشخصه العظيم

يذكر البشير لوقا مريم المجدلية بالكلمات: "مريم التي تدعى المجدلية التي أخرج منها سبعة شياطين" (لوقا 2:8).

أي عذاب عاشته المجدلية، وقد سكن جسدها سبعة شياطين؟

سكنها شيطان العبودية للشهوة الجنسية، وشيطان الغرور بجمالها، وشيطان الكبرياء، وشيطان السخط والغضب، وشيطان التذمر والمرارة، وشيطان الحقد والكراهية، وشيطان الحسد. سبعة شياطين مزقوها حتى التقت بالمسيح الذي أخرج منها الشياطين السبعة، ونقلها إلى نوره العجيب.

بعد أن حرر يسوع المجدلية من شياطينها، صارت تابعة له حيث ذهب (لوقا 1:8-2).. ووقفت عند صليبه "وكانت واقفات عند صليب يسوع أمه.. ومريم المجدلية" (يوحنا 25:19). وذهبت أول الأسبوع لتضع الحنوط والأطياب في قبره (لوقا 1:24).. وكانت أول من ظهر لهم المسيح بعد قيامته (مرقس 9:16)، وقد أرسلها المسيح المقام لتبشير تلاميذه بقيامته "فجاءت مريم المجدلية وأخبرت التلاميذ أنها رأت الرب وأنه قال لها هذا" (يوحنا 18:20).

هكذا صارت المجدلية التي سكن جسدها سبعة شياطين، تعيش في نور المسيح العجيب.

فهل آمنت بالمسيح المصلوب المقام، وانتقلت من الظلمة واختبرت الحياة في نوره العجيب؟

نقل شاول من ظلمة التعصب والافتراء والعدوان وجعل منه بولس الرسول الذي شهد لقيامته أمام ملوك وضحى بنفسه لأجله

شاول، كان يهودياً فريسياً أعماه التعصب والجهل بحقيقة المسيح فاضطهد المسيحيين ورضي بقتلهم، وقادهم للسجون. وقد أقر شاول بأفعاله الأثيمة ضد المسيحيين أمام الملك أغريباس فقال: "فَأَنَا ارْتَأَيْتُ فِي نَفْسِي أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَصْنَعَ أُمُوراً كَثِيرَةً مُضَادَّةً لاِسْمِ يَسُوعَ النَّاصِرِيِّ. وَفَعَلْتُ ذَلِكَ أَيْضاً فِي أُورُشَلِيمَ فَحَبَسْتُ فِي سُجُونٍ كَثِيرِينَ مِنَ الْقِدِّيسِينَ آخِذاً السُّلْطَانَ مِنْ قِبَلِ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ. وَلَمَّا كَانُوا يُقْتَلُونَ أَلْقَيْتُ قُرْعَةً بِذَلِكَ. وَفِي كُلِّ الْمَجَامِعِ كُنْتُ أُعَاقِبُهُمْ مِرَاراً كَثِيرَةً وَأَضْطَرُّهُمْ إِلَى التَّجْدِيفِ" (أعمال 9:26-11).

ثم جاءت لحظة التغيير من ظلمة التعصب والجهل إلى نور المسيح العجيب. فتعال معي لتقرأ كلماته التي أعلنت سر هذا الانتقال في حياته:

"وَلَمَّا كُنْتُ ذَاهِباً فِي ذَلِكَ إِلَى دِمَشْقَ بِسُلْطَانٍ وَوَصِيَّةٍ مِنْ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ رَأَيْتُ فِي نِصْفِ النَّهَارِ فِي الطَّرِيقِ أَيُّهَا الْمَلِكُ نُوراً مِنَ السَّمَاءِ أَفْضَلَ مِنْ لَمَعَانِ الشَّمْسِ قَدْ أَبْرَقَ حَوْلِي وَحَوْلَ الذَّاهِبِينَ مَعِي. فَلَمَّا سَقَطْنَا جَمِيعُنَا عَلَى الأَرْضِ سَمِعْتُ صَوْتاً يُكَلِّمُنِي وَيَقُولُ بِاللُّغَةِ الْعِبْرَانِيَّةِ: شَاوُلُ شَاوُلُ لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي؟ صَعْبٌ عَلَيْكَ أَنْ تَرْفُسَ مَنَاخِسَ فَقُلْتُ أَنَا: مَنْ أَنْتَ يَا سَيِّدُ؟ فَقَالَ: أَنَا يَسُوعُ الَّذِي أَنْتَ تَضْطَهِدُهُ. وَلَكِنْ قُمْ وَقِفْ عَلَى رِجْلَيْكَ لأَنِّي لِهَذَا ظَهَرْتُ لَكَ لأَنْتَخِبَكَ خَادِماً وَشَاهِداً بِمَا رَأَيْتَ وَبِمَا سَأَظْهَرُ لَكَ بِهِ مُنْقِذاً إِيَّاكَ مِنَ الشَّعْبِ وَمِنَ الأُمَمِ الَّذِينَ أَنَا الآنَ أُرْسِلُكَ إِلَيْهِمْ لِتَفْتَحَ عُيُونَهُمْ كَيْ يَرْجِعُوا مِنْ ظُلُمَاتٍ إِلَى نُورٍ وَمِنْ سُلْطَانِ الشَّيْطَانِ إِلَى اللهِ حَتَّى يَنَالُوا بِالإِيمَانِ بِي غُفْرَانَ الْخَطَايَا وَنَصِيباً مَعَ الْمُقَدَّسِينَ"
(أعمال 12:26-18).

هكذا انتقل شاول من الظلمات إلى النور، ودعاه المسيح ليفتح عيون الناس ليرجعوا من الظلمات إلى نور المسيح العجيب.

ووصل بولس الرسول في محبته ليسوع المسيح، لدرجة التضحية بنفسه لأجله، وها هو يقول لقسوس كنيسة أفسس:

"وَلَكِنَّنِي لَسْتُ أَحْتَسِبُ لِشَيْءٍ وَلاَ نَفْسِي ثَمِينَةٌ عِنْدِي حَتَّى أُتَمِّمَ بِفَرَحٍ سَعْيِي وَالْخِدْمَةَ الَّتِي أَخَذْتُهَا مِنَ الرَّبِّ يَسُوعَ لأَشْهَدَ بِبِشَارَةِ نِعْمَةِ اللهِ" (أعمال 24:20).

ومرة ثانية نقرأ كلماته: "لأَنِّي مُسْتَعِدٌّ لَيْسَ أَنْ أُرْبَطَ فَقَطْ بَلْ أَنْ أَمُوتَ أَيْضاً فِي أُورُشَلِيمَ لأَجْلِ اسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ“ (أعمال 13:21).

والآن، هل عرفت أنك بدون يسوع المسيح "ظلمة" وتعيش في الظلمات؟ وهل تريد أن تنتقل من الظلمة إلى نوره العجيب؟

آمن بالمسيح المصلوب المقام وسيشرق نوره العجيب في قلبك، ويغير مسيرتك ومصيرك إذ يعطيك حياة أبدية.

المجموعة: 200604

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

614 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10548560