في شهر نيسان/إبريل نتذكر الصليب والفداء... وأود أن أتوقّف قليلاً

لأتأمل في ثمن الفداء... الفداء الذي دُفع يوم الجمعة الكبيرة! لقد كنت تحت قصاص عدالة الله، وكان لا بد لسيف العدالة أن يرتوي من دمائي أنا الخاطي، لكن الرب يسوع المسيح أتى ليصبح البديل عني، ويفتديني من الغضب الأبدي.

لقد تم هذا الفداء، ليس بغير مقابل، بل بثمن لا يقدّر بمال...! هو دم المسيح الثمين! لذا لا يمكننا أن نتأمل الفداء إلا بعيون دامعة، ونفوس خاشعة! نعم، ما أعجب الفداء الذي ملأ الملائكة تعجباً، والذي ينبغي أن يملأنا حباً وتعبداً!

يذكِّرنا الفداء بالألم...

عزيزي القارئ، هل اجتزت مؤخراً في آلام قاسية؟ ولو حدث هذا معك، فسيجعلك تدرك قدراً يسيراً من كلفة ذلك الثمن الذي حدا بالمخلص أن يدفعه بالآلام.

لقد كانت آلامه الجسدية رهيبة جداً، إذ سُمّر على خشبة الصليب بالمسامير الحديدية التي اخترقت أعصاب يديه ورجليه، ثم طُعن جنبه بالحربة إلى أن أنزلت آخر نقطة من دمه الزكي الثمين.

على أن آلامه النفسية كانت أعظم من ذلك بكثير... فحين حجب الآب وجهه عنه، حجبت سحب الغضب الإلهي النور. فقد سبق وقال: ”نفسي حزينة جداً حتى الموت“. وقد ذاب قلبه كالشمع. نعم، إن الآلام التي احتملها المسيح توازي ما كان ينبغي أن نقاسيه من عذاب بسبب خطايانا في نيران الجحيم الأبدية.

لكنه افتدانا ليس بآلامه فقط بل بموته أيضاً... وما أرعب الموت بالنسبة للإنسان الخاطي الذي لم يعرف خلاص الله ونعمته! لقد كان موت المسيح مرعباً لأنه كان نيابياً عن الخطاة الهالكين. فحين حمل المسيح خطايانا في جسده، حجب الله وجهه عنه، وحلت ظلمة غير عادية، مما جعله يصرخ قائلاً: ”إلهي إلهي، لماذا تركتني“؟!! ثم انشق حجاب الهيكل... والأرض تزلزلت، والصخور تشققت!

ما دام ثمن فدائنا ثميناً بهذا المقدار - إذ أحنى المسيح رأسه ومات عنا ليحيينا - فما علينا كمؤمنين سوى أن نقدر هذا الفداء بأن نحيا حياة القداسة التي تليق بأولاد الله.

• التالي