Voice of Preaching the Gospel

vopg

كانون الأول (ديسمبر) 2006

منذ عصيان آدم وحواء لوصية الرب في جنة عدن، وأجراس النبوّة تدق مسجلة حياة الوليد القادم لفداء الإنسان. وكانت أول نبوّة  أعلنت مجيئه يوم أعلن الرب الحرب ضد الشيطان الذي استخدم الحية لغواية الإنسان.

 

”وأضع عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلك ونسلها. هو يسحق رأسك وأنت تسحقين عقبه“ (تكوين 15:3).

إذاً فالوليد القادم هو ”نسل المرأة“ بمعنى أنه سيولد من امرأة لم يمسسها بشر، وسيقضي قضاء نهائياً على الشيطان.

وقصة ميلاد يسوع قصة عجيبة ومثيرة أعلنت اتصال ساكن السماء بسكان الأرض.. فقد بدأت ببشارة الملاك جبرائيل لمريم العذراء: ”ها أنت ستحبلين وتلدين ابناً وتسمينه يسوع. هذا يكون عظيماً وابن العلي يُدعى ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه. ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ولا يكون لملكه نهاية“ (لوقا 31:1).

ويجب أن نعرف أنه مع ولادة يسوع من العذراء في الزمان، فقد كان موجوداً مع الآب منذ الأزل، ولما جاء ملء الزمان أرسله الله ليفتدي من يؤمن به من البشر المذنبين.

وهذا هو الحق الذي أعلنه بولس الرسول في كلماته:

”ولكن لما جاء ملء الزمان، أرسل الله ابنه مولوداً من امرأة، مولوداً تحت الناموس، ليفتدي الذين تحت الناموس، لننال التبني“ (غلاطية 4:4-5).

كان يسوع موجوداً منذ الأزل، قبل أن يتجسد في صورة إنسان في الزمان.

وتستمرّ هذه القصة الرائعة لترينا أنه بعد أن وُلد المسيح ظهر ملاك الرب لجماعة من الرعاة، فلما خافوا منه خوفاً عظيماً قال لهم: ”لا تخافوا. فها أنا أبشّركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب. أنه وُلد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب... وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوي مسبحين الله وقائلين: المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة“ (لوقا 10:2-14).

مولود بيت لحم إذاً، مولود عجيب.

عجيب في الحبل به.. عجيب في شخصه ”ابن العليّ يُدعى“.. عجيب فيما سيفعله في آخر الأيام، وهو  يختلف عن جميع الأنبياء الذين سبقوه. ويقيناً إنه كان آخر رسل الله لسكان الأرض.

ما هي رسالة مولود بيت لحم؟

هي رسالة مثلّثة:

أولاً- هي رسالة تتّصل بآلام الإنسان

هذه الرسالة أعلنها يسوع ذاته في مجمع الناصرة، مؤكداً أن نبوءة إشعياء تمت فيه:

”وجاء إلى الناصرة حيث كان قد تربّى. ودخل المجمع حسب عادته يوم السبت وقام ليقرأ. فدُفع إليه سفر إشعياء النبي. ولما فتح السفر وجد الموضع الذي كان مكتوباً فيه: روح الرب عليّ، لأنه مسحني لأبشّر المساكين، أرسلني لأشفي المنكسري القلوب، لأنادي للمأسورين بالإطلاق وللعمي بالبصر، وأُرسل المنسحقين في الحرية، وأكرز بسنة الرب المقبولة. ثم طوى السفر وسلّمه إلى الخادم وجلس. وجميع الذين في المجمع كانت عيونهم شاخصة إليه. فابتدأ يقول لهم: إنه اليوم قد تمّ هذا المكتوب في مسامعكم“
(لوقا 16:4-21).

ما قالته كلمات هذه النبوّة تمّ حرفياً فيما عمله المسيح:

غفر للمرأة الزانية المكسورة القلب (لوقا 48:7-50).

ووهب البصر للإنسان المولود أعمى (يوحنا 1:9-7).

وأطلق المجدلية من أسر سبعة شياطين (لوقا 2:8).

وخلّص وشفى بلمسة يده، وكلمات شفتيه الكثيرين من الحزانى والمرضى والمتألمين.

ثانياً: رسالة تتصل بخلاص الإنسان

اقتضى خلاص الإنسان من غضب الله، وسلطان الشيطان أن يُصلب يسوع على الصليب.. ذلك لأن أجرة الخطية هي موت، وأي عمل أقل من الموت لا يكفي لخلاص الإنسان. وقد أعلن يسوع أنه جاء ليخلص الإنسان:

”لأن ابن الإنسان... لم يأتِ ليُخدَم بل ليخدُم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين“
(مرقس 45:10).

كان لا بدّ أن يُسفك دم المسيح، ”وبدون سفك دم لا تحصل مغفرة“
(عبرانيين 22:9).. وقد سفك المسيح دمه على الصليب ليكون الله باراً، ويبرر من يؤمن بفاعلية دم المسيح.

وقبل ميلاد المسيح بأكثر من سبعمئة سنة تنبّأ إشعياء عن أسباب صلب المسيح في الكلمات:

”وهو مجروح من أجل معاصينا، مسحوق لأجل آثامنا. تأديب سلامنا عليه، وبحبره شُفينا. كلنا كغنم ضللنا. مِلنا كل واحد إلى طريقه، والرب وضع عليه إثم جميعنا“ (إشعياء 5:53-6).

كان لا بدّ من الفداء.. وكان لا بدّ أن يكون الفادي إنساناً وإلهاً في ذات الوقت.. وكان لا بد أن يكون في قيمته أكثر من الإنسانية مجتمعة.. وأن يكون منزّهاً عن الخطية ليكفر عن خطية المذنبين.

وتمت في يسوع كل هذه الشروط.. فهو منزّه عن الخطية إذ وُلد من امرأة لم يمسسها رجل فلم يرث خطية آدم الأثيم.. وهو خالق الإنسان، ”كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان“ (يوحنا 3:1). إذاً فهو أعظم قيمة من الناس أجمعين بمقدار عظمة الخالق عن المخلوق. وقد ارتضى منذ الأزل أن يقوم بهذا العمل العظيم.. عمل الفداء..وهذا ما قاله بطرس الرسول:
”عالمين أنكم افتُديتم لا بأشياء تفنى.. بل بدم كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس دم المسيح معروفاً سابقاً قبل تأسيس العالم“ (1بطرس 18:1-20).

بهذا الفداء العظيم أعلن الله حبه للإنسان:

”لأنه هكذا (بهذا المقدار) أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية“ (يوحنا 16:3).

ثالثاً: رسالة تتصل بمصير الإنسان

حياة الإنسان على الأرض قصيرة مهما طالت.. ومن هنا فالإنسان منذ البدء يفكر في أبديته، فالله القدير ”صنع الكل حسناً في وقته، وأيضاً جعل الأبدية في قلبهم، التي بلاها لا يدرك الإنسان العمل الذي يعمله الله من البداية إلى النهاية“ (جامعة 11:3).

ويسوع المسيح وُلد في الزمان، لكي يضمن بموته على الصليب الحياة الأبدية لكل من يؤمن به، ”الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية، والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله“ (يوحنا 36:3).

لقد تيقن المؤمنون بالمسيح الفادي تمام اليقين من سعادتهم الأبدية.

  فيوحنا الرسول تيقن أنه سيكون مثل المسيح فقال:

”أيها الأحباء، الآن نحن أولاد الله، ولم يُظهر بعد ماذا سنكون. ولكن نعلم أنه إذا أُظهر نكون مثله، لأننا سنراه كما هو“ (1يوحنا 2:3).

  وبطرس الرسول أكد للمؤمنين عظمة مستقبلهم الأبدي فقال:

”مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح، الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء حي، بقيامة يسوع المسيح من الأموات، لميراث لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحلّ، محفوظ في السموات لأجلكم، أنتم الذين بقوة الله محروسون، بإيمان، لخلاص مستعد أن يُعلن في الزمان الأخير“ (1بطرس 3:1-5).

  وبولس الرسول تيقن من مستقبله الأبدي ومكافأته العظمى فقال:

”فإني أنا الآن أُسكب سكيباً، ووقت انحلالي قد حضر. قد جاهدت الجهاد الحسن، أكملت السعي، حفظت الإيمان، وأخيراً قد وُضع لي إكليل البر، الذي يهبه لي في ذلك اليوم الرب الديان العادل، وليس لي فقط بل لجميع الذين يحبون ظهوره أيضاً“
(2تيموثاوس 6:4-8).

وكل إنسان آمن بالمسيح المصلوب إيماناً قلبياً لديه هذا اليقين، ويقدر أن يقول مع بولس الرسول: ”لأنني عالم بمن آمنت وموقن أنه قادر أن يحفظ وديعتي إلى ذلك اليوم“ (2تيموثاوس 12:1).

هذه هي رسالة يسوع المسيح مولود بيت لحم:

رسالة تتصل بآلام الإنسان..

رسالة تتصل بخلاص الإنسان..

رسالة تتصل بمصير الإنسان.

فهل عرفت من هو يسوع المسيح؟ وهل آمنت به مخلصاً وفادياً لنفسك ورباً لحياتك؟ وهل تيقنت تمام اليقين من مستقبلك الأبدي السعيد؟ إذاً فهنيئاً لك، أن تكون من رعية المسيح في الزمان، وأن تكون مثله في الحياة الأبدية.

المجموعة: كانون الأول December 2006

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

153 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10556981